Friday 15th October, 1999 G No. 9878جريدة الجزيرة الجمعة 6 ,رجب 1420 العدد 9878


وهل يُكبُّ الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟
تركي بن طلال بن عبد العزيز

في برنامج أكثر من رأي الذي بثته الجزيرة مساء يوم الاثنين الموافق 11/10/99 الساعة 9 مساء ، وفي حوار ساخن أثناء مناقشة الآراء المؤيدة لترشيح د, غازي القصيبي ود, سراج الدين والمعارضة لهما، ورد على لسان ضيف البرنامج الكاتب السياسي المعروف جهاد الخازن عبارة غير لائقة وجهها عند حديثه عن والدي الأمير طلال بن عبدالعزيز حيث قال عن سبب مخالفته لترشيح د, القصيبي أنه خالف تُعرف .
ان مثل هذا المثل المكون من جملة شرطية، لا يستخدم إلا للحديث عن الصعاليك الخارجين عن الاجماع، الطالبين للشهرة، حتى يعرفهم من حولهم بعد أن كانوا مغمورين مغموسين لايعرفهم أحد.
أما وقد وجه الكلام لشخص غني عن التعريف فإن هذا المثل في غير محله ولغير أهله، لا شكلا ولا مضمونا، فالأمير طلال شخص ذائع الصيت، فهو ابن لعبدالعزيز ملك العرب وأسد الجزيرة، وهو المعروف بجهوده في خدمة أسرته وخدمة وطنه وأمته، وهو النصير للمظلوم، وهو الأب للفقير، وهو العضد لإخوته، ولست أبالغ إذا قلت أن شهرته حفظه الله تفوق عددا من رؤساء بعض دول العالم، ولا يمكن لي ان استطرد في ذلك، فشهادتي فيه مجروحة.
أبعد ذلك كله أيحتاج من كرّمه المولى بهذه الخصال المميزة ان يلجأ للمخالفة وسيلة لان يعرف يا أخ جهاد؟.
إذن: كيف ولماذا سقط جهاد الخازن!؟.
محاولة مني للإجابة -وبكل أمانة- فلا يمكن ان تخرج الاحتمالات التي يمكن استنتاجها عن الآتي:
الاحتمال الأول: سقطة لسان، فالتعبير قد خانه، وهو الذي بشهادته قد ذكر ان معرفته بالأمير تعود لعشرين عاما، وهو الذي يعرف ايضا ان آراء الأمير متطورة وتتعدى في كثير من الأحيان المكان والزمان الذي عاشه ويعيشه.
الاحتمال الثاني: الاحساس بالنقص والحسد وعندها ينطبق على المذكور قول الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأني كاملُ
الاحتمال الثالث: وهو ان يكون الخازن قد نطقها بلسان غيره أو بلسان من هم أقوى منه.
لقد أثّر بي كثيرا ما جاء على لسانه، وأين؟ في وسيلة اعلامية منتشرة، ولا اقول مميزة، ولا أعرف حقيقة كيف يمكن ان يفعل هذا؟ وهو الذي تعودنا منه دقة وحسن اختيار الألفاظ، والتسلسل المنطقي الواضح في طرح الأفكار مما يجعل فرص خروج عبارة كهذه وفي وسيلة اعلامية هامة كهذه من الخازن أمر مفاجىء وغير متوقع.
أعرف ان هذه العبارة أو غيرها لا يمكن ان تؤثر على نصير الحق وعلى نصير العدالة وعلى نصير المساواة مهما كانت.
غير أنه تمشيا مع أصول أخلاقنا العربية، وفي حالة كون الاحتمال الأول هو الأرجح، بأن الأمر مجرد سقطة لسان، فعلى الخازن أن يبادر بالاعتذار اعتذارا ملائما ولائقا بحجم ما اقترف.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved