Saturday 16th October, 1999 G No. 9879جريدة الجزيرة السبت 7 ,رجب 1420 العدد 9879


رعاها وكيل إمارة حائل المساعد
فرع الجمعية يقيم أمسية الوفاء في تأبين فقيد الوطن

* حائل - عبدالعزيز العيادة:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل حضر وكيل امارة منطقة حائل المساعد صالح بن عبدالله العضيبي مساء الاربعاء الماضي أمسية الوفاء التي اقامها فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بحائل لتأبين فقيد الوطن الغالي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله والتي عطرتها سيرة سمو الأمير الراحل وانجازاته الخالدة عبر قصائد جميلة ورائعة ابدع في القائها عشرة شعراء من كبار شعراء منطقة حائل وأبرز شعرائها الشباب.
وكانت البداية تلاوة آي من الذكر الحكيم ثم كلمة مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بحائل المكلف جارالله الحميد الذي قدم مقطوعة أدبية حزينة ومؤثرها استمع لها الحضور بانصات رهيب حبا بالفقيد الراحل وابداعا من جارالله الحميد حيث قال جارالله الحميد:
ماذا يمكن للكلام ان يقول عن فيصل بن فهد ؟.
وبأية لغة يمكن ان نحكيه, ان نقول عنه, ان نضعه على الورق, ان نرسل قصائدنا اليه, ان نستحضره مثلما كان: بهيا بهاء الفارس المنتصر, ودودا كالأصدقاء, باسما كما يليق بأمير عربي له من العز سيف الذهب ومن الحب خزائن القلوب العاشقة.
الليلة دعوناكم لتأبين روح الفقيد الطاهرة مع اننا لازلنا نعيش ذهول الخبر الذي نزل على رؤوسنا كما تنزل الصواعق, وزلزل قلوبنا من اقاصيها, وروعنا كما لو كان اعصارا!!
الليلة لن نرثي فقيد الوطن الغالي فيصل بن فهد فها نحن أمامكم شجر من غرس يديه.
هانحن لازلنا نكتب اسمه في دفاترنا مؤسسا لجمعيتنا التي تأسف الليلة ان ليس في امكانها إلا الرثاء, وما بمقدورها غير ان تقيم أمسية هي أكثر القرارات صعوبة وأشدها وطئا وثقلا على قلوبنا وأرواحنا واصابعنا التي تكتب وآذاننا التي تسمع وعيوننا التي عاهدت ربها ألا تدمع فالفقيد فوق الدموع وفوق الأحزان العابرة وفوق الشكوى!.
إنه حزن تاريخي هذا الذي نحن فيه!.
فاعذرونا إذا أوحى لكم شعراؤنا بالفقدان.
واعذرونا اذا خرجت بعض لوعاتنا التي صمتنا عنها لكي ترتاح نفس الفقيد وتطمئن وهو بجوار ربه العلي الكريم الحق, اننا نعرف ان الفقيد لا يحب البكاء, لذا فلن نبكي, ونعرف انه يعيش في قلوب الناس رمزا للعطاء والحب والمنح.
دعونا نعاهد الله ان نظل امتدادا للفقيد, فنستلهم سيرته العطرة, ونسير على دربه الجميل، ونحب الأطفال كما كان يحبهم، ونواسي المكلومين كما كان يواسيهم، ونمسح دموع اليتامى كما كان يفعل، ونعمل من أجل الوطن كما كان يوزع جسمه بين مهماته الكبيرة بلا شكوى أو ملل.
رحل وقد ترك في كل مكان من أرض الوطن الحبيب انجازاته شاهدة لا يكذبها الزمن.
لقد أكرمنا جميعا, لم يدع أحدا منا لم يبهجه, الفنان والكاتب والرياضي لن ينسوا على الاطلاق ما قدمه لهم من أجل ان يرفعوا علم الوطن خفاقا وعملاقا في كل مكان يمرون عليه وفي قلوبهم زرع الوطن عطاء وسخاء وبذلا وعهدا لن نخونه مادام الدم يجري في عروقنا.
أرأيتم كم ان مهمتنا الليلة صعبة على قلوبنا؟.
أرأيتم كم هو موجع فقدان الرجال؟.
واذا كان المفقود في وزن حبيبنا الذي نؤبنه الليلة,, فما هي آخر كلماتنا؟.
لا حدود بين الحب والبكاء, إلا اذا لجأنا الى ربنا الكريم الحق ان يمنحنا الصبر ويهلمنا الطريق الى الرضا، فهو وحده القادر على ان يهب الرضا والطمأنينة، وندعوه في هذه اللحظات ان يتقبل فقيدنا لديه مع الصديقين والشهداء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ليأتي الشعر فيما بعد مخضبا بالوفاء وينطلق الشاعر فهد مطلق الأزيمع قائلا:
خسرنا يا شباب المملكة لكم العزا غالي
خسرنا فيصل اللي حبكم وأنتم تحبونه
على ما جا خبر موته تقل بالقاع زلزالي
ولا يحصى عدد ناس عقب ما مات يبكونه
ثم جاء شاعر الجبلين الشاعر عبدالعزيز الجريفاني وعزف صادق بكل ألوان الحزن نقتطف هذه الأبيات التي تقول:
قالوا رثيته,, قلت وشلون أبا ارثاه؟
ارثا بعض جسمي اليا صابه اخلاف
مرحوم بإذن الله يامن فقدناه
مرحوم يامير الشباب أبونواف
ليقدم بعده الشاعر جلعود لافي تعازيه لمقام خادم الحرمين الشريفين قائلا:
يا خادم البيتين لك تعزيتنا
لك حبنا لك يابوفيصل ولانا
لك باسم كل الكل في مملكتنا
اصدق تعابير العزاء في دعانا
ليأتي بعده الشاعر ناصر عبدالمحسن الشيب رافضا البكاء ويقول:
وفي قلوب مؤمنه بالقدر خيره وشر
نحتمل كل المصايب ولو كانت عظام
ويابوفيصل بالمصايب يجازى من صبر
من صبر لله نال الجزء به ياسلام
ثم قدم الشاعر سعيد الدوخي قصيدة رثائية باكية فجاء دور الشاعر سعيد عبدالله الأحمري ليقول:
الا يا عسى قصره في الخلد له معمور
ولا يحجبه عن مدخل الجنة حجابي
بحبر الذهب سجله اللي مضى مسطور
بنى للعرب مجد على كل مرقابي
ليقف الشاعر مطلق الشمري ويقدم قصيدته التي جاء منها:
الصبر يا نواف الصبر محمود
الموت حق وكل نفس يصوبه
لو طالت الأيام ملفاه مردود
وما مات من ارث عيال هقوبه
ليتجدد العطاء الشعري وتتدفق المشاعر ويصدح الشاعر عبدالكريم التميمي متوهجا ويقول:
خبر هز أفئدة أمه جميع اللي به احبابك
تنادوا بينهم فيصل رحل والله به فجعنا
ياشمس ودعت دنيا مصابه كان بمصابك
وطنا مثلنا مكلوم سمع منا وسمعنا
قصيدة الحزن يا فيصل يوم انا فجعنا بك
ذبح فينا مشاعرنا وصحّاهن مواجعنا
ثم جاء الموهبة الشعرية القادمة الشاعر نايف السمحان بقصيدة رائعة قبل ان يختم الأمسية الشاعر الجميل والمتميز جدا ممدوح المسطع بقصيدة كانت فعلا مسك الختام ولا أروع حين قال الشاعر بابداع:
كذا نموت وحزننا داخل الروح
نبقى كذا والحزن منّا وفينا
صحيح ما ينفع عزا الميت النوح
ندري ولكن آه وش في يدينا
غصب علينا والوطن كله اجروح
كن الوطن احساس ظيم لحدينا
فيصل نبت بقلوبنا وابعد الشوح
صب الغلا بعروقنا وارتوينا
بارواحنا له قدر وأمجاد وصروح
وباحساسنا كنه حدا والدينا
كذا نموت وحب فيصل من الروح
نبقى كذا ونواف منّا وفينا
ليسدل الستار بعد ذلك بعد ان صفق الجمهور كثيرا بتفاعل مع الشعراء ومع نجاح فرع الجمعية بحائل في تنظيم أمسية الوفاء للأمير الراحل فيصل بن فهد الذي أكدت هذه الأمسية انه ما زال حيا باقيا في قلوب محبيه في عروس الشمال والوفاء حائل.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved