Friday 15th October, 1999 G No. 9878جريدة الجزيرة الجمعة 6 ,رجب 1420 العدد 9878


أحدث جماعة فنية تتكون من ثلاث نساء
جماعة التربيع الحر تسعى لكسر مربع القيود

تم بالقاهرة مؤخراً تكوين جماعة تشكيلية باسم جماعة التربيع الحر تسعى لكسر الاطار المفروض على الانسان اياً كان, واسستها ثلاث فنانات هن:منى البيلي، منى اسماعيل، وماجدة ابو الفتوح وقد اقمن مؤخراً معرضاً مشتركاً يعبر عن طموحهن، افتتحه وزير الثقافة فاروق حسني واحمد نوار المسئول الاول عن الفن التشكيلي بالوزارة,, وعلى هامش المعرض التقينا بالفنانة ماجدة ابو الفتوح لنسألها عن اعمالها الفنية خلال مسيرة عشر سنوات,, وكذلك لنسألها عن تلك الجماعة وفلسفتها,, وماذا تعني بالتربيع الحر؟! مزيداً من التساؤلات والتفاصيل عن الجماعة ترويها ماجدة ابو الفتوح للجزيرة:
ثلاث نساء في مربع حر
*نريد تفصيلات اخرى عن فكر تلك الجماعة الفنية ,,,؟
-غالباً مايأتي تفكير البشر في اطار شروط يفرضها الواقع الخارجي, او شروط ذاتية من داخل الانسان نفسه, وبالتالي فكل منا يعمل ويتحرك في الواقع من خلال اطار او مربع وما تهدف اليه الجماعة هو الخروج من المربع واسقاط القيود التي تفرض علينا او نفرضها نحن على انفسنا.
نحن كجماعة لانرفض الواقع ولكننا نحاول الغوص في اعماقه والكشف عن ابعاده، ومحاولة تجاوز حدوده البصرية المباشرة,, نحن نسعى الى تعامل نشط حر مع البيئة,, مع الواقع,.
*وماذا وراء تلك التجربة الفنية التي جمعتك مع الفنانتين منى البيلي ومنى اسماعيل؟
-نحن كجماعة نسائية فنية اتفقنا على دخول تجربة مشتركة وحددنا فيها المقاس، واللون: ابيض واسود، كما اتفقنا على التسمية الاساسية، ثم بدأت كل واحدة منا تعمل بحريتها وبرؤيتها الخاصة: فالاسلوب الخاص لكل منا يأتي بعد الاتفاق على الخطوط العريضة.
*لكن كيف يمكن الاتفاق على موضوع واحد ومقياس واحد واللونين الابيض والاسود فحسب,, كيف يتم الاتفاق علىكل هذا بوعي رغم ان الفن في الاساس اقرب الى العفوية والتلقائية ,,,؟
-ببساطة هناك موضوع واحد يشغلنا نحن كفنانات اتفقنا على التعبير عنه، كل واحدة منا برؤيتها الخاصة، واحببنا ان نجمع لوحاتنا التي تحقق وحدة للمعرض المشترك، وتلك سمة هامة من سمات الجماعات الفنية, ومن هنا فالموضوع الواحد او اللون الواحد اوحتى المقاس الواحد لن يكون ابداً ضد عفوية الفن.
* وما المدة التي استغرقها المشروع حتى يرى النور ,,, ؟
-ظللنا نعمل سوياً حوالي سنة ونصف، وانتهينا تقريباً في وقت متقارب لاننا نحن الثلاث نعمل في مرسم واحد ثلاثة ايام في الاسبوع بشكل منتظم، بجانب عمل كل واحدة منا في مرسمها الخاص, هذا الالتقاء سواء من خلال المرسم المشترك او من خلال متابعة الاحداث الفنية، جعل بيننا سهولة في الاتصال وتواصل الافكار وقدرة على الانجاز في وقت متقارب.
المرأة تكسر الإطار
*باعتبارك احدى عضوات تلك الجماعة الفنية,, كيف بدأت الاهتمام بالفن التشكيلي ,,, ؟
-الاهتمام بالفن في الاساس موهبة فطرية، ولكن حاولت ان اصقل تلك الموهبة بعد تخرجي من كلية التجارة بجامعة عين شمس، فقمت بعمل دراسات حرة والتدريب في عدد من المراسم، كما كانت هناك فرصة للدراسة الحرة خلال احدى زياراتي لامريكا, ويبقى الفنان دائماً في حالة تعلم من خلال زيارة المعارض الفنية والمتاحف، وهذا ما احرص عليه دائماً خلال زيارة اوربا وامريكا وافريقيا احياناً, خاصة بعد تفرغي التام للفن منذ عشر سنوات.
*وهل تحرصين دائماً على الجانب النسائي فحسب في اعمالك ,,, ؟
-اعمالي الفنية قبل ذلك كانت تشتمل على طبيعة صامتة متنوعة, وفي احد المعارض اعتمدت على الرمل الطبيعي بالوانه المختلفة, فلكل معرض تجربته الخاصة اذن, وقد جاء هذا المعرض عن المرأة كتجربة فنية.
*يلاحظ ان خطوطك انسيابية,, انثوية,, تتجمع وتفترق في محاولة لاستكناه عالم المرأة فحسب,, لماذا ,,, ؟
- انا لا ارسم عالماً خاصاً بالمرأة، انما المرأة بالنسبة لي رمز انساني عام، فهي تمثل الارض والام والحب والانتصار,, كل المعاني التي استطيع ان المسها اعبر عنها من خلال رمز المرأة,, فالعمل به رمزية في كل اللوحات,, حيث ان حواء هي قصة الوجود الانساني,, تناغم وتنافر بشكل سيمفوني,, حواء في دراما حياتية كاملة تخوضها بذكاء واصرار وايمان,, حواء,, الام,, الارض,, الموجودة دائماً بين التذبذب الفكري سواء بالتجميل او الخط,, حواء في النهاية هي نموذج المرأة التي خرجت بحثاً عن الحقيقة وتحولت الى اسطورة فنية تعالج برؤى مختلفة على مستوى العالم اجمع, وهكذا فانا اتعامل مع رمز دون اهتمام بالزمان او المكان او اية حواجز موجودة بين الشعور واللاشعور,, ومن هنا تكونت كل الاشكال,, كائنات كونية موجودة ومتحررة من اي جاذبية ارضية,, ولا اقصد مطلقا اية امرأة بعينها.
*برغم حضور المرأة كرمز مشع إلا أنها تبدو غالباً في حالة نوم أو استسلام؟!
-هذا ليس استسلاماً انها تخلق لنفسها عالماً تعيشه,, عالماً من علاقات متعددة مع الطبيعة,, مع الطيور,, انه نوع من التوحد والتعايش مع عالم تخلقه بنفسها يجمع بين الرموز المختلفة للاسطورة والتراث.
المسكوت عنه
*قال احد النقاد ان لوحاتك تسعى للتعبير عن المسكوت عنه فما الذي تسعين إليه؟ وما هذا المسكوت عنه ,,؟
-انا عبرت بوضوح بدون اية محاذير، فانا ارفض القيود المفروضة سواء من داخلي او من خارجي، فكان لابد ان اعبر بجرأة وصراحة طالما هذا يخدم العمل، فانا لم افكر: ماهو المسكوت عنه او ماهو المعلن عنه بقدر انشغالي بالتعبير بجرأة عن كل مايخدم العمل الفني.
*وهل تفضلين ان يكون المعرض تعبيراً عن تجربة واحدة ,,,؟
-لابأس اذا كانت هناك قيمة مشتركة او اطار فلسفي عام للمعرض,, لكن هذا ليس قاعدة.
* هناك اتهام لتجربتك تلك بأنها بعيدة عن الواقع ,, ؟
-ليس اتهاماً اوعيباً ان يخلق الفنان عالماً يتوحد فيه مع نفسه,, مع الكون,,من حق الفنان ان يخلق لنفسه عالما يعيش فيه مع شخوصه ورموزه,, وبالتالي ليس عيباً او تهمة,, ثم ماهو الواقع ؟؟ أنا في النهاية لا ارسم رسماً فوتوغرافياً ولاافهم ماهو الواقع,.
*بمعنى آخر,, هل يستطيع الإنسان العادي أن يتفاعل مع لوحاتك تلك ,,؟
-اعتقد ذلك,, واغلب الرواد الذين تحاورت معهم شعرت بان اسئلتهم تنم عن فهم للرسالة التي وراء اللوحات، وان كلاً منهم كان يجد نفسه في عمل من الاعمال على الاقل,, وبالتالي فاللوحات ليست مغرقة في الغموض او في الابتعاد عن رؤى الناس.
*ولماذا اقتصرت - خلال عشرة معارض- على التصوير فحسب؟
-لم اجرب مجالاً فنياً آخر,, وإلى الآن اجد نفسي في التصوير، ولا اشعر بأية رغبة في الخروج منه,,لكن في المستقبل ربما يحدث هذا.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved