Sunday 17th October, 1999 G No. 9880جريدة الجزيرة الأحد 8 ,رجب 1420 العدد 9880


بدون ضجيج
جار الله الحميد
تطبيع أنثوي,,!

دخلت اسرائيل هذه المرة من باب (الجَمال)!
ملكة جمال (اسرائيل) تسابقت مع عديدات في لبنان رغم نفي سلطات البلدين.
عرضت مفاتنها على لجنة التحكيم التي يتمتع اعضاؤها برؤية الجمال عن قرب ورغم اختلاف اذواقهم الا ان هنالك (مقاسات) محددة للخصر، والبطن، و الارجل، وكل مايخطر على بالك من جسد امرأة لم يبق معها سلاح سوى تحقيقها لهذه المقاسات, وفي النهاية فإنها تمنح جائزة مالية صغيرة وقد تعقد معها اتفاقات (صغيرة) للاعلان عن نوع من الملابس او الاحذية في عام سرعان ماينتهي فتصبح (ملكة جمال العالم السابقة) وهو لقب لايثير اهتمام احد ولايجلب سوى الحسرة لصاحبته التي لايمكنها العودة لمسابقة مماثلة لان لجان التحكيم تحب (التغيير والتجديد)!!
اسرائيل تنفي هذا النبأ الذي لايعول عليه ولكنها تفتخر في بياناتها العسكرية انها هدمت منزلا في الجنوب على رؤوس اصحابه, فهذا هو سر وجودها والطلسم الذي لم يستطع احد من العرب (فك) رموزه, والنعيم الذي يرغد به جنرالاتها ورؤساء وزاراتها الذين يتبادلون الادوار في عملية ديموقراطية زائفة, لانهم كلهم اثناء الانتخابات يظهرون بمظهر الحملان ويطالبون بالعيش السلمي ويؤكدون عدم قناعتهم ببناء المستوطنات وعزمهم على التفاوض مع (سورية) دون شروط! وانهم سيبرمون اتفاقات مع (السلطة) الفلسطينية التي اثبتت (جدارتها) في اعتقال واخفاء المواطنين ! وفي النهاية يشرب الذي فاز بالانتخابات (نخب) النصر مع الحاخامات وحين يدور رأسه قليلا ينكر كل الحقوق التي يطالب بها العرب ويعد اليهود بدولتهم الموعودة ويهدد (سورية) ويتوعد المقاومة في (الجنوب) ويجري اتفاقات سرية مع دول معينة, ثم يذهب الى (واشنطن) ليجري (تعميده) في مكتب السيدة (مادلين اولبرايت) الرجل القوي في حكومة (كلينتون) الذي لم يهتم برجولة الوزيرة لانه مشغول بالانوثة اكثر, ولشعوره بان السيدة (اولبرايت) هي ثلاثة ارباع الحكومة الامريكية! فبدونها لايتحرك احد من احجار الشطرنج.
ماعلينا!
قلنا ان اسهل الطرق للتطبيع الذي تموت اسرائيل فيه صار هذه المرة مدروسا بعناية اكثر, فأكثر مايحب (بعض الرجال) العرب (الانثى) الجميلة وهم لن يتساءلوا عن جنسيتها حينما يضعونها في (رؤوسهم!), وهكذا تحقق اسرائيل نقطة لصالحها, فهي دائما تحب العمل في الخفاء, والسرية هي الطابع العام للدويلة الصهيونية!, ليس فقط على مستوى (السافاك) الذي بدأ يقدم خدماته المجانية للدول والعناصر الراغبة بشكل يبدو معه وكأنه فرغ من دراسة ملفات العرب واتخذ بشأنها القرارات اللازمة بانتظار توقيع الجنرال المقامر الذي لا يحسب حسابا للتوازنات والقوى الدولية ولايؤمن بالنظام العالمي الجديد ولا العولمة, ولايخافون من القصف الامريكي / البريطاني ولا من قرار يصدره مجلس الامن بفرض عقوبات اقتصادية وهو القرار الذي لن يرى النور على وجه الاطلاق!
يبقى التطبيع مع العرب هدفا اسرائيليا يفوق في اهميته كل انشغالاتها الاخرى! بما في ذلك تعرضها لقصف (الكاتيوشا) اليومي, ولكن العرب لايمكن ان ينخرطوا في سياسة التطبيع كالقطيع ! حتى ولو قامت دولة عربية بتوقيع ما يسمى (معاهدة صلح) مع الكيان الصهيوني, لان العرب لايمكنهم ان ينسوا فظائع هذه الدويلة التي لم يبرد دمها حتى الآن, ولا يمكن ان يتعايشوا مع كيان سري متكتم وخفي ! ولن ينظروا الى اسرائيل الا بامتعاض، واحتقار.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved