Saturday 16th October, 1999 G No. 9879جريدة الجزيرة السبت 7 ,رجب 1420 العدد 9879


بينهم 12 عضواً من حركة حماس
أسر السجناء المفرج عنهم تستقبل ذويهم وسط دموع الفرح والحزن

* بيتونيا - الضفة الغربية - الوكالات
عم الفرح بعض الاسر والحزن أسرا أخرى وهم ينظرون الى الحافلات التي أقلت مجموعة من الأسرى الذين أفرجت عنهم اسرائيل.
فقد صاحت الأسر بأسماء أبنائها عبر السلك الشائك بينما كانوا يرونهم ينزلون من الحافلات الاسرائيلية لتقلهم حافلة فلسطينية عند أحد معسكرات الجيش الاسرائيلي في بيتونيا، على مسافة كيلومترات قليلة غرب رام الله.
وفي الوقت ذاته انسحبت أسر أخرى تواري الدموع في عينيها حينما أدركت أن ابناءها ليسوا من ضمن المجموعة المفرج عنهم والتي وصلت الى بيتونيا في اطار الاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي للافراج عن 151 سجينا من الضفة الغربية وقطاع غزة ودول عربية.
واستمرت اجواء الاحتفال بينما خرجت الحافلة تصحبها سيارات الجيب التابعة للجيش الاسرائيلي خارج المعسكر في طريقها الى رام الله، ووقفت سيارات الجيب خارج رام الله، حيث تتبع المدينة للسيطرة الفلسطينية الكاملة بينما شقت الحافلة طريقها الى المدينة.
ولوح السجناء المفرج عنهم بالاعلام الفلسطينية من نوافذ الحافلة بينما تابعتهم الأسر والصحفيون عبر شوارع رام الله حيث اصطفت الجماهير لتحيتهم حتى مقر حاكم المدينة.
وعند المقر وقفت أسر أخرى وأصدقاء بانتظار المفرج عنهم الى جانب فرقة عسكرية موسيقية فلسطينية وهناك تمكن السجناء لأول مرة منذ سنوات من عناق وتقبيل أسرهم وذويهم واصدقائهم.
لقد غشي على بعض من جاءوا لاستقبال ذويهم بينما بكى البعض الآخر غير مصدقين أعينهم؛ فللمرة الأولى منذ سنوات يرون ابناءهم وأزواجهم وآباءهم طلقاء أحرارا وفي طريق العودة الى البيت.
وبعد احتفال قصير اصطحبت كل أسرة سجينها المفرج عنه الى البيت حيث كان المزيد من أفراد الأسرة والأصدقاء باستقباله، وقام رجال يحملون سلاحا باطلاق الأعيرة في الهواء ابتهاجا بالمناسبة.
ولم تعكر حفنة من المستوطنين اليهود المتطرفين الذين جاءوا ومعهم لافتات يصرخون بها الموت للارهابيين صفو الاجواء الاحتفالية خارج المعسكر الاسرائيلي حيث السجناء المطلق سراحهم.
وقد طلبت لطيفة ابوحميد 51 عاما أم ناصر البالغ من العمر 27 عاما والذي يعد السجين الذي ثار حوله أكثر الجدل بين المجموعة المفرج عنها، من أبنائها الثلاثة الآخرين، وجميعهم سبق سجنهم، تجاهل المستوطنين.
وقالت واصفة إياهم بل هم الارهابيون .
ولطيفة أبوحميد من مخيم الأمعري للاجئين في رام الله, وكان قد حكم على ولدها ناصر بالسجن المؤبد تسع مرات لقتله متعاونين من الفلسطينيين مع اسرائيل, وقد تم القاء القبض عليه في عام 1990 ثم اطلق سراحه في عام 1994 في أعقاب التوقيع على اتفاق أوسلو، غير انه تم القبض عليه مرة أخرى في رام الله قبل اعادة الانتشار الاسرائيلي من المدينة, وكان الاسرائيليون قد قالوا انهم لن يفرجوا عنه.
وقال ناصر أبوحميد في حديث لوكالة الأنباء الالمانية د,ب,أ عند نزوله من الحافلة في رام الله إنني رغم ذلك أشعر بالأسى لتركي أصدقائي والسجناء الآخرين في السجن, لن يكتمل السلام إلا باطلاق سراح كافة السجناء .
ولكن الحزن قد خيم على أسرة شحادة إذا لم تجد ابنها أحمد 37 عاما بين المفرج عنهم.
وما زال أحمد من مخيم قلندية للاجئين شمال القدس، في السجن منذ خمسة عشر عاما حيث صدر حكم عليه بالسجن مدى الحياة لقتله أحد المتعاونين مع اسرائيل في عام 1984م.
وقد حضر والده ووالدته وغيرهما من أفراد أسرته الى بيتونيا تحدوهم الآمال العريضة في أن يكون أبنهم بين المفرج عنهم, فقد ابلغوا انه سيفرج عنه حيث تنطبق عليه كافة معايير المفرج عنهم.
ويقول والد أحمد، ويدعى فريد 55 عاما والدموع تنهمر من عينيه، انظروا الى أمه مشيرا باصبعه الى سيدة ترتدي الزي الفلسطيني التقليدي تمسك بيديها السلك الشائك وتنادي على ولدها، عبثا ترجو ان يجيبها النداء.
وقال فريد ان السلطة الفلسطينية وعدتني أن اسمه ضمن القائمة، ولكنه لم يطلق سراحه .
واضاف ان السلطة الفلسطينية غير عادلة لأنها لم تضغط سوى لاطلاق سراح السجناء من فتح, أما ابنه فقد اصبح ضمن الجهاد الاسلامي في السجن ثم غير توجهه الى فتح، غير ان ذلك لم يساعده على ما يبدو.
ومن بين السجناء المفرج عنهم 12 عضوا من حركة حماس ولكن الغالبية من فتح، التي تعد الفصيل السياسي الرئيسي الحاكم, وفضلا عن السجناء الثمانية والعشرين المفرج عنهم في رام الله، فقد تم اطلاق سراح 11 سجينا آخر في طولكرم و14 سجينا في جنين و15 في الخليل، بالضفة الغربية، بينما اطلق سراح باقي السجناء في قطاع غزة.
وقال قدورة فارس أحد الأعضاء في لجنة الأسرى الفلسطينيين ان كافة السجناء قد تم اطلاق سراحهم بموجب اتفاق تم التوصل اليه مع اسرائيل قبل يومين وبعد ارجاء استمر اسبوعا كاملا.
ومن المقرر ان تبدأ قريبا جولة أخرى من المحادثات حول اطلاق سراح المزيد من السجناء الأمنيين ويأمل فريد شحادة في أن يرى ابنه ضمن المجموعة الجديدة المتوقع الافراج عنها في كانون الأول ديسمبر المقبل.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved