إذا كان من الجائز عرض التوقعات لنتيجة نهائي بطولة اتحاد كرة القدم على كأس الأمير فيصل بن فهد رحمه الله فإنها اليوم مثل البارحة لمصلحة الشباب (والله اعلم),, فالمؤشرات الفنية، والنفسية، والإدارية,, تجري على حساب فريق الهلال لمصلحة الفريق الشبابي الشباب المنطلق بقوة مع بداية الموسم بنتائجة الهائلة التي راح ضمن ضحاياها فريق النادي الأهلي السعودي على ملعبه وبين جماهيره بثلاثة اهداف شبابية بلا مقابل (في مسابقة اتحاد الكرة على كأس الأمير فيصل بن فهد), وفريق النادي الأهلي المصري على ملعبه وبين جماهيره في القاهرة (في بطولة الأندية العربية على كأس الأمير فيصل بن فهد رحمه الله) بفارق ركلات الترجيح بعد مباراة نجا فيها الأهلي من وخزات الشباب الحاسمة حيث كان الشبابيون الأقرب بجدارة للفوز بالنتيجة لولا انها كرة القدم التي ليس من الضرورة ان تسير معها النتيجة لصالح الفريق الأكفأ!,, لكن الركلات الترجيحية كانت منصفة جداً بالتفوق الشبابي مرة أخرى رغم الكثافة الجماهيرية الأهلاوية مقابل حضور جماهيري شبابي يقارب الصفر المئوي!,, الأمر الذي يصنف الحظوظ الشبابية في قمة حيويتها لجعل الشباب الكفؤ المتعهد بجمع أية كؤوس باسم الأمير الراحل فيصل بن فهد!.
الشباب هو بالأرقام أفضل فريق سعودي مؤهل لانتزاع ألقاب هذا الموسم,, هذا إذا كان للكرة ان تواصل مسايرتها للمنطق المنصف,, أما إذا لم تفعل,, فان الشباب لن يكون بعيداً عن منصات التتويج في بقية المسابقات.
الفريق الهلالي المدهش ليس موجوداً في الخدمة منذ رحلته الخليجية العام الماضي الى مسقط التي عاد منها باللقب الخليجي بربع مستواه المعهود!, فمنذ ذلك التاريخ وهو يترنح من مسقط فني إلى آخر!!,, حتى أنه خسر فرصته في نهائي كأس ولي العهد أمام فريق الشباب (0-1)، ثم خسر زعامته لفرق الدرجة الممتازة في الدوري بعد أسابيع طويلة من الصدارة المطلقة بالأرقام القياسية بين النقاط والأهداف, حيث فشل (في النهاية) فشلاً مذهلاً في التمسك بزعامة بطولية لم يحافظ عليها كالأبطال!.
الهلال ليس هو الهلال حتى وهو يتأهل مؤخراً الى نهائي أولى مسابقات الموسم,, فتسلسل وصوله كان باهتاً جداً,, رغم نجومه ومحترفيه ودعم جماهيره وإدارته,, ويبدو أن الإدارة الهلالية قد ارتكبت خطأ بتعجلها في نهاية الموسم الماضي حين تعاقدت مع لوري ساندري مدرباً للفريق!,, وقد يكون من يرى بهذا الرأي غير مصيب,, إلا ان حجته ستبقى قوية إلى أن يثبت العكس!.
الفروقات الفنية الحالية بين الشباب والهلال تجعل الكثيرين لايتحرجون في التصريح بتوقعاتهم لصالح الشباب, وربما بنتيجة كبيرة أيضا,, لكن كرة القدم أيضا تجعل من الحكمة أن لايستعجل أحد الحكم أو القطع بالنتيجة لصالح فريق على حساب آخر!,, فهي في النهاية كرة القدم (ماغيرها),, تلك التي أذلت البرازيل بثلاثة في فرنسا 98م, وفي المكسيك باربعة في 99م!, وربما خمسة عام 2000م!!.
موقف!
في الوقت الذي كان أحق خلق الله بالامتعاض لما آلت إليه النتيجة النهائية للقمة الآفرواسيوية لكرة القدم أمام المنتخب الجنوب أفريقي (0/0 في الرياض),, وقف سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز ليحيي افراد المنتخب الوطني لكرة القدم، ويبث في صدورهم بسعة أفقه وحكمته وانسانيته قسطاً من حاجتهم الى الأمن والمؤازة,, ليثني على مابذلوه من الجهد وحسن المحاولة والعزم، ويواسيهم أمام ارادة الله الذي له الأمر من قبل ومن بعد,, فالنتيجة النهائية تعني سموه أكثر من سواه فوق ما تعنيه لنا جميعا,, لكن الأسباب التي تم بالفعل فعلها إداريا وفنياً وأثناء سير المباراة وخاصة من اللاعبين في شوطها الأول,, لم تكن أمام إرادة الله ذات حيلة,, مما جعل سموه الكريم يقف كمسئول ليتدارك الموقف,, فيلتقط من هذا الظرف ما يعبر به للجميع عن كونه معهم في طريق واحد أخا,, وزميلاً,, وشريكاً,, وأن ماواجهوه هو محل تفهمه, وأن مافعلوه هو محل تقديره، وأنه كان كافيا وإن لم تكن النتيجة كما يحب!, ليطوي بهذه الروح المسئولة الكريمة صفحة المناسبة الى الأبد,, واضعا بذلك عن كاهل الجميع حملاً ثقيلاً لايحسن تركه يثقل نفوسهم وضمائرهم فيلقي بظلاله القاتمة بالأذى على مستقبل جهودهم ووجودهم كأبناء وجنود للوطن في حالة استدعاء مستمرة,.
لقد لخص تطبيق سموه (في ظرف دقائق بعد نهاية تلك المباراة) نظريات في علم الإدارة يفشل في تطبيقها مديرون معاصرون على طول وعرض منشآت العمل الإداري في كل مكان,, لانراهم يملكون في مثل هذا الموقف (وهو كما هو بظروفه) إلا إظهار الوجوم والضيق، والتنفيس بالركل بالكلمات على البعيد والقريب,, لتقع الخسارة الحقيقية التي لها مابعدها!.
|