ليس غريبا حرص ولاة أمر هذه البلاد المباركة على رعاية الموهوبين في إطار اهتمامهم بالعلم وطلابه, وتأكيدا لتلك الرعاية تم تأسيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، حيث تجسد اهتمام ولاة الأمر والمسؤولين عن التعليم في بلادنا على الاهتمام برجال المستقبل الذين تلقى على عواتقهم مسؤولية النهوض بالوطن الحبيب عن طريق اتمام مشوارهم العلمي في الحياة وتنمية مواهبهم وتطوير سواعد الوطن الذي يعتبر خير حافز لمواصلة الجد والاجتهاد لتحقيق المزيد من التفوق في تنمية مواهبهم وإبداعاتهم وابتكاراتهم واختراعاتهم العلمية في شتى المجالات ومختلف الميادين لتعود بالنفع الوفير على الوطن والمواطن.
ولا ننسى هنا أن نشير إلى دور الأسرة في الاكتشاف المبكر لأبنائهم الموهوبين للعمل على تطوير مواهبهم وصقلها من خلال مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، كما يجب على أولياء أمور الطلاب خصوصا الموهوبين منهم تشجيع أبنائهم وحثهم على المضي قدماً في مشوارهم التعليمي وتهيئة الجو المناسب باستمرار التواصل لأي ابتكارات علمية يستفيد منها المجتمع، وكذلك تعاون ولاة أمور الطلاب مع المدارس في اكتشاف المواهب الجديدة من أجل تحقيق الهدف المنشود الذي يصب في خدمة الصالح العام.
لذا يجب أن يعمل الجميع للاكتشاف المبكر للمواهب الصاعدة والعمل على رعايتها وتشجيعها لتحقيق التفوق بعد تلمس مواطن الابداع فيهم وتحفيزهم ليكونوا لبنة صالحة في بناء مجتمعهم وليعودوا بالخير على أنفسهم ووطنهم.
فأبناؤنا الطلاب ليسوا أقل من غيرهم في التفكير والابتكار والإبداع ولا سيما بما وفرت لهم الدولة - أيدها الله - من رعاية شاملة خاصة لا محدودة ابتداءً بدعم انطلاقة التعليم على يد أول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ومواصلة للخطة التي نهجها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حينما أنشأ مدرسة تحضير البعثات وسار من بعده أبناؤه البررة الذين واصلوا مسيرة النهضة التعليمية خصوصاً في عهد رائد التعليم خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - وذلك بدعم الموهوبين وتشجيعهم لمواصلة مشوار التفوق بكل همة ونشاط.
وأخيراً أتمنى أن تؤتي هذه الرعاية الحكيمة وهذا الغرس المبارك (مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين) ثمارها المرجوة منها والتي من أجلها أنشئت في القريب العاجل سائلا الله أن يوفق المسؤولين والموهوبين وأولياء أمورهم ومجتمعهم إلى كل خير والله ولي التوفيق.