افتتح محلات في انحاء العالم واستمال 25 مليون زبون بعد 50 عاما على وجوده يرىتاتي الحياة باللونين الوردي والابيض فمن محل البقالة الى محل الصاغة سيطرت عائلة واكي على هذه المصلحة العائلية واتقنت مهنة البيع بمهارة.
اجل لم يعمل جول واكي صناع البرادع التونسي في ازياء هرمس لكن كان كل ما يعمله للجياد وللخيالة متينا فقد كان يخيط ويعبر كل عام البحر المتوسط الى منطقة مونبلييه لشراء الكميات التي لم تسوق من متاجر السكافين وصانعي الاسرجة المحليين، كانت تدر عليه تجارته الكثير من الاموال حتى عام 1942 حيث انخرط مع قوات فرنسا الحرة واكتشف ان هناك حياة بعد تونس فجهز نفسه بعد الحرب وقدم الى باريس ليشارك تاجرا ويفتتح اول محل له عبارة عن محل بقالة في بولفار روششوار رقم 18 في حي باريس الشعبي وسرعان ما أراد جول واكي التوسع فانفصل عن شريكه الذي عارض الفكرة وبدأ بشراء المحل المجاور تلو الآخر حتى سيطرت علامة تاتي التجارية على الحي.
ماذا تعني كلمة تاتي؟ في الاصل- كانت تيتا لقب استير والدة جول لكن تيتا كانت علامة مسجلة فقرر جول للتوفير عكس الاحرف وهكذا تحولت تيتا الى تاتي واكد جول قدرته على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة، وولدت في الوقت نفسه الفيشة الوردية والبيضاء رمز محلاته تقول الرواية ان السيدة واكي مرضت ذات يوم واشترت من سوق سان بييار القريب قطعة قماش فيشي سوداء وبيضاء، وفي مساء ذلك اليوم قدم لها زوجها عطرا مغلفا بكرتونة وردية وزرقاء فوجد جول اللونين الوردي والأبيض.
بدأ الاساس في خليط متنوع لكنه استمر يقول فابيان ابن جول والمسؤول عن محلات تاتي منذ خمس سنوات وباعتزاز: فعلا كان والدي عبقريا فهو الذي اخترع الحسومات وكان اول من وضع تماثيل العرض في الواجهات لتقديم الثياب واعلن عن سعر كل قطعة بشكل مكبر, كما اخترع ايضا فن الخدمة الذاتية بوضعه البضائع في صناديق كما في السوق الشعبي يسيطر على محلاته هرج ومرج وبحث واحاديث ويزداد طلب ال25 مليون زبون كما تؤكد الارقام فهو يبيع 5 ملايين جورب نسائي شفاف في العام ومليون صدرية نسائية و3,5 مليون لباس داخلي ومليون اصبع حمرة للشفاه و28 الف فستان عرس اي (11% من حاجة السوق) يعترف فابيان: لا يضاهينا احد في مسألة الاسعار وهذا معروف نتعامل مع السعر الادنى لبلوغ القمة يمكن ان تجد عندنا بنطلون جينز ب39,90 فرنك لكن لا ابيعه ب14 فرنك لاني اشتريته ب7 فرنكات ارفع السعر حيث يمكن واخفض السعر على بضائع اخرى، لسنا تجارا بالمعنى الحقيقي بل نتعامل مع الفرص كاللاعبين نختبر كل يوم إنتاجا جديدا نشتري 500 قطعة ونلقي بها في الصناديق, اذا لقت رواجا نطلب الآلاف منها وإلا نضع الحد .
يوضع الحد للبضاعة التي لا تباع في فرنسا او يتم توجيهها نحو الزبائن في الخارج اي نحو محلات تاتي في اسطمبول وساحل العاج وتل ابيب وافريقيا الجنوبية حيث افتتح تاتي محلاته, يضيف فابيان:
من السهل تصدير الزي الباريسي بنفس السعر المنخفض لقد كان اسهل لنا افتتاح محل لفساتين العرائس على الجادة الخامسة في نيويورك من افتتاحه على جادة الانجليز في نيس (فرنسا) حيث لازلنا اشخاصا غير مرغوب بنا! لكن هذا لا يمنعنا من المواصلة وخلال السنوات الخمس المقبلة ستمثل مبيعاتنا 50% خارج فرنسا.
نحن مضطرون لهذا العمل لأن بضاعتنا التي ندفع سعرها نقداً لا تكفينا, نحن أفضل من يشتري ما لا يباع عند الآخرين لكننا اليوم بدأنا بتصنيع قطع خاصة بنا، وعندنا مكتب في هونغ كونغ لمراقبة الاسواق.
غير ان حكاية تاتي الناجحة عرفت صعوبات بعد الحماس الذي تدفق علىالعلامة التجارية اذ اصبح تاتي اتجاها مع بعض الاناقة بعد ام قام الفنان الامريكي جوليان شنابل عام 1990 برسم 11 لوحة تحت عنوان تاتي باينتينغ ورسم عز الدين علايا تي شرت ومحفظة وصندل من نوع فيشي عرف الهوس وتلقت الصحافة هذه الظاهرة الاجتماعية فتحمست محلات تاتي واعلنت شعارها: الشارع لنا لكن للاندفاع حدود لان تاتي لم يعود زبائنه على اسعار مرتفعة فقام المعلم للتكفير عن الخطأ وسوّق الذهب عام 1994 تاتي اور وكانت الحلي بين 10 و40 فرنك, اثار الخمود لدى افتتاحه محلا لبيع الحلي في رو دو لابي (شارع السلام) في باريس بالقرب من كبار الصاغة الباريسيين وفي الخريف الماضي عمل في النظارات عارضا القطعة ب179 فرنك.
يشبه فابيان واكي والده فهو من نفس السلالة الوردية والبيضاء بأكمامه وقبعته الزرق يعدو في حقول عديدة ويظل شعبيا ويقولها بلكنه تونسية إنه يدير المؤسسة الكبيرة لكن لازالت والدته إيليونور في الواحدة والسبعين من العمر قابعة لتصفف كل مساء الشيكات في المغلفات, ثمة عائلات تتحكم النساء فيها بكل شيء.