من حق الرياض ان تزهو وتلبس ثوب الفخر في يوم عرسها بعد ان تم اختيارها العاصمة الثقافية لعام 2000م، والرياض وان برزت حديثا لتحتل مكانا مرموقا بين عواصم العالم فقد كان لها تاريخها العريق وأهميتها البارزة منذ ازمان بعيدة نظرا لموقعها عند ملتقى الجزيرة العربية اضافة لما حباها الخالق من خصوبة ارضها ومائها الوفير وخضرتها الزاهية وهذا جعلها ملتقى للتجارة بين شرق الجزيرة العربية وغربها,وقد انطلقت منها جيوش التوحيد في محاولتها الاولى تلتها انطلاقة الإمامين تركي وفيصل حيث بدأ عصر الاستقرار والطمأنينة وأكد ذلك ودعمه من بعدهما الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي نشر الامن والامان والحب والوئام بين اطراف الجزيرة تحت شعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله),,استمرت المسيرة الخيرة حتى جاء ابن الرياض والذي عرفت به وعرف بها باني نهضتها ومجدد آمالها (سلمان الرياض) يقول صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز - امير منطقة الرياض - في كلمة سجلها عن الرياض بمناسبة صدور كتاب (الرياض حضارة عريقة وحاضر زاهر) والذي اصدره المعهد العربي لإنماء المدن:
من العسير ان يتحدث الإنسان عمن احب من الاشخاص او المكان او الزمان,, لأننا في الظاهر نتصور اننا نحب هكذا بدون تعليل او تفسير ولكن الحقيقة ان هناك عوامل شتى تتفاعل في توجيه عملية الاهتمام والرضا,, وحبنا للرياض,, رياض الأمس واليوم والغد حب دفين لما تحمله من ذكريات غالية علينا جميعا تطوف بنا ابدا,, ففيها كياننا الكبير وعلى أرضها ورباها ترعرعنا ونمت وازدهرت احلامنا وآمالنا.
لقد كانت الرياض مبتدأ ومرتكز نشاط جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومنها انطلقت كتائبه لتوحيد هذه البلاد وتخليص كل شبر من ارضها الطاهرة وجمع كلمتها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وهي العاصمة الظافرة للدولة السعودية الثانية منذ عهد الامام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود في عام 1240ه، حيث كانت مدينة الدرعية قاعدة حكم الدولة السعودية الاولى وهي اليوم جزء من مكونات مدينة الرياض، فلا غرو ان تكون الرياض رمز عزتنا وعنوان نهضتنا والواجهة الباسمة المشرقة لمملكتنا الحبيبة الغالية,من هنا كنت سعيدا بعملي كأمير لمنطقة الرياض,, كان شعوري كمن يعمل راعيا لبيته يهمه ان يكون اجمل البيوت وانظفها وان يتميز بالاناقة والرشاقة والوجاهة، كانت الرياض في خيالنا شيئا كبيرا، ولهذا كانت احلامنا وطموحاتنا لها كبيرة جدا، وكان عملنا شاقا لأننا نبني بيتنا، ولكن ما خفف المشاق عنا هذا التشجيع المتواصل الذي يمليه الحب ايضا,, هذا الحب الذي عاش في وجدان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - للرياض والذي سرى في دماء أبنائه اصحاب الجلالة سعود وفيصل وخالد يرحمهم الله ويعيش في وجدان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وفي قلب سمو ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز ويملأ نفوس المسئولين والمواطنين ,, (انتهت كلمة صاحب السمو,,)
وقد تعدى عشق وحب الرياض ابناءها,, فبات حتى الزائرين من العرب والاصدقاء متيمين (بخزامى نجد) فهذا الفنان التشكيلي البريطاني (أنتوني لورانس) يعرض أعماله الاخيرة في لندن من لوحات جميلة ورائعة عن الرياض وقد استوحى افكاره تلك من زيارة له للرياض ويقول الفنان لورانس عن معرضه المذكور والذي اطلق عليه اسم (نجد) مرت مجموعة من الظروف السعيدة لدعوتي لزيارة المملكة العربية السعودية ولدى وصولي اكتشفت بلدا رائعا يسكنه شعب مضياف واضاف بأن غايته هي رصد جوهر هذا البلد من خلال الفن التشكيلي,.
وقد اختار موضوعين رئيسيين لمحاولة تبين هذا الانطباع وهما النخلة والصحراء وعلق على هذا الاختيار بقوله انهما موضوعان متناقضان اذ ان النخلة تمثل الحياة والغذاء بينما تجسد الصحراء صورة للظروف القاسية في جمالها القاحل.
كان هذا حديث احد عشاق الرياض من الاصدقاء الأجانب وما أكثرهم ولا تتسع مساحة هذه الزاوية للاشارة للآخرين ولكن يهمنا نحن ان نؤكد على الاعتناء والاهتمام بعاصمتنا الجميلة ونحافظ على مقدراتنا ومكتسباتنا وان ندعو لابن الرياض ومهندسها الاول صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز بأن يسمو دوما بهذه العاصمة ويحقق لها الفخر والأمجاد.