Friday 15th October, 1999 G No. 9878جريدة الجزيرة الجمعة 6 ,رجب 1420 العدد 9878


النقيدان بعد أن جرب النشر في المجلات الشعبية
التوبة
سليمان بن محمد النقيدان

في مثل الشهر الماضي شهر 6 من عام 1419ه الماضي دق جرس الهاتف ليلاً، فرفعت السماعة فحياني تحية اخ لاخيه فحييته بمثلها، ثم اخذ يكيل لي من المديح والاطراء ما لا استحقه قائلاً: انت,, وانت,, وانت,, الخ ما هنالك من المسميات الرنانة المبالغ فيها! فقلت: مهلاً يا اخي, من المتكلم؟ فقال: أنا فلان اكلمك من (مجلة,,) الشعبية وانا مسئول فيها، واني لأتشرف في انتسابك لها فقلت: خيراً ان شاء الله ماذا تريد بالضبط؟ فقال: اريد ان تكون منتسباً في مجلتنا,, وان تشاركنا بمقالة او بحث كل شهر، لأنك طاقة لا يستهان بها، ثم عاود من جديد يكيل الثناء والمديح فقلت: انا مشغول في شعراء بريدة، الجزء الثالث والرابع حيث وعدت والتزمت في انهاء بقية اجزائه، وقد حرمني متعة الكتابة في الصحف والتفرغ لها، هذه ناحية - اما الناحية الثانية فلست من هواة هذه المجلات الملونة والمصورة بصور ممثلين وممثلات,, ومغنين,, ومغنيات,,, وليس معنى هذا انني لا اطرب للتمثيل والغناء ولكنني لا احب خلط الملح مع السكر,, ولا القهوة مع العصير فاعذرني يا عزيزي فقال: نحن مجبرون على مسايرة الزمن وهو الذي يتحكم فينا وليس العكس، ولو لم نفعل ذلك لما وجدنا من يشتري او يقرأ قلت: ولماذا لا تكون مجلتكم جامعة وشاملة بحيث يقرأها الصغير ومتوسط العمر والكبير,, والفتاة والشابة والمرأة؟,, ولماذا الخلط بين الشعر النبطي مع ان اغلبه هابط مع صور اهل الفن؟ فقال: ليس في الامكان ابدع مما كان، ولكن ثق يا عزيزي ثقة تامة ان من الشباب من يهوى التراث الاصيل ويستمتع بسماعه وقراءته وانت من أهله ومحبيه فلا تخيب رجائي فيك، ولا تحرم القراء من كتاباتك فنحن في حاجة اليك.
صدقوني يا اخواني انني اذعنت وسلمت امري امام هذا الاخ العزيز,, وانكسر عودي الصلب خجلاً منه وان كنت لم اجتمع به ولم اشاهده من قبل عدا صورته في المقالات التي يكتب بها في الصحف.
وانه لمن طبيعة الانسان ديناً وخلقاً ان ينقاد لأخيه المحتاج اليه اذا طلب منه حاجة يستطيع تحقيقها, فقررت ان اشارك كل شهر في الكتابة في مجلته، واني لعلى يقين تام بأنه سوف يقرأ هذا الحديث ان قُدرت له الحياة لمدة اسبوع او اكثر,, ولابد لأي قارئ يتمتع بذاكرة قوية ان يعود بذاكرته الى الوراء سنة كاملة ليرى صدق قولي ان كان متابعاً لقراءة هذه المجلة، وما كاد يصدر العدد وتنشر فيه اول مشاركة حتى اعددت المشاركة الثانية وجهزتها, فاتصل هاتفيا شاكراً ومقدراً ويطلب ارسالها على عجل، ولكن حدث ما لم يكن في حسابي، فقد وقعت في ورطة، اذ حضر بعض الاخوة الذين يقدرون الادب الشعبي الى البيت,, وبعضهم اتصل بالهاتف، فمنهم الساخر,, ومنهم العاتب,, ومنهم المشكك الذي بين مصدق ومكذب النبأ يسألون عن الحقيقة فقلت لهم: من قال لكم هذا؟ فقالوا: الشباب ذكروا ذلك وانت يا اخ سليمان عليك الشرهة وما نتوقع ان ينزل بك المستوى الى هذه الدرجة! قلت: هل رأوا لي صورة في هذه المجلة؟ فقال بعضهم: لا، فقلت: يوجد ثلاثة اسماء في العائلة وهي منتشرة في سائر انحاء المملكة والخليج تحمل نفس اسمي، والذي نُشرت له المقالة ليس أنا, وبعدها امتنعت عن الكتابة وتوقف صاحبي عن المكالمات الهاتفية وقررت التوبة.
واني لأسال الله سبحانه وتعالى ان يقبلها مني ولن اعود لمثلها ان شاء الله وقلت في حينها:
إلى قصرك العرف عَنّز على شيخ
يحكي لك اثارٍ ويروي لك اشعار
الشيخ عنده من علوم التواريخ
وفي مجلسه تلقا النوادر والاخبار
احرص على شعر الفحول الشواميخ
ملاحمٍ تثري على طول الادهار
ودوّر بالاشمل والحسيني وابا الميخ
سوالفٍ تبقا للاجيال تذكار (1)
ما بالنخل يالقرم غير الشماريخ
وباقي الكرب والخوص مثواه للنار
اتبع هل السنّة ولا تتبع السيخ
لا صرت في تمييز الاديان محتار
العام تلعب بالتيَل والنفافيخ
واليوم تجلس بين الاخطل وبشّار
لا تحسب ان الشعر تشليق بطّيخ
ومفطّحٍ طول الظهر خمسة اشبار
الشعر دوّخ قاسي الراس تدويخ
انشد عنه وسط المجالس هل الكار
وهو مثل من دس لك سمّ زرنيخ
وانَته تحسب انه يفيدك وهو ضار
ما يمتكن عود القصب يكسر الصيخ
ولا انثنى من واهن الخيط مسمار
والنور بين والحقايق مصاليخ
لو لَفلَفوهن بالغطاوي والاستار
خذها نصيحة دون لجّه وتصريخ
إختر ولا شعر المجلّات تختار
شعر مصخ والعور زادوه تمصيخ
ودخل عليه الفنّ مع كل معبار
تجاهلوا دورا شقر الريش طخطيخ
واثنوا على راغب علامه وغوّار
وخمة بناتٍ هايفاتٍ صماليخ
توافدن من حلبة الرقص والبار
ما فيه من ينصح ولا فيه توبيخ
وما فيه لا بان الردى قيد وهجار
حاشية
(1) الأشمل: هو (بنيه بن قرينيس الجرباء) من شيوخ شمّر، لقّبوه بهذا الاسم لأنه غالباً ما يستعمل يده الشمال، وهو كريم وفارس وشجاع، وبعد وفاته قيلت فيه مراث كثيرة لا يتسع المجال لذكرها - واما الحسيني فهو (نومان الحسيني الظفيري) وهو الآخر فارس شجاع وشاعر فذ، ومن ابرز صفاته انه لا يقول: أنا فعلت!، او انا عملت! بل يترك بلاءه وشدة بأسه في الحروب لغيره يتحدث عنها! والغريب في امر هذا الفارس ان بعض الادعياء والمترددين ينسبونها لهم وهو ساكت! واما (ابا الميخ) وهذه شهرته التي وردت على ألسنة الرواة والكتب المدونة فعرف بالمرؤة والشهامة والنخوة العربية الاصيلة وله قصص تدل على ذلك.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved