لماذا تهزمنا العواطف وتسيطر علينا وترغمنا على ان نطيعها فنخاف مثلا او نشك؟؟
لانها عدو غير مرئي, فنحن لا نراها بالعين المجردة, وقد انتهيت الى ان العواطف تصير والحالة هذه مثل السكني بسم الله الرحمن الرحيم يتحكم بنا دون ان نراه, اي ان قوتها تكمن في كونها محجوبة عن الرؤية البشرية, وقد قلنا ان صيد غير المرئي يتم بتجسيده.
ومن هذا المنطلق سوف نحارب احتلالها لنا اي نجعلها مرئية لكي نتغلب عليها، نجردها من نقطة قوتها نقص شعرها مثل شمشون الجبار.
ولكن كيف؟
الامر سهل, فانت الآن في عالم الخيال حيث كل شيء ممكن وسهل ورخيص, فقط ابعد عن التفكير المنطقي في هذه المرحلة لانني اريدك ان ترى الاشياء بقلبك لا بعقلك, حيث سأكمل تمرين الاسبوع الماضي:
ثامنا- تخيل نفسك تنظر الى ما تحت كفك اليمين الخوف او الشك الذي يسكن تحت جلدك في داخل منتصف صدرك, وأتوقع ان عينيك مغمضتان منذ بداية تمرين الاسترخاء, اما العين التي تنظر فهي عين خيالك لا عينا وجهك, وقد يساعدك على هذا ان تتخيل بأن لديك عينا ثالثة تفتح الى داخل جسدك فترى مافي الداخل لا الخارج, دع هذه العين تستقر في منتصف صدرك تحت كفك تنظر الى خوفك او شكك فتراه.
تاسعا- تأمله وأعطه شكلا لكي تجسده, اما كيف تفعل ذلك فعليك بما يلي:
- حدد شكله: تخيل ان ما تحت يدك مادة معينة, واسأل نفسك لو تحول خوفي او شكي الى مادة فكيف يكون؟
البعض يراه قيحاً او حجرا ثقيلا والبعض يراه بخاراً وغباراً أو ماء, لا تتردد اسأل نفسك واقبل اول اجابة تخطر على بالك, لا تفكر وتشطب ولا تراقب, ثق في رؤيتك فليس هناك صح او خطأ في هذا الامر, وتذكر ان كنت تعاني من الشك فستظل فترة طويلة غير مستقر على رأي او غير واثق مما تقول يمكن حجر، اراه بخاراً ولا ادري ان كنت انا اخلق الصورة؟؟ , انت تعتقد انك تخلق الصورة ولكنك مع المران سوف تكتشف من استعصاء او سلاسة الصور بانك لا تخلقها بل تشهدها وتصفها فقط.
- نحن لا نزال في صدد صيد غير المرئي عن طريق تجسيده بالخيال , ولأجل ذلك تفحص ما ترى وتخيل بانك تلمسه فان كان صخرة مثلا: هل هي ناعمة ام خشنة؟
وان كان سائلا فالمسه: هل هو كثيف؟ لزج؟ ماذا يشبه؟
تخيل انك تلمسه اطل مدة التأمل, تأمل مكبوتك الذي عاشرك سنين وتعرف على اوجاعك.
فهذا السائل او الصخرة التي تراها بعيني خيالك هي المسؤولة عن وساوسك وارقك والم القولون والصداع النصفي وغيره, وما عليك الا تكثيف احساسك بوجودها عندها ستجد ان صورة ما تحت يدك قد صارت اوضح في خيالك.
تاسعا- ها قد جسدته فاحكمت صيده, فلماذا لا تتخلص منه؟؟
اسأل نفسك: ماهي احسن طريقة للتخلص من هذا الذي احس ملمسه تحت يدي؟
انتظر الاجابة واعمل بها ولا تتردد ولا تعتقد بأنك تخلقها فهي الاعانة من اللاشعور الفزعة بعد ان طلبت اليه الحماية وانهاء آلامك.
قد تأتي الاجابة: اشفط الماء او الغاز, وما عليك الا ان تفعل ذلك, تخيل انك تشفطه اما عن طريق تنفسه الى الخارج اي تسحبه من صدرك مع الهواء او تتخيل شفاطا على صدرك يسحبه.
وقد تكون الاجابة: شق وسط الصدر واستخرج الحصاة, فتخيل ذلك, استخرجها كما تستخرج النواة من التمرة, وتخيل نفسك تلفها بمنديل مثلا وتتلفها, ولا تخف الشق فما تفعله من شق لن يؤذيك باذن الله لانه ليس على مستوى الجسد بل سيقويك باستبعاد التالف.
عاشرا - انتظر حتى ينتهي الشفط, ثم تخيل ان ماء او نوراً عجيبا يملأ صدرك يملأ المكان الذي اجريت له العملية واصل استنشاق الماء او الهواء من خلال صدرك حتى تحس ان مكان جرح العملية يندمل تراه في خيالك املأ جسدك ورأسك ايضا, وسينعشك ذلك.
- كثيرا ما يحس البعض بحزن في هذه المرحلة, فتخيل انك تذهب الى مكان تحبه واسمح لنفسك بعشر دقائق اخرى مستمتعا بالمكان, استخدم كل حواسك بالاستمتاع.
- اسحب لنفسك من واحد الى خمسة لكي تعود من الاسترخاء وانا في انتظار استفساراتكم للإجابة عنها في الاسبوع القادم.