Saturday 16th October, 1999 G No. 9879جريدة الجزيرة السبت 7 ,رجب 1420 العدد 9879


إطلالة على زيارة الأمير عبدالله للدول المغاربية

في اطار ما يجمع المملكة العربية السعودية وشقيقاتها بدول المغرب العربي من علاقات متينة ووشائج عريقة ومن سعي مشترك لخدمة قضايا الامة العربية والاسلامية في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين واشقائه قادة هذه الدول بفضل العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تجمع بينهم على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية، تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لكل من تونس والجزائر والمغرب، تكريسا للروابط المتينة والمتجذرة بين المملكة وهذه الدول الشقيقة في هذا الجناح العزيز من الوطن العربي.
وتأتي هذه الزيارة في وقت بالغ الاهمية لاعتبارات عدة، واول هذه الاعتبارات ضرورة العمل على تنشيط العمل العربي المشترك خاصة وان عملية السلام في الشرق الاوسط تأخذ منعطفا حاسما بعد مرحلة التفاوض على الوضع النهائي خاصة لمدينة القدس الشريف وهو ما يستلزم تنسيقا عربيا عاليا لدعم المفاوض الفلسطيني في مواجهته المصيرية القادمة وثاني هذه الاعتبارات هو الدور الفاعل الذي تلعبه المملكة على صعيد دعم اواصر التعاون العربي ومحاولة تذليل كل العقبات التي قد تعرقل مسيرته من واقع وزنها العربي والدولي بالغ المكانة والاهمية، وثالث هذه الاعتبارات هو الاهتمام الذي تبديه هذه الدول الشقيقة وبالمثل المملكة لمزيد من توطيد ودعم التبادل التجاري والاقتصادي، هذا الامر الذي بات يشكل اهمية قصوى ليس على الصعيد الثنائي فقط بل على الصعيد الدولي.
ففيما يخص الجمهورية التونسية على سبيل المثال وبخاصة في عهد التحول المبارك عرف التعاون الاقتصادي والتجاري خلال السنوات الاخيرة نسقا تصاعديا وتطورا ملحوظا على جميع الاصعدة وبخاصة في مجالي الاستثمار والتبادل التجاري، اذ تحتل المملكة العربية السعودية المركز الاول على المستوى العربي فيما يتعلق بالاستثمارات في تونس حيث بلغت الان الى ما يربو على 500 مليون دولار، وكذلك الحال مع المملكة المغربية التي تشهد علاقاتها بالمملكة مزيدا من التطور والنمو في عهد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه وهي مرشحة لمزيد من التطور في عهد جلالة الملك محمد السادس، كما ان تطوير وتدعيم علاقات المملكة بالجمهورية الجزائرية سوف يشهد دعما وزخما خاصة بعد ان استتب الامر لفخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يشهد عهده المزيد من تكريس الامن والاستقرار وبعد ان صوت الشعب الجزائري بكافة فئاته وشرائحه لبرنامج الوئام المدني.
ومن ناحية اخرى لابد من الاشارة الى ان هذه الزيارة الميمونة لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز للدول المغاربية الثلاث تأتي في اعقاب الزيارة العالمية الناجحة التي حملت سموه الى ثماني دول في اربع قارات واستغرقت حوالي سبعة واربعين يوما، فهي بالاضافة الى ما حققته هذه الزيارة في كل محطاتهامن دعم لعلاقات المملكة بالدول المشمولة بهذه الجولة فقد ركزت هذه الجولة العالمية تركيزا ملحوظا واساسيا وبشكل شمولي على قضايا الامتين العربية والاسلامية حيث اكد سموه ان زياراته لكافة الدول المشمولة بالجولة قد حققت الاهداف التي تسعى المملكة السعودية جاهدة في بحثها وهي قضايا الامة العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية القدس الشريف، والنقطة الاخرى دعوته الحميدة لاحتواء ظاهرة الارهاب ومحاربتها والرد على ما يحاوله البعض من إلصاق هذه الظاهرة العالمية بالاسلام الحنيف، حيث اكد سموه على ان ما يلصق بالاسلام من اكاذيب وترهات في الصحف وغيرها وإلصاق تهمة الارهاب بالدين الاسلامي وبالمسلمين كلام غير صحيح وعقديتنا الاسلامية .
كما اكد سموه بريئة من هذه التهمة الملفقة فمبادئها السامية تحرم القتل والعدوان والمساس بحريات البشر وممتلكاتهم وانجازاتهم الحضارية.
ومن باب اولى فان زيارة سموه للدول المغاربية الثلاث سوف تشهد المزيد من النجاحات والانجازات بحكم الاواصر والعلاقات الوثيقة والمتميزة التي تربط بين المملكة وهذه الدول كما اشرنا آنفا.
وفي الختام ندعو المولى العلي القدير ان يكلل جهود سموه الخيرة والمنبثقة من ثوابت الشريعة الاسلامية السمحة ووفقا للاسس والمبادىء التي رسمها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله كما ندعو المولى العلي القدير ان يكلل جهوده وجهود اخوانه قادة هذه الدول الشقيقة لما فيه الخير العميم لشعوبهم وامتهم العربية والاسلامية.
د, عبدالعزيز بن عبدالله السنبل *
* نائب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم .

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved