رأي الجزيرة المملكة,, عطاء الخير وأنموذجه |
احتفاؤنا في المملكة بالمناسبات الدولية,, يكتسي دوماً صفة الإضافة بحيث يكون احتفاءً عملياً عبر انجاز حقيقي,, لا مجرد مشاركة باردة تهتم بالعبارة الشكلية دونما التفات للمضمون.
وبلادنا وهي تشارك منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) احتفاءها باليوم العالمي للغذاء,, تنحو نحوها المعروف,, مقدمةً تجربة فريدة أحالت الصحراء الى أرض للعطاء تعطي اللقمة لملايين الأفواه في كافة بقاع العالم خيراً عميماً، وترفدهم عطاءً دفاقاً دون مَنٍّ أو أذى.
,,نعم,, لنا نموذجنا، ولنا خصوصيتنا، ولنا عطاؤنا الذي يميز احتفالاتنا بمثل هذه المناسبات الدولية,.
,, حرصت المملكة على أن تكون رائدة لركب العطاء تجاه برنامج الغذاء العالمي,.
فمنذ أكثر من خمس وثلاثين سنة والمملكة تعطي من مواردها للبرنامج، مجسدة المشاركة الانسانية التي تتجاوز مجرد المشاطرة الوجدانية الى عطاء مادي ثر.
391,5 مليون دولار أنفقتها المملكة تبرعاً لبرنامج الغذاء العالمي حتى عام 1997م,, ثم أربعة آلاف طن من تمور المملكة تبرعت بها بلادنا كمساهمة عينية في رفع الحاجة والعوز عن كاهل الجوعى في العالم,, فضلاً عن ثلاثمائة وخمسين ألف دولار أسهمت بها المملكة في ميزانية برنامج الغذاء العالمي لتغطية نفقات الشحن والتوزيع لتبرعها العيني,عبر العطاء الحقيقي جسدت المملكة كيفية الاحتفاء بمثل هذه المناسبة، وعبر لغة الأرقام جسدت المملكة كيفية الاسهام في تخفيف ضوائق البشر، فضربت المثل في الانتماء الحقيقي للأسرة الدولية إسهاماً وعطاءً.
بتلك السمة التي تميز النهج السعودي,, أخذت المملكة مكانها المرموق في المجتمع الدولي، فتسنمت - بجدارة - مكانها بين أكبر الدول المانحة في العالم، كما تسنمت - بجدارة أيضاً - مكانها بين الدول التي أحالت حلم التنمية الصعب الى واقع ملموس، حيث لم تكتف بترويض الطبيعة الصعبة وتحويلها الى عنصر منتج في حياة إنسانها، بل أحالت - بتوفيق الله - أرضها، مصدر خير وعطاء للآخرين,, تسد رمقهم,, وتقيل عثرتهم,, وتخفف معاناتهم وآلامهم.
هذه هي المملكة,, الأنموذج الحضاري الراقي,, والمثال الحي لإرادة الانسان في تنمية واقعه والارتقاء بحياته.
|
|
|