يخطىء بلاشك من يظن انه لابد من دعاية وهالة اعلامية تصاحب مشوار البداية لأي شاعر ليصبح من نجوم الساحة الشعبية لأن الحقيقة انه لا يصح إلا الصحيح وان الجيد يفرض نفسه مهماكانت الظروف.
تعودنا ان نرى بعض محرري المجلات الشعبية تلميع شعراء لا يستحقون لقب شاعر ولكن المصالح الشخصية لها دورها فنرى قصائد بعضهم تسبقها مقدمات مدح واشادة لم تكتب بحق أعظم علماء البشرية، بل أنه بلغ الأمر بأحد محرري تلك المجلات انه جعل صفحة للمدح والاشادة بالشاعر وقصيدته والصفحة المقابلة لنشر القصيدة.
هذا المحرر وأمثاله يجهلون أو يتجاهلون حقيقة مزعجة بالنسبة لهم هذه الحقيقة تتلخص بأن القارىء اذكى من ان تمرر عليه تلك الألاعيب والأساليب المكشوفة وان الشاعر الذي يعطي قصيدته الجهد والمصداقية يفرض نفسه مهما كان تجاهل الساحة الشعبية له على هذه الحقيقة سوف أسوق اليكم أمثلة وأدلة قاطعة تثبت لكم حقيقة ما تقدم:
1- الشاعر سعد بن جدلان الأكلبي من أفضل شعراء الساحة الشعبية يقول في أحد لقاءاته أنا شاعر أمي لا أقرأ ولا أكتب وعمري ما راسلت مجلة شعبية وأنا أقول لأنه شاعر حقيقي منح قصائده كل ما تحتاجه القصيدة لتصبح رائعة لأنه كذلك أتت اليه الساحة الشعبية راغبة لتقتبس شيئا من نور تستضيء به.
2- الشاعر عيد بن مربح الرشيدي استطاع بتميزه ان يستميل اليه الساحة الشعبية لأنه شاعر قدير ومبدع ويستحق الاعجاب.
3- الشاعر بدر بن عواد الحويفي لم تصاحب مشواره الطويل مع الشعر اضواء اعلامية ولم تُقم له الأمسيات هنا وهناك ولكن قصائده انتشرت بين الناس وحفظوها لأنها فعلا قصائد قوية ورائعة ولأن الحويفي منح قصيدته كل ما يملك من الجهد والمصداقية والحكمة التي أهلته ليكون من كبار الشعراء.
وعندما صدر ديوانه الأول رأينا الاقبال الكبير عليه من قبل محبي الشعر الشعبي ونفدت الطبعة الأولى ثم صدرت الثانية ولم يبق منها إلا القليل ان لم تكن نفدت ايضا، بالرغم من ان هذا الديوان لم يصاحب صدوره دعاية بالصحف والمجلات أو مجرد اشارة الى صدوره.
وبالمقابل نرى بالمكتبات دواوين لكثير من شعراء الساحة المعروفين والذين اعطتهم المجلات الشعبية أكبر من حجمهم وروجت لهم كثيرا، نرى دواوينهم متكدسة لدى المكتبات وربما أنهم رسوم للمكتبة لتبقى دواوينهم معروضة للبيع لفترة أطول على أمل ان يأتي من يشتريها ولكن لاأحد يريد ان يشتري الغث والرخيص.
عزيز القارىء!
ان ما ذكرته دليل قاطع على وعي المتلقي وعدم انخداعه بالشعارات الزائفة ودليل على ان الجيد يفرض نفسه لا محالة، وهذا ما يزعج أدعياء الساحة الشعبية المزيفين ويقض مضاجعهم.
- كلمة:
القصيدة التي لا ترسخ في أذهان الناس وذلك لعدم جودتها سوف ترسخ في مآل الصفحة أو المجلة التي نشرت بها أي في سلة المهملات.