Saturday 16th October, 1999 G No. 9879جريدة الجزيرة السبت 7 ,رجب 1420 العدد 9879


صمت العصافير
كيف تصير لبقاً؟!

* زقزقة:-
أنا لا أرتكب خطأ مناقشة من لا احترم آراءهم ولا أصدّقها .
- حكمة إنجليزية -
***
لصديقتي الدكتورة هناء المطلق مقال جميل بهذا العنوان كيف تصير لبقاً نشرته في مجلة اليمامة منذ زمن وقد قدّمت فيه صورة واضحة لمشكلة الذين يعبرون عن أنفسهم بطريقة خاطئة حال نقاشهم مع الآخرين ويدخلون بذلك الانفعال في دائرة القلق والاكتئاب وفقدان الثقة بالذات.
والحقيقة أن الحوار أو النقاش محك جيد للتعرف على أعماق الآخر ونفسيته وتفكيره وكذلك لباقته اللفظية.
ولعلنا لا نحتاج إلى دلائل على أهمية التواصل مع الآخر فهي طبيعة الإنسان المجتمعي.
ولكن مشكلة أنصاف المثقفين عجزهم عن التواصل بسبب اعاقتهم المعرفية.
ذلك أن مهارة الحوار البنّاء والتي يفترض أن يتقنها المثقف تتضاءل حال اختلافه مع الرأي الآخر ونجد أن انصاف المثقفين يمتهنون حوار الطرشان , وإذا قدر لك عزيزي القارىء أن تشهد معارك كلامية غريبة فلتقصدهم إنهم يتقنون استخدام أسلحة غريبة بشكل يغري الجاهل أن يظل مستمتعا بجهله.
مع أنهم - أي أنصاف المثقفين - يتشدقون بالمعاني السامية في حديثهم أو كتاباتهم.
وللدكتورة هناء تفسير جيد لمشكلة التناقض بين القول والفعل إذ ترجع تفشي انتهاك المثقف لأفكاره الإنسانية إلى اختلافه عن مجتمعه ولذا تكون هويته هشة وهو بذلك يدخل في علاقة معقدة بين الفكر والسلوك, مثلا تجد المثقف ينادي بأهمية حرية الرأي وأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن لا يظهر ذلك في سلوكه إذا ما وضع في دائرة النقد الذي يمثل جزءا منها الاختلاف.
وهي مشكلة بعض المثقفين وغيرهم ممن لا يفهمون المعاني المجردة لأنهم كالأطفال يتمركزون حول ذواتهم فيطيشون غضبا ويظهر نزقهم وطيشهم فلا احترام ولا لباقة في الحديث أو الطرح الكتابي,, تماما مثل الطفل الذي لم تمنحه ما يريد!!
لذا أنصحك عزيزي القارىء في تواصلك مع الآخر أن تحذر التعامل مع أنصاف المثقفين لئلا تنجرف في دروب الانفعال وتخسر الكثير من اللباقة في حديثك أو سلوكك.
** اشارة:
* الزميلة جهير المساعد:
أشكرك كثيراً فقد زودتني مقالتك الهادفة المنشورة يوم الأربعاء الماضي بمثال رائع لصحافة الرأي الآخر بعيدا عن المداهنة والتطبيل وهي أنموذج سوف يحتاجه الباحثون لاحقا لتدوين الفترة الحالية التي نعيشها والتي لا يعرف فيها مثقفونا - هداهم الله - الفرق بين حرية الرأي وتمزيق الآخر شخصياً, لا حرمنا الله مقالاتك الهادفة,!!
ناهد باشطح

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved