Saturday 16th October, 1999 G No. 9879جريدة الجزيرة السبت 7 ,رجب 1420 العدد 9879


فتح الطريق أمام اكتشاف أصل الحمى النزفية
العثور على جزيئات الموروثات فيروس ايبولا لدى قوارض أفريقية

*باريس- أ ف ب
اكتشف باحثون في معهدي باستور في باريس وبانغي، للمرة الاولى، جزيئات من المجموع المورثي لفيروس ايبولا لدى قوارض صغيرة في افريقيا، مما يفتح الطريق للتعرف على المنشأ الحيواني لهذه الحمى النزفية الخطيرة.
ورغم الابحاث العديدة التي اجريت منذ ظهور اول وباء سببه فيروس ايبولا بين البشر في جمهورية الكونغو الديموقراطية زائير السابقة في 1976 حيث توفي 280 شخصا من اصل 318 اصيبوا بالمرض، وفي السودان 284 اصابة ادت الى وفاة 150 شخصا .
لم يعثر على اي اثر لهذا الفيروس لدى حيوانات سليمة غير القدرة تعيش حول بؤر الوباء رغم العديد الكبير من الحيوانات الوطواط وطيور وقوارض وبعض انواع الحشرات التي شملتها الاختبارات.
والقردة التي اعتبرت لفترة مصدرا لانتقال هذا المرض الى الانسان، لا تشكل المستودع للفيروس رغم انها قادرة على نقله لانها يمكن ان تصاب بالمرض.
يذكر ان الفيروس ايبولا يسبب حمى نزفية يمكن ان تكون قاتلة في مابين 52 و 88% من الحالات عند الانسان.
وصرح البروفسور فنسنت دوبيل من معهد باستور في باريس لوكالة فرانس برستأكدنا من جزيئات المجموع المورثي للفيروس وليس الفيروس بأكمله ولكنها قطع تدل على انه تكاثر في وقت ما في انسجة قوارض صغيرة .
وقد عرض دوبيل نتاج اعماله في مؤتمر حولالبيولوجيا الدقيقة ينظم الخميس والجمعة في باريس, وستنشر هذه النتائج التي تم التوصل اليها بالتعاون مع فريق يعمل في معهد باستور في بانغي في جمهورية افريقيا الوسطى بادارة جاك مورفان، في العدد المقبل الذي يصدر في تشرين الثاني/ نوفمبر من مجلة مايكروبز اند اينفيكشن .
وبما ان لا شي سمح بكشف هذاالمستودع ، كانت الفكرة التي اجمع عليها العلماء الآخرون هي ان الفيروس يعشش في الغابة الاستوائية وعلى الارجح لدى حيوانات نادرة على اتصال محدود بالبشر.
ولكن الباحثين في معهد باستور وبنصيحة من مارك كولين الذي يعمل في احد مختبرات جامعة رينغرب فرنسا المتخصصة، قاموا بحملة تمشيط في افريقيا الوسطى,ويرعى عالم البيئة هذا ان بؤرة هذا الفيروس موجودة على الارجح بين الحيوانات التي تعيش حول الغابة في مناطق يطلق عليها اسم الموزاييك ، على الحدود بين الغابة والسهوب او في سهول عادت اليها حيوانات الغابة مؤخرا.
وقد اثبتت دراسات اجراها معهد باستور في بانغي بين 1994 و 1997 ان الفيروس يسري في جمهورية افريقيا الوسطى كما اثبتت وجود اجسام مضادة لفيروس ايبولا في دم افراد بعض القبائل التي تعيش عند اطراف الغابة.
وتم اجراء اختبارات على انسجة 242 من الثدييات الصغيرة مثل القوارض والوطواط تم اصطيادها في المناطق المشتركة بين الغابة والسهوب.
ولم تؤد الاختبارات الى العثور على الفيروس, ولكن بفضل ادوات متطورة للبيولوجيا الجزئية، عثر على عناصر وراثية للفيروس في انسجة سبعة حيوانات لم تكن تبدو عليها عوارض المرض عند اصطيادها، ومن بينها ستة قوارض مختلفة.
وتنتمي القوارض الستة الى اصناف وفيرة يمكن العثور في الحقول والسهوب وحتى اكتشف بعضها في قرى خلافا للفرضيات المقبولة حتى الان.
وقال دويبل ان نتائجنا تؤكد اكثر فاكثر ان هذه الجزيئات قريبة جدا من الفيروس ايبولا المشترك بين زائير السابقة والغابون ولكنها مختلفة عن الفيروس الاقل خطرا الذي عثر عليه في ساحل العاج.
يذكر ان اكتشاف بؤر فيروس آخر يسبب حمى نزفية هي حمى لاسا سمح بفهم طرق انتقال العامل المسبب للمرض واصدار توصيات لاتخاذ اجراءات وقائية بسيطة من قبل السكان.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved