هناك وقفت
بمفترق الطرق الأفعوانية السائبة
ثلاثين عاماً
وقفت هناك
كشاخصة في طريق القوافل
ضفائرك السود اشعلها الشيب
كيف تقولين لي إن هذا غبار الطريق ؟
ووجهك رمانة نصف مشطورةٍ
تدلت عناقيدها الشاحبه
فكيف تموتين واقفةً؟
تعيشين مجد التماثيلِ
والذكريات
بنصف ابتسامه
ثلاثين عاماً
وعيناك جاريتان
من الزُّنج ظل سوادهما يتوحم بيض الليالي
ليبيضَّ سوق الرقيق
يمر الزمان
وأنت مكان
عرفت به العيش والملح ما بيننا
ورائحة منك فيه استشاطت بذاكرتي
حريقاً يشب حناياي دون دخان
أنا ما نسيتُ
ترابك اذكره ما حييت
وإن أكل الدود اعظمك الباليه
وصرت رفاتاً
ستبقين شهوة هذا التراب
بهذا اللسان.