* لندن - وليام ما كلين - رويترز
منح اكبر كشف نفطي في العالم منذ اعوام خبراء النفط القلقين املاً في انه لا يزال بامكان الارض منح ابنائها المتعطشين مزيداً من حقول النفط العملاقة.
ويشير الكشف عن تكوين يضم 26 مليار برميل من النفط اعلنته إيران الى امر متوقع بدرجة كبيرة وهو ان اغلب النفط غير المكتشف موجود في منطقة الخليج التي تضم بالفعل اغلب الاحتياطات المعروفة.
ولكن الى متى سيظل المنقبون يتوصلون الى كشوفات كبيرة,, سؤال يقلق الحكومات وشركات النفط التي تعتبر العمر الافتراضي للنفط كمصدر للطاقة معضلة تستعصي على الحل,لا احد يجادل في ان المزيد من الكشوفات الجديدة ستظهر لتضاف الى 1053 مليار برميل من الاحتياطات المعروفة القابلة للاستخراج والكافية لنحو 40 عاماً من الاستهلاك بالمعدلات الراهنة.
وتتباين بشدة تقديرات الكشوفات المستقبلية وتتأثر بافتراضات متباينة عن اسعار النفط ومدى التقدم التقني.
ويبدي بعض الخبراء الجيولوجيين تفاؤلاً كبيراً قائلين ان عملاقي النفط إيران والعراق لم يشهدا ما يكفي من عمليات التنقيب بسبب سنوات الحرب والعقوبات التي عزلتهما عن الخبرات النفطية الغربية.
وقال توم البرانت مسؤول مشروعات الطاقة العالمية في مركز الدراسات الجيولوجية الامريكي معلقاً على كشف ازادجان الايراني النفطي الذي اعلن الشهر الماضي - الشرق الاوسط يضم نظم نفطية رائعة -.
واضاف لرويترز - اعتقد ان المزيد من هذه الكشوفات سيظهر في ايران والعراق والربع الخالي - في السعودية.
ولا يبدي البعض الآخر من الخبراء هذا القدر من التفاؤل رغم انهم يتوقعون الكشف عن عشرات المليارات الاضافية من براميل النفط في منطقة الخليج.
ويقول كولين كامبل الذي يوجه انتقادات لاذعة للمتفائلين بشأن احتياطات النفط - يبدو ان هناك الكثير من المبالغات فأكبر حقول النفط في الشرق الاوسط قد اكتشفت بالفعل,ولكنه يقر انه حتى لو كان خمس الاحتياطات المكتشفة في ازادجان فقط هو القابل للاستخراج فإن هذا يعادل المتوسط السنوي لجميع الكشوفات النفطية الجديدة في مختلف ارجاء العالم والبالغ ستة مليارات برميل,ويضيف كامبل ان العالم مازال اماهه فرصة لاكتشاف 163 مليار برميل من النفط التقليدي باستثناء الغازات المسيلة او النفط الموجودة في الطبقات الصخرية او الرملية وهو ما يعادل الاستهلاك العالمي في ست سنوات.
ويتابع ان 50 مليار برميل منها موجودة في الخليج اذ يتوقع ان تكشف المملكة العربية السعودية عن 20 مليار برميل والعراق عن 16 مليار وايران عن ثمانية مليارات والكويت عن ثلاثة مليارات والامارات عن اكثر من ثلاثة مليارات,وفي مناطق اخرى يتوقع ان تكشف جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والصين واوروبا الشرقية عن نحو 46 مليار برميل وامريكا اللاتينية وافريقيا عن 20 مليار برميل و12 مليار برميل على التوالي,ويقول كامبل ان الاحتياطات المؤكدة في دول الخليج اقل مما يعلن، ويشير الى ان احتياطات السعودية تبلغ 210 مليارات برميل مقارنة مع 261 مليار برميل في التقديرات واحتياطات العراق 90 مليار برميل مقابل 112 مليار برميل رسمياً واحتياطات ايران 62 برميل مقابل 89 مليارا والكويت 55 مليار برميل مقابل 96 مليار والامارات 60 مليار برميل مقابل 98 مليارا,وبعض العاملين في صناعة النفط مقتنعون بآراء كامبل التي تشير الى انخفاض معدل الكشوفات الجديدة على مدى الاعوام العشرة الماضية والتعديل المشبوه بالزيادة في تقديرات الاحتياطات من جانب بعض اعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) في الثمانينات.
ويقول كامبل: الاحتياطات النفطية شكل من اشكال النفوذ، لايمكن لاحد ان يتأكد من صحة المزاعم المتعلقة بها,وتفيد وجهة نظر بعض خبراء النفط في ايران على سبيل المثال لديها احتياطات قابلة للاستخراج تبلغ 45 مليار برميل فقط ولكن هذا رقم يمكن ان يتضاعف عن طريق المزيد من عمليات الكشف والتنقيب,ويرى اغلب الخبراء ان العراق اكبر بلد واعد بالمزيد من الكشوفات النفطية ويقول طارق شفيق من مؤسسة بترولوج اند اسوشيتس: العراق يمكنه ليس فقط ان يضاعف بل ان يزيد على ثلاثة امثال احتياطاته المؤكدة الراهنة عن طريق تطوير الحقول القائمة والتنقيب.
ويقول سعد الجاسم الاستاذ بجامعة ليدز البريطانية ان العراق وحده تقدر احتياطاته بنحو 217 مليار برميل من النفط الاضافي من الكشوفات الجديدة وتطوير الحقول القائمة,ويقول ان ايران لديها الحجم نفسه تقريباً لم يكتشف يعد اساساً في المنطقة الجنوبية الغربية المطلة على الخليج, ويشير كذلك الى منطقة الربع الخالي في السعودية التي لم تشهد ما يكفي من عمليات التنقيب ويتوقع ان تحتوي على - احتياطات ضخمة .