Sunday 17th October, 1999 G No. 9880جريدة الجزيرة الأحد 8 ,رجب 1420 العدد 9880


هكذا
نقاط حول القضايا الصغيرة واجتماعية القصة
فهد العتيق

الذي نعرفه أن القضايا السياسية والاجتماعية الكبرى، ليست سوى تراكم قضايا صغيرة لم يلتفت اليها في الغالب، فتضخمت وكبرت وشكلت ما يسمى القضايا الكبرى التي حاول بعض الأدباء الدوران حولها كمحور لنصوصهم التي جاءت في الغالب مباشرة وفاقدة لعفوية الابداع الحقيقي، لأنه ليس بالضرورة ان تكتب عن قضية كبرى لكي يأتي نصك الأدبي كبيرا، ولهذا حاول ويحاول الآن الكثير من كتاب القصة العرب والخليجيين الاقتراب من التفاصيل الصغيرة لحياتنا اليومية من خلال نصوص قصصية أعادت للمضمون العميق !! أهميته في النص القصصي، مع محاولة ابتكار صور وطرائق وكيفيات جديدة تقدم بلغة شاعرية، لغة طيعة وجذابة، لغة جدل موح يثير وعي المتلقي ويمنحه الفرصة للابداع وطرح اسئلة النص بطريقة تثري مخيلته، بمعنى تقريبي ليست قصة السرد المباشرة وليست ايضا قصة لغة القاموس أو اللغة الصعبة أو المعقدة، وهذا ما يجعلني أتوقف قليلا أمام الصنعة في القصة والتي للأسف تبدو واضحة في نصوص الكثير من تجاربنا، إذ تبين أصابع الكاتب داخل النص القصصي وهذا عيب فني، لهذا يأتي التأكيد دائما ان القصة تحتاج الى ان تكون أكثر عفوية وبساطة في طرح أفكارها ولغتها، إذ نلاحظ ان القصة القصدية تجعل من بطلها نموذجا إنسانيا ومثاليا يحتاج الى التعاطف معه، وهنا يتضح تدخل المؤلف بشكل سافر في النص القصصي مما يفقده أهم سماته الضرورية وهي العفوية، وهذا يعيدنا ايضا الى بداية هذه الأفكار عندما تحدثنا عن بعض النصوص القصصية التي تجعل من القضايا الكبرى مركزا لمحورها فتفقد الكثير من صدقها الفني وتتحول الى خطاب سياسي أو اجتماعي يفضل ان يكون مقالا وليس قصة!.
** وربما أثار هذه النقاط الحوار الاذاعي الذي تم الخميس قبل الماضي بيني وبين الأستاذ الاذاعي عبدالعزيز العيد والاستاذة الاذاعية باسمة محمد، في حوار مثري عن القصة القصيرة في برنامج استراحة الخميس، وكانت هناك مداخلتان الأولى من الروائي الأستاذ يوسف أبورية، عندما سألني عن القصة المكثفة بروحها الشاعرية التي أكتبها هل يمكن ان تفضي الى رواية، وأكد ان مجموعتي الأخيرة مالت الى السرد أكثر من المجموعات القصصية السابقة,, في حين كانت مداخلة القاص الأستاذ صالح الأشقر عن اهتمام نصي القصصي بالتفاصيل الصغيرة المهملة في حياتنا وتميزها في نبش الذاكرة للتعبير عن صور واقعية ماضية لها ارتباط بواقعنا الحي,, ومن خلال هذين الرأيين عن القصة المكثفة والحادة والمهتمة في نفس الوقت بالتفاصيل الصغيرة في حياتنا، أظن النص القصصي الطويل - اجابة على سؤال الأستاذ يوسف - يستطيع ان يحقق ذاته بالمواقف القصصية والصور المكثفة والحادة وربما تكون هذه ميزة للنص الروائي الجديد الذي لا يعتمد على خط سردي أو حكائي واحد حتى النهاية، إنما رواية تعتمد المواقف والصور والتفاصيل المكثفة وربما الشاعرية ايضا,, وهذه هي الطرائق المتعددة والجديدة التي من المفترض ان يبحث عنها الكاتب في قصته أو روايته بعيدا عن نمط واحد سائد في الكتابة الأدبية.
** أما رواية الياباني يوكيو ميشيما اعترافات قناع التي كنا قررنا الكتابة عنها هذا الاسبوع، فسوف نتحدث الاسبوع القادم عن اجتماعية النص القصصي من خلالها عارضين لأهم سماتها والتفاصيل الصغيرة والمهمة التي تعرضت لها الرواية في حياة المجتمع الياباني عن طريق سيرة الكاتب الشخصية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved