واقتربت عملية حسم منصب الامين العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم، فبعد احد عشر يوما بالتحديد تتم عملية الاقتراع السري ما بين الثامن عشر والثاني والعشرين من شهر تشرين الاول اكتوبر الحالي.
المرشحون لهذا المنصب عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية والدبلوماسية، الا ان الشخصيات الاكثر حظا في الوصول الى هذا المنصب شخصيات عديدة يأتي في مقدمتهم الدكتور غازي القصيبي والمفكر العربي والمصري اسماعيل سراج الدين نائب رئيس البنك الدولي للبرامج الخاصة وسفير اليابان في باريس كويشيرو ماتسوورا، ونائبة وزير خارجية الفيلبيين روساريو مانالو، ووزير الثقافة الروماني ايون كارميترو، ووزير الخارجية الاسترالي السابق غاريث ايفنس والرئيس الحالي للمجلس التنفيذي لليونسكو المجري بال باتاكي وممثل اندونيسيا في هذه المؤسسة مكاميتان مكاغيانسار والممثل السابق لترينيداد وتوباغو لورانس كارينغتون وسفير سريلانكا في فرنسا سيناكي يندنراناياكي ، وفرنسي رشحته جورجيا وهو نائب المدير العام في الادارة العامة لليونسكو دانيال جانيكو.
ومن هؤلاء الكوكبة سيُختار واحد، اذ سجتمع اعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو بدءا من الثالث عشر من الشهر الجاري لتفضيل واحد.
والمعروف ان الدكتور غازي القصيبي هو مرشح الدول العربية والدول الاسلامية ومرشح العديد من المنظمات والهيئات والمؤسسات التعليمية والجامعية في الوطن العربي والاقطار الاسلامية والعديد من الدول النامية، وقد لقى ترشيح الدكتور القصيبي تأييد العديد من المفكرين لاسباب عديدة، من اهمها انه ينتمي الى دولة عرفت بالسلوك السياسي النظيف وتراثها الديني والثقافي واصالتها الحضارية.
كما ان شخصية المرشح التي تجمع بين المفكر العالم المتخصص ، والاديب الفنان المبدع، وكأن صفاته وتنوع اطره العلمية والثقافية والشخصية قد ركبت لتتوافق مع مهام منظمة التربية والثقافة والعلوم، وليس ميلا وانحيازا للدكتور غازي القصيبي كونه مرشحا سعوديا، فانه يجمع ما تحتاجه التربية والثقافة والعلوم.
ثم اذا كان من حقنا كدول عربية واسلامية ونامية ان يكون مرشحنا هو الذي سيختار لادارة هذه المنظمة الحضارية والثقافية والعلمية في عصر لم يبق لنا شيء بعد ان سيطرت القوى العظمى على كل شيء.
ولهذا فاننا لانصاب بالدهشة ولا بالغضب، بل بالاشمئزاز حينما يطرح مرشح آخر او اكثر من نفس الشريحة القومية والدينية والفكرية والدولية التي تعمل جميع دولها على انجاح الدكتور القصيبي مرشح العرب والمسلمين والدول النامية.
لم اكن عرف بالضبط هدف ترشيح شخص من نفس الشريحة وكنت احسبه جزءا من السعي للحصول على المناصب الدولية حتى قدم لي قسم الترجمة الدفاع المستميت لصحيفة الليبراسيون الفرنسية الوثيقة الصلة بالاوساط الصهيونية وفيها يدافع جان بييرنيه عن المرشح العربي الآخر الذي يجده الاكثر فائدة لليونسكو لان مرشح العرب والمسلمين الدكتور القصيبي مغرق في ثقافته العربية الاسلامية، في حين المرشح العربي الآخر ثقافته فرانكفونية.
هكذا اذن ، الآن عرفنا السبب ، لان الدكتور القصيبي شخصية اسلامية وعربية متنورة يحارب بمرشح من صبغة عربية,, ولكن بدون هوية عربية ولا اسلامية ,,, هوية فرانكفونية.
هل تكفي شهادة هذا الصهيوني لمعرفة من يقف ضد وصول شخصية فكرية وعلمية تشرف العرب في هذا المنصب الثقافي والحضاري؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com