Saturday 16th October, 1999 G No. 9879جريدة الجزيرة السبت 7 ,رجب 1420 العدد 9879


يا عام عشرين

مرثية الإمام المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله رحمة واسعة - والذي توفي في يوم السبت 22/6/1420ه.
مالي أراك تباري الشمس إمعانا
الموت يخفي وتزهو اليوم إعلانا
سواك يطمسه موت وأنت به
و ُلدتَ مرتقبا عرساً وتيجانا
كأنك الشمس اخفاها السحاب فما
ينفك إشعاعها ينداح ألوانا
كأنك النبع دفق الماء يفضحه
حتى وإن حجبته الغاب أغصانا
كأنك الصبح مهما الليل غالبه
إلا وأيقظ أبصاراً وآذانا
سواك ذكراه في مال وفي نسبٍ
وصرت للسنة الغراء عنوانا
وعيت منها جبالاً من مراجعها
فكنت بحراً وكانت فيك حيتانا
حررت رأيك من أغلال مذهبها
وللأئمة تعلي قدرهم شانا
محصت كل صحيح من شوائبها
كما تنقي من الشطآن ذهبانا
نخلتها فاستبانت في مواطنها
حسناً وسقماً وتصحيحاً ونكرانا
فَرَقت للحق شمساً في مطالعها
حتى غدا كل شرق منك مزدانا
جددت للناس في نهل الحديث هوىً
أودى القلوب فهل أحصيت قتلانا؟!
أشهدتنا مثلاً للعبقري طوى
في كل عصر من الإبداع ميدانا
وجئت صدقاً بما لم يستطع عَلَمٌ
من سابقيك وما آليت إتقانا
ونلت في حومة الأعلام مفتئداً
قد جاوز الدهر آفاقاً وشُطآنا
قالوا وقالوا وما أعيت مقالتهم
فما عليك إذا وفيت إحسانا
وما على السيل إن طفَّت جوانبه
لكنه غادر المرباع ريَّانا
أهل الحديث على الأعصار جنتُها
وكنت في عصرنا عدناً ورَضوانا
هذا هو الدين يعلي شأن حامله
كانوا من الروم أو فرساً وألبانا
يا ناصر الدين قد صدقت نصرته
فما عليك إذا خلفت دنيانا
في واسع الأمل الفواح تنشدها
في الخلد متشحاً روحاً وريحانا
يا عام عشرين كم أبليت في كبدي
فجائعاً تتوالى منك أحزانا
غدوت بالباز تفري فيَّ حسرتُهُ
ورحت تذكي بالألباني أشجانا
يا عام عشرين أي الفخر تكتبه
فقد صدعت لعزالدين أركانا
حتى رجعتُ أناجي فيك غفلتنا
أما كفاكِ فكم قرحت أجفانا؟!
أما كفاكِ طويتِ العقدَ جوهرةً
من بعد أخرى فهل أُغنيتِ أكفانا؟!
لولا الرجاء على الآلام يصحبني
لاغتالني اليأس من دهري بما كانا
د, عبدالرزاق الحمد

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved