Monday 11th October, 1999 G No. 9874جريدة الجزيرة الأثنين 2 ,رجب 1420 العدد 9874


أقيموا التجربة لتتأكدوا من النتائج
المعلم صاحب النصاب القليل أكثر إنتاجية

عزيزتي الجزيرة,.
تحية طيبة,.
احتفلت دول العالم قاطبة وللعام الثاني على التوالي بفعاليات اليوم العالمي للمعلم الذي اقرته لاول مرة منظمة اليونسكو في دورتها السابعة والعشرين من عام 1994م تحت مسمى اليوم العالمي للمعلم وذلك تقديرا منها للدور الكبير والبارز الذي يقوم به المعلم في تربية وتعليم الاجيال القادمة وتنشئتهم على اسس وقواعد صحيحة واعدادهم بكل ما يحتاجون اليه من علوم ومعارف لخوض غمار الحياة وهم بكامل الاستعدادية كما ان المعلم الناجح هو من يحمل مشاعل العلم المضيئة التي تبدد بنورها ظلام الامية والجهل.
وتأتي مشاركة المملكة في اليوم العالمي الثاني لتكريم المعلم كونها مهبط الوحي ومنها خرج افضل معلم للبشرية كافة هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربه والذي كان عليه السلام يتخذ من المسجد مدرسة لتعليم اصحابه امور دينهم ودنياهم ولايشك احد من الناس ان وراء كل امة عظيمة تربية عظيمة وهذه التربية يقف على اعلى هرمها المعلم الذي يحمل امانتها ويترجمها الى واقع ملموس ويطبق من خلالها جميع ما تعلمه من نظريات وقوانين علمية ونظم تعليمية وضعت لمصلحة الطالب بما يكفل له الحصول على كل ما يحتاج اليه من اساسيات كتعلم القراءة والكتابة والحساب, وتكريم المعلمين في مثل هذا اليوم يجعلهم محط انظار وتقدير المجتمع ويبرز دورهم المهني في الحياة بما يكون دافعا وتشجيعا لهم لبذل المزيد من الجهد والامكانيات في سبيل تطوير قدراتهم الذاتية والعملية وتكريم ايضا لهذه المهنة السامية وهنا نتذكر حادثة الامين والمامون ابني الخليفة هارون الرشيد حينما تسابقا الى الخارج لاحضار نعلي معلمهم والباسه اياهما ونتذكر كذلك رائعة احمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
وغير ذلك من الامثلة على عظم مكانة المعلم على مر العصور والازمان وليس تكريم المعلم مقتصرا فقط على صاحب هذا المسمى وانما تدخل ضمن نطاقه ايضا المعلمة التي تعلم وتربي بناتنا واخواتنا وهذا يستلزم ذكر اسمها في مثل هذه المناسبة والحاقه بشعار اليوم ليصبح اليوم العالمي للمعلمين والمعلمات فذلك بالتأكيد جزء بسيط من تكريمها وحافز لها في المساواة بينها وبين زميلها في نفس المهنة فهي لا تقل اهمية عن الدور الذي يلعبه في المجتمع بل ازيد عليه انها تعلم وتعد امهات المستقبل اللائي يشكلن ركنا اساسيا في بناء الاسرة
الام مدرسة اذا اعددتها
اعددت شعبا طيب الاعراق
وهي النواة الاساسية ومصنع اعداد الرجال ومتى اعدت على الوجه الصحيح وعرفت واجباتها وحقوقها ووجدت التقدير الاجتماعي للدور الذي تقوم به فانها تخرج الاجيال الصالحة التي يكون لها مكانة بارزة في النهوض بالامم, واخيرا هل يكفي المعلم في مثل هذا اليوم الاحتفالي الاغر ان يكون تكريمه مجرد خطابات تلقى على خشبات المسارح او مجرد ورقة شكر وتقدير او لوحات قماشية تعلق في الميادين العامة والشوارع فماذا يريد المعلمون والمعلمات في يوم تكريمهم.
1- يعاني كثير من المعلمين والمعلمات من الارهاق والمشقة بحيث يخرج المعلم في نهاية اليوم الدراسي يسابق طلابه الى بوابة الخروج بسبب نصاب الحصص الذي يجعل من المعلم مجرد اداة للعمل والقاء الدروس مغفلا جانبا هاما هو متى يطور المعلم من امكانياته واتمنى في هذه النقطة بالذات ان تقيم وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات تجربة بين معلم بنصاب كامل من الحصص وآخر بعشرين حصة واقل والنتيجة التي انا متأكد منها ان صاحب النصاب القليل سينتج اكثر وسيقدم افضل من زميله كما انه سيكون لديه المتسع لاعداد المراجع لدرسه وتجهيز الوسيلة والاطلاع في مكتبة المدرسة وتصحيح الواجبات.
2- دفتر التحضير ولنسأل بصراحة هل المسؤولون في الجهتين التعليميتين مقتنعون بفعاليته وان المعلمين يطبقون ما فيه من اهداف ففي نظري ان المعلم لا يقيد نفسه في تحضير درس في صفحة ونصف وما يطبقه على ارض الواقع في الفصل اكثر من هذه السطور بل ان المعلم تستجد احيانا لديه ابتكارات وطرق جديدة يستخدمها في ايصال المعلومة للطالب ولذا فانه غير مقيد بهذا الدفتر الذي يقوم البعض بتركه في مكانه بغرفة المعلمين وكأنه يثقل عليهم حمله.
3- تعنت بعض مديري ومديرات المدارس وتمسكهم بآرائهم حتى ولو كانت خاطئة والتحيز لبعض المعلمين في توزيع الحصص والنشاط وتقدير الاداء الوظيفي والتسلط الوظيفي على من تحت ادارته وعدم التعامل معهم بمبدأ التفاهم والمناقشة بل باسلوب الآمر الناهي الذي لا يحب ان يقال الا امرك وحاضر.
هذا في حقيقة الامر ما استطعت تذكره.
والى اللقاء,.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
ندوة الجزيرة
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved