Sunday 17th October, 1999 G No. 9880جريدة الجزيرة الأحد 8 ,رجب 1420 العدد 9880


ليس الا
معركة اليونسكو (3)
خالد العوض

بدأ المرشح السعودي الدكتور غازي القصيبي نهاية الاسبوع الماضي بعرض برامجه وأفكاره التي سيستخدمها في ادارته لليونسكو في حالة فوزه في انتخابات اليونسكو والتي لن يجد فيها أية صعوبة مطلقة إذا تم النظر الى المؤهلات التي يمتلكها كل من المرشحين الأحد عشر بشكل موضوعي وبعيد عن المصالح السياسية التي قد تؤدي الى الذهاب بالمنصب بعيدا عن الشخص المؤهل والذي قد يخدم المنصب بشكل أكثر فعالية.
يتجاذب اختيار المدير العام الجديد لليونسكو تياران متناقضان احدهما يتمثل في جانب القيم والمثل العليا التي يتطلبها هذا المنصب والتي تنادي بها كل الدول المشاركة قبل ان يتم الترشيح؛ أما التيار المناقض الآخر فهو المصالح التي ستنظر اليها هذه الدول والتي قد تتجاهل مثل هذه القيم التي يتشدقون بها فتتخذ مواقف مختلفة اثناء الترشيح, أي ان العملية كلها قد تسير بدفة الترشيحات الى طريق أخرى بعيدة عن ميثاق المنظمة نفسها وأهدافها الأخلاقية العليا.
لكن، تظل النتيجة الصعبة التي ستعاني منها المنظمة هي ان يتم اختيار مرشح قد لا يتفوق على المرشحين الآخرين إلا بمعيار المصالح السياسية للدول الناخبة له، الأمر الذي قد يحرم اليونسكو من شخصية مناسبة وقوية كالقصيبي.
هذه الحقيقة عبر عنها احد موظفي اليونسكو عندما قال ان القصيبي شخصية مميزة بين مجموعة من المرشحين العاديين، وهذا الحكم يحمل درجة كبيرة من الموضوعية والصدق عند مراجعة السجلات الشخصية لكل مرشح، فالمرشح الياباني يعتمد على المرشح المصري سراج الدين في ايقاف زحف القصيبي ومنعه من الظفر بهذا المنصب، كما ان سراج الدين والذي جاء من الأروقة الخلفية ليرشح نفسه مستعينا بدعم اللوبي العربي الفرنسي سينتظر دعم الدول الغربية التي ترغب ان تتحدث الى نفسها باختياره فسراج الدين أمضى كل حياته في الغرب وسيكون مرآة حقيقية تعكس نفس الصورة التي يريدها الغرب منه، وهذا ما حدث فعلا عندما رشحته كل من هولندا والسويد.
من أهم مفردات برنامج القصيبي لليونسكو الذي ناقشه مع المجلس التنفيذي في بداية الجولة الأولى من المنافسة مكافحة الأمية في العالم حيث يصل عدد الأميين في العالم الى ثمانمائة مليون أمي، هذا بالاضافة الى ان تكون الاتجاهات العلمية الحديثة مبنية على مبادىء اخلاقية، الأمر الذي قد يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها اذا لم يتم تدارك ذلك الأمر خاصة التقدم العلمي الذي سجله الغرب في مجال الهندسة الوراثية، وقد بيّن القصيبي بسخرية لاذعة ان الغرب يحتاج الشرق في مثل هذا الجانب.
أما سراج الدين فانه سيقتفي أثر الاسباني مايور في تدبير شؤون اليونسكو اذ ان كلا الاثنين يمدح انجازات الآخر، لكن القصيبي يقف موقفا مختلفا في هذا الجانب اذ يصر على انقاذ اليونسكو من البيروقراطية التي أدت الى تواجد مجموعة كبيرة من الجنرالات ومجموعة صغيرة من الموظفين داخل المنظمة.
تشير الدلائل إلى ان المنافسة ستنحصر بين الثلاثة الذين ينتمون الى آسيا أو العالم العربي، لكن المعضلة ان هناك متنافسين عربيين هما القصيبي وسراج الدين اللذان ان لم ينسحب احدهما في اللحظة الأخيرة وهذا أمر مستبعد، فانهما سيبعدان بعضهما البعض عن هذا المنصب وبالتالي سيفتقد العرب والمسلمون هذا المنصب الثقافي العالمي الهام.
الآن، وبعد ان اشتدت المنافسة وبدأت الجولة الأولى من المعركة هل سينجح القصيبي في احراز قصب السبق ويترجم المجهود الكبير الذي بذله في التخطيط لنيل هذا المنصب، أم أنه سيحول هذه التجربة الى رصيد معرفي يكون الفائز فيها جمهوره الواسع وقراؤه الكثر؟.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved