Sunday 17th October, 1999 G No. 9880جريدة الجزيرة الأحد 8 ,رجب 1420 العدد 9880


في المنهج الإعلامي
د, كمال الدين عيد

* إهداء رقيق.
في كلمات عذبة تلقيت كتاب (إعلام وأعلام) من الدكتور عبد الرحمن الشبيلي, ومع أنه لم تتح لي الفرصة للقائه بعد، الا أن قراءتي للكتاب في عدة ساعات متواصلة، واستفادتي (إعلاميا) جعلاني اخط هذا المقال تعبيرا عن قيم اصيلة واقتراحات سليمة تضمنها الكتاب تطويرا لحركة الإعلام السعودي بإذن الله.
* الكتاب الإعلامي الجديد.
والصادر منذ ايام قليلة في 343 صفحة من القطع الكبير، قسم مؤلفه منهجه في ثلاثة فصول.
في الفصل الاول عرض فيه تجاربه وذكرياته مع ثمانية وثلاثين علما من أعلام الثقافة والإعلام، مستشهداً بالمواقف الإيجابية والاعمال الخالدة والنوايا الطيبة في خدمة المجتمع السعودي.
وفي الفصل الثاني يجمع الكتاب عدة مقالات - سبق نشرها - واخرى ضمت حديثا من مقالات نشرت في السنوات الاخيرة في الصحافة السعودية والعربية.
اما الفصل الثالث فيضم عدة دراسات إعلامية مهمة القيت كمحاضرات تدريسية في اكاديمية نايف العربية للدراسات الأمنية وعديد من النوادي الادبية بالمملكة, ومع ان كل فصل يتميز بخط ادبي وإعلامي,, بل وثقافي ايضا يختلف كل الاختلاف عن الفصل الذي يليه، الاا ن الفصول الثلاثة - مع بعضها البعض - داخل مجلد واحد قد اكملت المنهج الإعلامي الذي اراد المؤلف ايصاله الى القارىء العادي والإعلامي على السواء, بمعنىا ن التقسيم النوعي للفصول جاء وفق خطة مسبقة محكمة تصل اطراف الفصول ببعضها رغم اختلاف الفكر والموضوعات فيها.
* الفصل الاول,, الأعلام.
يضع المؤلف الإعلامي الضليع -كما يظهر من كتاباته - 38 علما من الاعلام السعودية والعربية في مكان الصدارة ويخلع عناوين غاية في الحساسية والتأدب على زملاء وشعراء ومثقفين ومؤلفين ومؤسسي مجلات وفنانين تشكيليين, وكلهم يمثلون او يمتهنون مهناً مختلفة ورائدة في المجال الإعلامي حسن بن عبدالله آل الشيخ، رائد من رواد التربية والتعليم، عبدالله بن محمد بن خميس الذي غذى الاذاعة بمئات الحلقات الشعرية استرسالا لبرنامج (قول على قول) لحسن الكرمي في اذاعة لندن، علي الخريجي صاحب المدرسة الكاريكاتيرية التي مثلت في السعودية كثيرا من معالم الحرية الصحفية الواعية والملتزمة.
تطرح مشكلات المجتمع باسلوب نافذ ومحترم لايسيء اويتطاول, عبد الكريم الجهيمان بإسهاماته في ادب الاطفال واصداراته العديدة (مكتبة الطفل في الجزيرة العربية)، مكتب اشبال العرب, ولعلنا اليوم- بعد وصول الفضائيات الى مخادعنا - نقدر له هذا الجهد المبكر في تفكيره للنشء الصالح، وامامنا مشكلات النشء على مستوى العالم اجمع تحتل مكانا بارزا في مسار التربية والتعليم, ثم مؤلفات د, عبد العزيز الخويطر وديوانيته بعد مغربي الخميس والجمعة حيث النقاشات التي تطرح على الحاضرين قضايا العلوم والتاريخ والتراث الوطني, ولعل اشارة د, الشبيلي الى مؤلفاته المتميزة بالحرص الشديد على علامات الترقيم، كالهمزات والشرطات والشولات الفواصل، النقاط، الهوامش، الفهارس، علامات التنصيص،الاستفهام، التعجب، الاقتباس 1 كلها مدرسة إعلامية لكل طلاب الإعلام في جامعات المملكة.
وهو ما أسعى اليه شخصيا في جانب تطبيقي على مقرر (لغة الإعلام), غير ان من الأمانة العلمية ان اذكر ان الذي وجهني الىهذا التطبيق العملي على المقرر هو سعادة الدكتور عبد الرحمن بن حمود العناد عندما كان وكيلا لكلية الآداب, لقد أعجبني تفتح ذهن المؤلف الناضج والخبير - ليس بشئون الإعلام وحده - ولكن بمعرفته الشاملة وخبرته بالفنون فهو يكتب عن ابراهيم النفيسة فنان المونتاج بالتلفزيون، ويعي قدر المعاناة في هذه الوظيفة التي يقبع فنانها خلف الستار بعيدا عن الأضواء يقضي كل عمله بعيداً عن ضوء النهار او النور, كما لم ينس فنانا مسرحيا واذاعيا هو عبد العزيز الهزاع احد الرواد الملتزمين خلقا وفنا والشاعر محمد الفهد العيسى وجهوده في تدوين الفنون الشعبية بالمملكة على اتساع رقعتها نجدية - سلوى الحجيلان رائدة اذاعية في الثمانينيات الهجرية والشيخ جميل الحجيلان ومؤسس المدرسة الحديثة في الإعلام وغيرهم من المفكرين والمبدعين الذين غطى هذا الفصل الكثير من ابتكاراتهم في تسجيل دقيق وأمين يساعد كل من يتعرض للاعلام السعودي بحثا او دراسة بكل تأكيد لعل اهم مالفت النظر في هذا الفصل هو الأدب الجم والوفاء الصادق للمؤلف، الذي قدم به شخصياته الإعلامية والثقافية في كثير من المناسبات غير الرسمية في شفافية رائعة.
* الفصل الثاني,, مقالات في الإعلام.
يتميز هذا الفصل بانه يترك جانب الروية والذكريات ليدخل في صلب وواقع الإعلام بعدة مقالات كثيرة، كلها تناقش موضوعات إعلامية وأخلاقية,, بل وحيوية آنية لقضايا عاجلة لاتزال تحت مجهر البحث العلمي العالمي , (اطباق الاستقبال التلفزيوني ومسؤولية الدولة في حماية المجتمع، نقص التدريب في عدة حقول إعلامية، تحقيق المنافسة في التلفزيون السعودي امام المحطات المرئية الاخرى عربية وأجنبية، حاجة المجتمع السعودي الى تخريج فئة جديدة من الدعاة متخصصين في نمط الاتصال الشخصي لقهر الوساوس والانحرافات الفردية وتثبيت الدين والشريعة في عقول المنحرفين، مطالبة بميثاق الشرف الإعلامي تطبيقا,, لاعوداً على قرارات ومؤتمرات مكتوبة على الورق،ولكن نحتاً في شخصية الإعلام السعودي المعاصر، اقتراح بانشاء اكاديمية مهنية للصحافة تسد النقص العملي في مهنها وفنونها الصحفية العديدة الاهتمام بالاخبار العلمية التي تأخذ طريقها في نهاية نشرات الاخبار، رغم اهميتها البالغة للجماهير، طريقا الى التجديد ومجاراة الخبر العلمي العالمي وتشجيعا للمبدعين والمبتكرين ثم الجودة المهنية في العرض والمحتوى الإعلامي.
افكار وافكار رؤى مستقبلية يضعها الدكتور الشبيلي نتيجة خبرات دراسية متقدمة ناضجة وممارسات عملية، ووظائف ادارية في وزارة الإعلام ومؤسساتها، لكن لاشك فيه ان إخلاص الرجل لوطنه، وأمام نفسه، ومسئوليته امام الله عز وجل، والموقف الكتابي الذي اوحى له بكل مقال نتيجة نقص او عدم تكامل في زاوية من الزوايا الإعلامية,, مما لاشك فيه ان كل هذه الاحاسيس التي اعتملت في نفس الرجل,, هي الدافع القوي لكتابة هذه الدرر من المقالات، التي نحمد الله جميعا - كمثقفين وإعلاميين - ان صدر كتابه جامعا اياها من هنا وهناك داخل مرجع ثمين واحد يثري به الإعلاميين العرب قبل السعوديين.
* الفصل الثالث أبحاث ومحاضرات في الإعلام.
وهو فصل الختام في الكتاب يختتم ببحث رصين بعنوان (الاعلام في عهد الملك عبدالعزيز، افرد له سبعة محاور هي: نظرة الملك عبدالعزيز، الى الإعلام اللاسلكي والهاتف في بداية عهد الملك عبدالعزيز مراقبة المطبوعات، الطباعة والصحافة، الاذاعة السعودية، الملك عبدالعزيز والإعلام الخارجي، الخطاب الإعلامي في مراسلات الملك عبدالعزيز مع دراسات قيمة اخرى, كان ختام الكتاب مسكا، مسجلا مكشوفا ومعلنا امام الإعلاميين والجماهير لملك - طيب الله ثراه - لم يحصل على محبة شعبه من خلال توظيف وسائل الإعلام لصالحه، ملك كان اهتمامه بالغا باخبار الاذاعات اجنبية وعربية لصالح جماهيره, ملك استرعت اعماله عمالقة الأدب والثقافة في الوطن العربي (العقاد، الزيات، الريحاني، احمد شوقي، علي محمود طه، خليل مطران، وغيرهم) وكان عبد العزيز ملك العرب جميعا خاصة عندما كانت رسائله الشخصية والشفوية اهم وسيلة اتصال واعلام في عهد ما قبل التقنية ووسائل الاتصال الجماهيري.
* مستخلصات:
وبعد عشر سنوات بلا انقطاع في رحلة إعلامية تتميز بالمنهج العلمي في التوثيق الشديد والدقيق، وبالتواضع غير المألوف من علماء اليوم وبالتصحيح المهذب بعيدا عن النعرة لاخطاء علمية او صحفية، وبالدقة التاريخية في الاحداث او الانشاءات الإعلامية استطعت- كما يمكن ان يستطيع غيري - الخروج بحصيلة إعلامية بالغة الثراء والمعرفة، متعرفا على تواريخ موثقة صحيحة (7 يوليو 1965م انطلاق التلفزيون في الرياض وجدة، 1/9/1384ه افتتاح اذاعة الرياض 4/11/1382ه انشاء وزارة الإعلام 1400ه ظهور مجلة متخصصة في حقل (الوراقة) والمكتبات، ثم مجلة (عالم المخطوطات والنوادر) الوثائقية 1326ه ميلاد اول صحيفة (جريدة الحجاز) في مكة المكرمة، 1374ه انشاء اول مطبعة في الرياض 1389ه تأسيس اتحاد الاذاعات العربية) نماذج فقط من مئات التواريخ لمن يرغب في استكمالها من الكتاب, ويشير د, الشبيلي - في أمانة وصدق - الى طرق استكمال مسيرة الإعلام السعودي، بحاجة دور الإعلام في الكوارث والأزمات الى المزيد من الاهتمام والدراسات,والى التوجيه بضرورة العناية بالخبر لتجمد صيغته إعداداً وصياغة وتقديما وتحليلا، وفي مجال الترقي يدعو الى تحكيم مقالات مجلة الإعلام الاتصال الجديدة، والى النقص في النشر لمناهج التربية خاصة الوطنية منها, ومن جانب آخر فهو يضع مقترحات مفيدة للاذاعة لملافاة نقص جودة التخطيط والاداء والاحتراف وبقاء التقاليد المهنية بعيدة عن التطوير، وعدم ملاحقة الاخبار الساخنة، وتقليدية الاداء والعمل.
سيمفونية إعلامية شاملة ارى ان اقسام الإعلام - وخاصة مقرر الاعلام السعودي - في حاجة الى النهل منها لاعداد الأجيال الإعلامية على طريق نهضة إعلامية عصرية والله الموفق.
المراجع:(1) د, عبد الرحمن الشبيلي - إعلام وأعلام, الرياض 1420ه - 1999م, ص 48.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved