Friday 15th October, 1999 G No. 9878جريدة الجزيرة الجمعة 6 ,رجب 1420 العدد 9878


تأكد من الإحساس الصحيح وشكراً

اقف كثيرا عند حديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال النفوس جنود مجندة ماتعارف منها إئتلف وماتنافر منها اختلف أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وأجد بالفعل أن بني البشر فئات مختلفة:
منها ما يأتلف رغم كل الظروف وربما يكون هناك فوارق بائنة بينهم في السلوك والميول والتصرفات عامة ومع ذلك يكون بينهما تقارب ومودة وارتياح كبير.
وأرى آخرين يتفقون في كثير من الطباع ويتشابهون في الميول وبعض السلوكيات ومع ذلك لانجد بينهم أي اتفاق نفسي او حسي.
ومن زواية اخرى ننظر الى بعض العلاقات التي يكون اساسها احساسا مزيفا او ربما يكون احساسا مشغولا مهما حاولت معه الاحاسيس فلن تنجح في كسب ميوله او على الاقل بعض اهتمامه,, لانه مشغول دائما!
وهنا لابد لكل إحساس من التأكد من الرقم الصحيح لأي إحساس آخر يطلبه .
بل عليه ايضا ان يحسن الاختيار لاي احساس آخر يقاسم احساسه في وفاء الصداقة أو اخلاص الشراكة على مدى أيام العمر وثواني الحياة ونبضات الزمن,.
وربما يكون السبب الرئيس لأي فشل هو الاختيار غير الصحيح لمن سيكون احساسه كفؤا للمشاعر الصادقة فيكون الأساس غير صالح لبناء علاقة إنسانية قوية وصادقة أيا كان نوع تلك العلاقة على المستوى الاجتماعي لان هشاشة الاساس لن تحتمل الصمود ولو قليلا,.
والاحساس المشغول سيكون احساسا بلا معنى بلا عطاء وبدون تفاعل ولاجدوى من محاولة اعادة طلب الرقم عفوا، أو محادثة ذلك الاحساس المشغول,.
كما أن بعض الاحاسيس التي تجيد التمثيل والعزف على وتر العاطفة غالبا يكون هدفها التسلية والتلاعب بعواطف الآخرين فهؤلاء ومع شديد الاسف تزيد ضحاياهم يوما بعد آخر.
وهذا بالتأكيد ثمن باهظ يدفعه اي احساس تحكمه الثقة العمياء في احساس غلف ببريق الكلمات المعسولة فبادله غيث حب وعطاء وثقة حتى غرق في سيل أوهامه الجارفة.
وربما افاق على هدير المفاجأة ووخزات اشواك ورود لاتعرف معنى الرحيق ولا اصالة الشذا لانها بالاصل ورود مزيفة.
انها أخطاء عديدة يقع فيها البعض او بالاصح يرتكبونها في حق انفسهم قبل الآخرين.
والناس يختلفون في وجهات النظر والمبررات وايضا في احكامهم حول الامور ايضا تختلف محاولة كل منهم في عبور تياراته الخاصة.
هنا يكون الانجاز ضروريا في اعماق المشاعر للتأكد من هوية ذلك الاحساس المنعش الجاف مهما بلغت عذوبة مائه وتحسس اصل روافده ومنبع انهاره,, ولمس تلك الحقائق والتعرف على هويتها.
واحيانا يكون سبب ذلك كله هو الاندفاع في حالة اللاوعي ولاعجب ان تختلط الاحاسيس المختلفة والمتناقضة في نفس الوقت وتصطدم آهات الفشل وزفرات الندم وفي النهاية يظل الأمل بلسما للجراح ووقودا يحرك جناحي الحلم في عالم الخيال لينتشله من متاهات السخط واللاجدوى لكي لاتسيطر الافكار اليائسة وتقيد الارادة الواثقة في تصحيح اتجاه الشعور الصادق والاحساس المتألق في فضاءات اخلاص العطاء وتوجيهه الاتجاه اللائق به وتوصيله الى من يستحقه وبجدارة,.
حتى يسمو الاحساس الفطري بشفافيته ونقائه وطهره عن غيث الاحساس العشوائي,, وانزلاقات الذمة في احضان الاستهتار,.
نبضات وتر للشاعر ابراهيم ناجي:
يقظة طاحت بأحلام الكرى
وتولى الليل والليل صديق
وإذا النور نذير طالع
وإذا الفجر مطل كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها
وإذا الأحباب كل في طريق
دلال عبدالله الدايل

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved