Saturday 16th October, 1999 G No. 9879جريدة الجزيرة السبت 7 ,رجب 1420 العدد 9879


لا وقت للصمت
فوزية الجارالله
أنت,, والجاحدون ,, !

لماذا تعمل ,, ؟!
ولماذا تستميت إخلاصا وتفانيا في عملك؟ ولماذا ترغب التفوق والتميز؟!
أسئلة لابد أنها طافت بذهنك كثيرا,, ولابد أن اجابتها لم تفارق ذاكرتك,, ومهما تكن الإجابة فمن الخطأ الفادح جداً أن تنتظر تقديرا أو تكريما من أحد على عمل ما أديته بكل صدق وإخلاص,, منذ الآن وأنت تؤدي عملك حاول ان تغسل من ذهنك تماما هذه الخرافة,, وفي الوقت ذاته لا تجعلها عائقا دون نجاحك,, إنك تعمل لأجل نفسك اولا لا لأجل أحد,, وهذا الاتجاه في التفكير سيريحك كثيرا ويجعلك أقوى,.
أقول ذلك لأن ثمة حقيقة يعرفها الحكماء والعقلاء أنه ليس أكثر نكراناً وجحوداً من الإنسان، والتاريخ يشهد بذلك,, وليس أقرب ولا أوضح دليلا عن تلك الحكاية التي تعرف بجزاء سنمار وإذا كان هذا النكران يظهر في كثير من المجالات وعلى كافة الأصعدة وفي مختلف الأزمنة فهو يبدو أكثر وضوحا وبشكل سافر ومرعب في مجال العمل عامة والحكومي خاصة, يحدث ذلك في بعض الإدارات حيث يختلط الحابل بالنابل وتضيع الكثير من الحقائق وسط فوضى من القرارات البيرقراطية السريعة وغير المخططة وتكثر الأقنعة ويتفشى الزيف ويكثر المزيفون,, وهنا تضيع الحقائق في أجواء من الأنانية وحب الذات والبحث عن المصلحة الفردية والتهافت على صعود السلالم ولو كان هذا الصعود على أعناق وأكتاف آخرين تعبوا كثيرا ولم يجدوا سوى غبار هذا التعب والضجيج.
** إذاً نفسك نفسك,, وهذه ليست دعوة للأنانية أو حب الذات ولكن لابد ألا تعتمد على الآخرين في تقديرك أو إنصافك أو اعطائك حقك كاملا أو قيمتك مهما بلغ هؤلاء من المكانة والتفوق,, فالنفس الإنسانية هي من التعقيد إلى الدرجة التي لا تستطيع سبر أغوارها أو معرفة تلك الدهاليز المظلمة الشائكة التي تختبىء في طياتها إذ قد يعتري هذا الإنسان أمامك تغير في السلوك لا تدري سببا له، ولا تدرك خلفياته، وقد يكون أحد أسباب هذا التغيير المفاجىء أن يستسلم أحدهم لنكبات الزمن ومصائبه ويجعل من هذه الصدمات سبباً في تشويه روحه وتغيره وتلونه ليصبح أكثر شراسة وحقداً وكراهية لما ومن حوله ويبدأ هو بممارسة ما تجرع مرارته على البعض الآخر,, بمعنى يجعل آخرين أبرياء يدفعون ثمن أخطاء لا ذنب لهم بها سوى أنه وجدهم في طريقه,!
* * *
أعدى أعدائك من وثقت به
فاحذر الناس وصحبهم على دَخَلِ
فإنما رجل الدنيا وواحدها
من لا يعوِّل في الدنيا على رَجُلِ

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved