Sunday 17th October, 1999 G No. 9880جريدة الجزيرة الأحد 8 ,رجب 1420 العدد 9880


الإرشاد الأكاديمي بين الواقع والمأمول
تحقيق الهدف بتكثيف المحاضرات والندوات وتوزيع النشرات

* تحقيق : بندر الرشودي
للإرشاد الأكاديمي أهمية كبرى داخل أروقة الجامعات ومن أهم المفاهيم المعبرة عن ماهية الأهداف والخصائص التي يسير عليها داخل الميدان هو: أنه عبارة عن عملية الهدف، منها مساعدة الطلاب على اكتشاف قدراتهم وإمكاناتهم ومساعدتهم على اتخاذ القرارات المتصلة بخطة دراستهم واختيارهم التخصص المناسب ومساعدتهم ايضا في التغلب على الصعوبات التي تعترض مسارهم الدراسي,من هذا المنطلق حاولنا طرح عدد من التساؤولات على الملتصقين بهذا المجال الحيوي وهم الطلاب الجامعيون وتمحورت الأسئلة حول مدى تأدية الارشاد الأكاديمي لدوره على أكمل وجه من عدمه ومدى استفادة الطلاب منه في ثنايا حياتهم الجامعية او حتى قبيل خوض غمارها.
بداية تحدث الينا سامي الوشمي أحد طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم لغة عربية قائلا: ان الإرشاد الأكاديمي مرجع هام لكل طالب مقبل على المرحلة الجامعية للاستشارة والتوجيه في عملية اختيار التخصص المناسب لقدرات ومواهب الشخص والتي يجب ان توظف في صالح الطالب وحاجة المجتمع، كما انه مرجع لاي طالب جامعي تواجهه أية صعوبات او مشاكل خلال المرحلة الدراسية.
إذن فدوره هام وضروري بيد انني ومن خلال تجربة شخصية أرى وجوب تفعيل دوره بحيث يكون اكثر إيجابية مما هو عليه الآن,, فمثلا حينها حصلنا على الشهادة الثانوية وأردنا الدخول الى الجامعة لم يتم توجيهنا الوجهة المثالية بحيث يتم تنوير الطريق أمامنا للتخصصات التي تناسبنا وتعود بالنفع على المصلحة العامة للبلد أجمع,, وهو ما تحتاجه حاليا الأقسام والتخصصات المهنية فهي بحاجة الى تعريف أكثر.
وبهذا الخصوص اقترح ان تقام المحاضرات والندوات لطلاب القسم الثانوي اضافة الى توزيع النشرات المختصة بهذا المجال على الطلبة، بحيث تكفل تلك الخطوات إنعكاس آثارها المباشرة وغير المباشرة على كل من الفرد والأسرة والمجتمع في آن واحد.
أهمية التخطيط
أما فهد بن احمد الغراس طالب في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود فقال: ان العالم المعاصر قد أخذ بالتخطيط في أنواع مختلفة كوسيلة لاجتياز مراحل النمو وصولا للتنمية الشاملة كمدخل للنهوض والتقدم الحضاري والإرشاد الأكاديمي الذي يدخل في نطاق التخطيطات التربوية الهادفة الى التوجيه الطلابي للاحتياج العام وللرغبة الشخصية الكامنة في أعماق الشخص يمثل دورا هاما يجب عدم إغفاله والاهتمام فيه.
فالارشاد ينبغي ان يتخطى الزيارات التي يقوم بها بعض طلاب الثانوية العامة للجامعات والمقابلات الشخصية التي تتمحور اسئلتها حول هل ترغب في هذا التخصص؟,, ولماذا اخترته كأسلوب تقليدي عقيم لا أظنه يفي بالغرض المنشود، وذلك باستغلال وسائل الإعلام المختلفة لتوجيه الطلاب وتكثيف تلك الحملة عبر منبر الصحافة والتلفزيون والراديو وغيرها.
تفرغ المتخصصين
كما أكد الطالب سليمان السعوي من قسم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ان من أهم اسباب انخفاض دور الإرشاد الأكاديمي في المهمات المنوطة به بصورة جعلته شبه معدوم هو عدم التفرغ للمتخصصين بهذا المجال حتى انه لم يعط حقه المفترض في الخطة المدرجة للنظام الداخلي للجامعات وكأنه من ضمن الكماليات التي لا تعني شيئا.
فحينما تبحث عن المرشد الأكاديمي للاستفسار عن موضوع ما قلما تجده وتعثر عليه إلا بشق الأنفس وذلك بسبب انه مرتبط بتأدية أعمال أخرى يأتي في مقدمتها انشغاله بإلقاء المحاضرات الدراسية المطلوبة والمقررة عليه خلال الأسبوع لذا فهو صاحب صنعتين وفي هذه الحالة اعتقد ان أمر قيامه بدوره الكامل يبدو مستحيلا لانك وحتى حينما تلتقي به تجده مرهقا ومشغولا بطلابه,, وهذا بالفعل هو واقع المرشدين الأكاديميين وما خلق الله لرجل من قلبين في جوفه.
لذا فإن أمر تفريغه لمهمته الأساسية يعد أمرا مطلوبا وواجبا نحو التكاملية المنشودة في الأداء.
مهمة جسيمة
فيما أوضح فهد العجلان طالب كلية العلوم بجامعة الملك سعود ان الإرشاد الاكاديمي يعتبر أحد المكونات الاساسية للعملية التعليمية الهادفة الى بناء مجتمع متكامل من جميع الجوانب.
وقال ان مهمة الإرشاد تعد كبيرة وجسيمة وذلك سواء داخل الجامعة أم خارجها قبيل دخول الطلاب قاعات الدراسة,وكلتا الحالتين بحاجة الى تفاعل أكثر مما هو مشاهد حاليا وذلك عبر اتخاذ عدد من الخطوات التي يأتي من ضمنها إلقاء المحاضرات والندوات وتوزيع النشرات وبث تلك المحاضرات والندوات عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة او نشرها في الإعلام المقروء بشكل يكفل إن شاء الله قطف ثمار هذا العمل ومشاهدتها على أرض الواقع.
وبعد هذا الاستطلاع المبسط نرى أن إجابات الطلاب قد انحصرت في بوتقة واحدة تفيد بإيمانهم العميق بعظم وأهمية الإرشاد الأكاديمي في مجال التعليم العالي,.
ولكنهم اتفقوا ايضا على ان الارشاد لم يقم بالدور المنوط به في عملية التعامل مع الطلاب بالشكل الذي يضمن توجيههم الوجهة السليمة نحو رغباتهم وميولهم وتجييرها فيما بعد لخدمة مجتمعهم ووطنهم على درجة كبيرة من التفوق والإبداع.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved