* حوار: عبدالله بن ربيعان
في مساهمته الفعالة لخدمة المجتمع السعودي يتيح البنك السعودي البريطاني فرصة الابتعاث لنيل درجة الماجستير لخمسة طلاب سنوياً في احدى الجامعات البريطانية بتمويل من البنك، الا ان الكثير يرى ان هذه المساهمة من البنك تبقى على الورق اكثر منها في الواقع، لصعوبة توافر الشروط التي تتطلبها هذه المنحة في المتقدمين سنوياً، ومنها إجادة اللغة الانجليزية اجادة تامة ومضي ثلاث سنوات في مجال العمل وحصر سن الابتعاث بين 25-28 سنة، ومن جهة اخرى يحسب للبنك السعودي البريطاني تحمله الكامل لتمويل تكاليف كرسي الاستاذية في العلوم المالية الذي تنفذه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتمويل كامل من البنك، وتبقى قضية السعودة والتدريب والتأهيل للمواطن السعودي ذكراً كان أو انثى هي الجانب الأهم في حديثنا هذا لأنه مهما بلغت هذه النسبة الا ان المأمول من البنك السعودي البريطاني اكبر واكبر باعتباره احدى البنوك الرائدة في مملكتنا الغالية.
حول الابتعاث وكرسي الاستاذية ونسبة السعودة ومعوقاتها كان لالجزيرة الحوار التالي مع الاستاذ بليهيد بن ناصر البليهيد - المدير العام التنفيذي للموارد البشرية في البنك السعودي البريطاني فتعالوا نقرأ ما يلي:
السعودية والتدريب
* لنبدأ بالسؤال المعتاد وهو كم تبلغ نسبة الموارد البشرية السعودية في البنك السعودي البريطاني في كل من الإدارتين العليا والتنفيذية، وما هي خطط البنك المستقبلية لزيادة هذه النسبة، وكم يبلغ متوسط العدد الذي يستقطبه البنك سنويا من خريجي الثانوية العامة او الجامعات السعودية؟
- نحن في البنك السعودي البريطاني نهتم بهذه النسب ووضعنا خططنا منذ اكثر من عشر سنوات, ووضعنا الخطط التدريبية الكفيلة برفع نسبة السعودة في البنك بالتأهيل والإحلال للمحافظة على اداء البنك بما لا يؤثر على حقوق المساهمين سلباً بسبب عدم التأهيل ونفخر بان بلغت نسبة السعودة حتى نهاية سبتمبر الماضي 71% ونسير على خطط طموحة واستراتيجية بالتنسيق المستمر مع مجلس القوى العاملة، الذين يتابعون هذه النسب معنا بصفة دورية، وتمثل هذه النسبة (71%) السعوديين في الإدارة العليا والتنفيذية وقد بلغت النسبة في الفروع 90% اما خطط البنك المستقبلية فكما ذكرت اتخذ القرار الاستراتيجي برفع نسبة السعودة منذ زمن طويل وبناءً عليه فقد انشأنا اكبر مركز تدريب في القطاع المصرفي بالمملكة وله فرعان في كل من المنطقين الشرقية والغربية.
وتم اعداد برامج تدريب طويلة المدى: وهذه البرامج خاصة بخريجي الجامعات ومرشحي مديري المستقبل ومدتها ثلاث سنوات.
برامج متوسطة المدى: وهي خاصة بتأهيل خريجي المعاهد والثانوية بالمملكة.
برامج قصيرة المدى: وهي للوظائف التي لا تتطلب تأهيلا طويلا ويتم التأهيل لمثل هذه الوظائف في التدريب على رأس العمل وحضور بعض الدورات التدريبية.
برامج تطوير كفاءات الموظفين على رأس العمل: وذلك لمواكبة التغيرات المستمرة في مجال اعمالهم وما تتطلبه الوظيفة الحالية او المستقبلية التي سوف يشغلها او منتجات جديدة وغيرها, كل هذه البرامج تقدم على مدار العام للموظفين السعوديين وفي مراكز التدريب في المملكة وخارجها ويوضح ذلك الاهتمام المستمر بالتأهيل للموظف السعودي فنحن نؤمن بأن السعودة استراتيجية طويلة المدى لا خيارا.
* للمرأة شأنها في البنك
* المرأة السعودية شقيقة الرجل وحاملة لواء التنمية معه، فأين موقع المرأة السعودية في البنك السعودي البريطاني ولماذا لا نراها في مواقع اعلى من ادارة الفروع النسائية كمواقع اتخاذ القرارات والإدارات العليا بما لا يتعارض مع قيمنا الدينية وعاداتنا الاجتماعية؟
- استراتيجية البنك في السعودة لم تقتصر على الرجل فقط إذ فتح البنك السعودي البريطاني الباب امام المرأة السعودية للعمل وهيأت ادارة البنك المكان والمناخ الملائم بما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا للمرأة السعودية وخصوصيتها في العمل, فهي تعمل في اماكن مستقلة وبمسؤوليات عدة حتى ان منهن من هن في وظائف مديرات, ويتميز البنك السعودي البريطاني بهذه الخطوة الناجحة اذ يبلغ مجموع السيدات العاملات في البنك ما نسبته 10% من المجموع الكلي للموظفين وقد اثبتت الموظفة في البنك السعودي البريطاني انها قادرةعلى العمل والاداء وتحمل المسؤولية إذ حل معظم هؤلاء الموظفات مكان موظفين غير سعوديين واستطعن القيام بالعمل على افضل وجه.
ونحن مستمرون في اعطاء فرصة العمل للمرأة السعودية المؤهلة وفي الوظيفة المناسبة وحسب ما تمليه علينا خصوصية المرأة السعودية وتوجيه المسؤولين المتخصصين.
إعارة الموظفين لزيادة كفاءتهم
* برنامج مديري المستقبل طريقة يتخذها البنك السعودي البريطاني لاختيار واستقطاب العناصر المتميزة من الجامعات السعودية لتهيئتهم لإدارة العمل المصرفي في المملكة، فهل لكم ان تحدثونا عن كيفية اختيار هؤلاء الشباب، وما هي الخطوات التي يمرون بها للتأكد من صلاحياتهم لما يراد منهم؟
- يتم استقطاب الكفاءات السعودية على مدار السنة ولدينا مركز توظيف مستقل يستقبل طلبات السعوديين الراغبين في العمل ولديهم الكفاءات المطلوبة من تأهيل علمي او عملي، مثلا برنامج مديري المستقبل (كما اشرت سابقا) نستقطب من خلال هذا البرنامج افضل المتقدمين من خريجي الجامعات بالاستفادة من افضل وسائل البحث عن الإمكانات الكامنة من خلال اختبارات متخصصة ويزتم تعيين الذين يتم اختيارهم لتلقي التدريب لمدة سنة من خلالها تصرف لهم مكافآت مجزية ويخضعون للتدريب على رأس العمل وتدريب في مراكز التدريب وبعد السنة الاولى يتم تعيين المتخرجين كمديرين ويتم تثبيتهم في احد قطاعات البنك المختلفة حسب قدراتهم وحاجة البنك ويستمرون في هذا البرنامج لمدة سنة اخرى ليستفيدوا من التدريب المستمر وكذلك التدريب خارج المملكة في مراكز تدريب الشريك الاجنبي للبنك (مجموعة هونغ كونغ وشنغهاي المصرفية) ويتدرجون هؤلاء حسب ادائهم من مسؤولية الى اخرى, ونسبة عالية من خريجي هذا البرنامج من كبار المسؤولين في البنك الآن ومنهم من هو مدير اقليمي او مدير ائتمان وغيرها من الوظائف الإدارية العليا بالبنك.
برنامج خريجي المعاهد والمدارس الثانوية: يتم اختيار المناسب منهم من حيث قدراتهم التي تم التعرف عليهامن خلال اختبارات معينة ويخضعون لبرنامج تدريبي لمدة ستة اشهر ثم يتم تعيينهم في مختلف الإدارات والفروع ويعمل علىتطوير قدراتهم العملية على رأس العمل.
ومن خلال طرح البرامج التدريبية المستمرة سيتدرجون هؤلاء من خلال مسار وظيفي واضح حسب قدراتهم اذ ان بعض هؤلاء الان مسؤولون في اقسام عدة نتيجة التدريب والخبرة التي اكتسبوها والفرصة لتطورهم وظيفياً.
اما برامج التدريب على رأس العمل: فهي متوفرة طوال العام منها على سبيل المثال دورات في ادارة الافراد، إدارة الائتمان، تطوير الاداء الوظيفي، دورات لغة انجليزية مستمرة، دورات في ادارة الاستثمار، التسويق وغيرها اضافة الى ان البنك يوفر دورات في اللغة الانجليزية لمجموعة من الموظفين يتم اختيارهم حسب ادائهم ورغبتهم في تطوير قدراتهم, كما ان البنك يبعث عددا مختارا سنويا للدراسة المتخصصة لدى جامعات مختلفة في بريطانيا وامريكا بما في ذلك بعثات للماجستير, كما يبعث البنك موظفين للتدريب في مركز تدريب خاصة لدى الشريك الاجنبي حول العالم, وهذه البرامج خاصة للموظفين السعوديين الذين يبدون الاستعداد العملي لتطوير القدرات وتحمل مسؤوليات مستقبلية اكبر.
كما يتيح الشريك الاجنبي (مجموعة هونغ كونغ وشنغهاي المصرفية)الفرصة لإعارة بعض المتخصصين السعوديين للعمل لديهم بما يرفع من قدرات الموظف السعودي نظرا للاحتكاك والعمل مع ذوي الخبرات الطويلة وينعكس ذلك على اداء الموظف وبالتالي اداء البنك السعودي البريطاني, ويتضح نجاح البنك في استراتيجيته في السعودة في نتائج البنك الإيجابية خلال السنوات الماضية وارتفاع اسعار اسهمه في السوق المحلي.
التخصص في العلوم المالية
* ينفرد البنك السعودي البريطاني بإتاحة فرصة الابتعاث سواء لموظفيه لزيادة تعليمهم ومهاراتهم او مساهمة من البنك في خدمة المجتمع فكما تعلم ان البنك يبتعث سنويا مجموعة طلاب لنيل الماجستير في العلوم المصرفية, الا ان كثيرا من الإخوان يرى ان شروط الابتعاث عقبة يتلوها حاجز، فهل لكم ان تزيلوا اللبس عن موضوع الابتعاث ثم ألا ترون مثلا ان شرط اجادة اللغة الانجليزية اجادة تامة ومضي ثلاث سنوات في مجال العمل يحد من فرص استفادة الخريجين الجدد من هذه الفرصة؟
- ينفرد البنك السعودي البريطاني في تقديم هذه البعثات للمواطنين السعوديين ايمانا بدور البنك في خدمة المجتمع ووجود الحاجة لمتخصصين في العلوم المالية، وقرر مجلس الإدارة منح هذه البعثات السنوية لهذا الهدف, ولابد من وضع ضوابط من خلالها يتم اختيار من ينال مثل هذه البعثة فالبعثة لاحدى الجامعات البريطانية وبالتالي يجب ان تكون لغة المتقدم تمكنه من التحصيل العلمي باللغة الانجليزية, اما خبرة الثلاث سنوات وضعت من اجل استفادة المتقدم من فترة عمل معقولة تسبق البعثة مما يسهل عليه الاداء الامثل في دراسة الماجستير بعد فترة عمل مارس من خلالها ما حصل عليه من معرفة في درجة البكالوريوس.
فكرة الكرسي والتمويل
* كرسي الاستاذية في العلوم المالية تنفذه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتمويل من البنك السعودي البريطاني، فمن أين نشأت هذه الفكرة، وكم يبلغ حجم تمويلها سنويا، وما العائد من رواءها على البنك، وكم عدد المقاعد السنوية المتاحة للطلاب، وما هي انجازات هذا الكرسي من حيث عدد الطلاب الذين استفادوا من هذه الهبة؟
- فكرة كرسي الاستاذية في العلوم المالية هي فكرة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتبناها البنك السعودي البريطاني ومرة اخرى يحقق البنك الريادة كاول ممول لكرسي في جامعة الملك فهد، وايضا هذه احدى الخدمات التي يقدمها البنك للمجتمع السعودي وبنفس التوجه لسياسة البنك للمساهمة في خلق قاعدة قوية للإدارة المالية في المملكة نظرا لاهمية هذا التخصص في المجال المصرفي وغيره من المجالات الاخرى في كلا القطاعين العام والخاص مما يساهم في دفع عجلة النموالاقتصادي، وان اهداف هذا الكرسي هي:
1) المساهمة في تشجيع البحث العلمي.
2) تقييم المناهج الاكاديمية للجامعة والمساعدة في تصميم واعداد هذه المناهج كي تعكس التطورات الجارية في مجال العلوم المالية.
3) القاء المحاضرات لطلاب الجامعة في العلوم المالية.
4) تنظيم لقاءات وندوات دورية مع رجال الاعمال والمصرفيين الممارسين بالمملكة.
5) اصدار نشرة اخبارية بصفة منتظمة هدفها تحليل التوجهات الاقتصادية على مستوى العالم ومستوى الاسواق المالية السعودية.
6) اقامة وتنظيم دورات تدريبية ودورات قصيرة بهدف تزويد الإدارتين من المستويات الوسطى والعليا بالقطاع المالي باحدث معطيات التقنية في الإدارة المالية.
7) دراسة وتحليل اسواق رأس المال السعودية وتقديم تقارير ربع سنوية.
ومما جاء اعلاه ترون اهمية وجود مثل هذا الكرسي للوطن ككل,وسوف بإذن الله يساهم في رفع مستوى الوعي العام بالدراسات والندوات التي يقدمها ويخرّج عددا من الطلبة المختصين سنويا، اضافة الى الدورات التدريبية.
ويقوم البنك السعودي البريطاني بتمويل تكاليف هذا الكرسي بالكامل، وهذا الكرسي هو في بداية المشوار والجامعة الان بصدد اختيار المرشح الامثل لهذا الكرسي.