Sunday 17th October, 1999 G No. 9880جريدة الجزيرة الأحد 8 ,رجب 1420 العدد 9880


أين جريدتنا الرسمية؟!
د,عبدالإله ساعاتي

الصحافة هي مرآة المجتمع التي تعكس همومه وقضاياه,, افراحه واتراحه,, اخباره وعطاءاته.
والصحافة هي اول وسيلة من وسائل الاعلام المعاصر,, حيث بدأت الكتابة مع الانسان في عصوره القديمة ثم تبلورت في شكل من اشكال الدوريات التي تتناقل الاخبار بين الناس,, حتى اصبحت اليوم آية من ايات هذا العصر,, تشكلت في صورة صناعة متكاملة لها ادواتها ومقوماتها,, فنونها وعلومها.
الصحافة اليوم -بحق- السلطة الرابعة التي تكمل منظومة السلطات الثلاث (التشريعية، التنفيذية، القضائية).
ويتجسد دورها بصورة جلية في تشكيل الرأي العام في مجتمعات اليوم,, ويتبلور في قدرتها على كشف الحقائق المصيرية الى الحد المؤدي الى تغيير الحكومات,.
والصحافة في المملكة العربية السعودية,, تطورت تطوراً هائلاً من حيث الشكل والمضمون والصناعة المهنية,, واصبحت تضاهي مثيلاتها في الدول العربية التي سبقتنا في هذا المضمار,, بل وتتجاوزها.
وعندما نستقرىء تاريخ الصحافة في المملكة العربية السعودية,, نجد ان جريدة ام القرى هي اول جريدة تصدر في العهد السعودي,, حيث صدر العدد الاول منها في 15 جمادى الاولى 1343ه الموافق 1924م.
وكانت جريدة ام القرى ومازالت الجريدة الرسمية في المملكة العربية السعودية تنشر الاوامر الملكية والمراسيم والقرارات الرسمية,, كما كانت في الماضي تنشر بعض المقالات والاخبار,.
** لقد حققت الصحافة السعودية الكثير من المنجزات التطويرية في مسيرتها التنموية انعكاساً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشاملة التي شهدتها البلاد خلال العقود القليلة الماضية,, ولعل من ابرز محطات التطور الصحفي الوطني,, التحول من صحافة الافراد الى صحافة المؤسسات,, مع كامل التقدير للعطاءات المميزة لصحافة الافراد التي انتهت مرحلتها في عام 1383ه الموافق 1964م,, بعد ان عابها الاهتمام بالكسب المادي اكثر من الاعتناء بالعمل الصحفي.
ولقد نص نظام المؤسسات الصحفية على ضرورة قيام كل جريدة بتشكيل مؤسسة صحفية يساهم فيها عدد من رجالات البلاد,,وألغى النظام الذي صدر في اواخر شهر ذي القعدة من عام 1383ه,, الغى تراخيص الامتياز التي سبق ان منحت للافراد.
**واود هنا ان اقصر حديثي على جريدتنا الرسمية جريدة ام القرى متسائلاً: اين هي هذه الجريدة؟!
ولماذا لايكون لها حضور على المستوى المجتمعي؟!
لقد تطور كل شيء في بلادنا على مختلف الاصعدة اجتماعياً وفكرياً وثقافياً واعلامياً,, بينما ظلت جريدتنا الرسمية صعبة المنال,, غائبة الحضور,.
ان العصر الذي نعيشه هو عصر (الاعلام),, فكيف تتغيب وسيلة اعلامية,, هي الوسيلة الاعلامية الرسمية في البلاد,, ثم لماذا ظلت جريدتنا الرسمية,, كما هي منذ صدورها في عام 1343ه,, اي قبل (77)عاماً وحتى الآن؟!
ولماذا لاتطور جريدتنا الرسمية بصورة تتلاءم مع مقتضيات العصر,, في زمن العولمة,, والقرية الكونية وتفجر المعلومات والفضائيات والصناعة الصحفية العالمية عالية التقنية,, حيوية الدور,, هامة الرسالة,,؟
لماذا لاتطور مطبوعتنا الرسمية بصورة تتفق وحجم التطور الهائل والمنجز التنموي المذهل والانتفاضة الحضارية اللافتة التي افترشت مساحات العطاء في هذا البلد المعطاء؟!
اسئلة كثيرة تتداعى امام اعيننا,, وعلامات تعجب تثور في اذهاننا,, بحجم ثقتنا في اهتمام معالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد الفارسي بكل عمل اعلامي خلاق,, وحرصه على تقديم نماذج من العمل الاعلامي المدعم بالجرأة في التناول وبهامش من الصراحة يتفق مع عصر لم يعد يقبل بغيرها,, لينفي عن اعلامنا تهمة الانغلاق والتكبل بالقيود الرقابية.
انني اتمنى ان يعاد تصميم المنهج المهني لجريدة ام القرى,, ويعاد ترتيب البناء المؤسسي لجريدتنا الرسمية,, وتقدم بشكل يتناسب مع تطور الاعلام السعودي بمؤسساته المختلفة بصفة عامة,, والاعلام السعودي المقروء بصفة خاصة,.
نتطلع الى ان تقدم لنا جريدتنا الرسمية بمفاهيم مهنية جديدة,, وبمضامين فكرية رصينة,, وبعمل اعلامي هادف بناء.
ننتظر جريدة رسمية راقية تعكس عطاء صحفياً يتفق وروح العصر الحديث,, وتمارس حضوراً فعالاً وتواجداً قيمياً,, لتساهم مع مطبوعاتنا الوطنية الاخرى في مسيرة النماء والبناء في هذا الوطن المعطاء, لانريد ان تظل جريدتنا الرسمية غائبة في مضامينها المقتصرة علىنشر القرارات الرسمية,, وغائبة في تواجدها بعيدة عن متناول المواطن,, الذي لايجد لها اثراً حالياً,, سوى في مكتبات الجامعات,نريد اصدارنا الرسمي نموذجاً تتفاعل من خلاله الدولة مع المجتمع.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved