Saturday 16th October, 1999 G No. 9879جريدة الجزيرة السبت 7 ,رجب 1420 العدد 9879


حديث الشبكة
الترجمة الآلية: هل تحل محل المترجم البشري؟
خالد أبا الحسن*

لا. هذه إجابة موجزة. لكن لابد من بيان بعض المسائل التي قد تسهم في إيضاح شأن الترجمة الآلية في عالمنا بين يومه وغده. ولعل الحادثتين التاليتين تسهمان في إيضاح ما أرمي إليه من خلال هذه المقالة. ففي عام 1994 تقدمت أول وصولي إلى ولاية ميتشجن لدخول اختبار للحصول على رخصة القيادة. وعرض علي موظف المرور وقتها اختبار الرخصة التحريري بعدة لغات كانت العربية من بينها. فقلت له إنني أرغب في الاختبار باللغة العربية. وبعد جهد جهيد انتهيت من الاختبار وقام ذات الموظف بتدقيق النتائج ليصل إلى أنني أخفقت في تقديم إجابات صحيحة كافية. وكان السبب في ذلك أنه رغم أن الاختبار كان مكتوبا بألفاظ عربية لكنني لم يستقم لي بها معنى ولم أتمكن من فهم العبارات التي حوتها تلك الورقة. ولقد كانت الجمل غريبة التركيب متنافرة المعاني. وتبين لي فيما بعد أن ورقة الاختبار كانت مترجمة آليا باستخدام الحاسب الآلي. لكنها لم تخضع لعين فاحصة تقوم أسلوبها وتصحح ألفاظها ومصطلحاتها المرورية ليفهم المتقدم العربي مرادها. فأخذت موعدا جديدا للاختبار ولكنني طلبته في المرة الثانية باللغة الإنجليزية وانتهى بي الأمر إلى تجاوز الاختبار بحمد الله تعالى. ومنذ أشهر قليلة تلقيت رسالة إلكترونية كريمة من صديق في فرنسا وبعد أن فتحت الرسالة وجدتها مكتوبة باللغة الفرنسية. وكانت الرسالة طويلة فقمت بنقلها نسخا إلى موقع AltaVista حيث تتوفر به خدمة الترجمة الآلية الآنية واخترت الترجمة من الفرنسية إلى الإنجليزية وبضغط زر الترجمة ظهرت الرسالة بالإنجليزية. وبعد قراءتها وجدت هذا الصديق يعتذر للكتابة بالفرنسية لنسيانه الإنجليزية وعدم توفر نوافذ عربية لديه. بعدها رغبت في الرد عليه فكتبت الرسالة بالإنجليزية ثم أخذت الرسالة إلى ذات الموقع لأقوم بنقلها إلى الفرنسية وقمت بعدها بإرسال الرسالة إلى ذلك الصديق الذي سر كثيرا لكتابتي إليه بالفرنسية بدلا من الإنجليزية. وأشرت له في رسالة لاحقة بأنني استفدت من ذلك الموقع الذي يقدم خدمة الترجمة من وإلى الفرنسية والألمانية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية وعدد آخر من اللغات الأوروبية. كما يقدم هذا الموقع فيما يقدم ترجمة مباشرة لأية موقع على الإنترنت وذلك بمجرد إدخال العنوان في المكان المخصص ليتم بعدها ترجمة كامل الموقع إلى اللغة المختارة مع المحافظة على الصور والتصميم الكامل للموقع وهذه خدمة رائعة قلَّ نظيرها على الشبكة.وفي صناعة الترجمة بدأت تظهر إنجازات جديرة بالاهتمام ولعل منها برنامج CAT الذي أنتجته شركة صخر. ومن آخر البرامج الطموحة برنامج للترجمة الآلية يتم بالتعاون بين أربع مراكز متخصصة في اليابان وألمانيا وأمريكا وفرنسا. ويهدف هذا البرنامج إلى تقديم خدمة الترجمة من وإلى لغات تلك الدول من خلال برنامج واحد يمكن تحميله في آلة صغيرة يحملها رجل الأعمال معه أينما ذهب ويكتفي بالحديث إليها لتقوم بترجمة ما يقول إلى أية لغة يختارها بما يتفق ولغات محدثيه. وذكر مدير المشروع أن هذه الآلة لا ينتظر منها أكثر من تمكين حاملها من مخاطبة عامة الناس بيسر وسهولة. هذا المشروع طموح رغم ما يكتنفه من المصاعب. لكننا حين ننظر في تاريخ الترجمة الآلية نجد أن المجهودات التي بدأت في الخمسينيات بدعم من جهات عسكرية وأمنية لم يدر بخلد القائمين عليها أنهم سيصلون إلى ما وصلت إليه الترجمة في نهاية الألفية الميلادية.
فقد تطور الأمر خلال الأعوام اللاحقة وبدأت الدقة تظهر شيئا فشيئا في مخرجات تلك المشاريع حتى غدت موضع أمل لدى الكثير في تخطي الحواجز الثقافية بين الأمم والتي يأتي من أعتاها حواجز اللغة.
*جامعة انديانا,

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved