Sunday 17th October, 1999 G No. 9880جريدة الجزيرة الأحد 8 ,رجب 1420 العدد 9880


إسرائيل والتعاون الهندي

بسبب الاهتمام بعلاقاتها مع العالم العربي وكذلك لحساسية طبيعة التعاون الهندي الاسرائيلي في المجالات العسكرية والاستخبراتية فقد ابقت زيارة مستشار الأمن القومي الهندي براجيش مسرا، شهر سبتمبر 1999 إلى اسرائيل سرا, ولم يعلم الشعب الهندي بالزيارة إلا عندما نشرتها صحيفة اسرائيلية, ولم يعط الطرفان تفاصيل عن الزيارة سوى أنها تأتي تبعا لزيارة وكيل وزارة الخارجية الهندي, وخلال الزيارة التقى مستشار الأمن القومي الهندي براجيش مسرا، برئيس وزراء اسرائيل, واتفق الطرفان على مزيد من الارتقاء بالتعاون بين البلدين وأن باراك سيزور الهند العام المقبل.
وصفت الهند الزيارة بأنها جزء من تبادل الزيارات الدبلوماسية المتكررة بين البلدين, ولم يكن هناك رد سلبي عام على الزيادة داخل الهند، بل رحبت بها وسائل الإعلام والمفكرون في سياق مزيد من التعاون بين البلدين وتساعد في اتمام صفقات دفاعية والتحضير لزيارة رئيس وزراء اسرائيل إلى الهند من أجل مزيد من التنسيق لوضع استراتيجية عامة ضد ما يسمى بتنامي القوى الأصولية في العالم الإسلامي.
وردا على اسئلة من بعض الصحفيين المسلمين حول زيادة التعاون الهندي الاسرائيلي أجاب وكيل وزارة الخارجية الهندي بأنه مستغرب من رد فعل العرب حول الموضوع , وأكد بأن الهند لها علاقات صداقة مع العرب وساندت القضايا العربية لخمسين عاما مضت ولا يحق لاي عربي أن يعترض على علاقات الهند باسرائيل, وقال: ان الهند لها علاقات شراء دفاعية مع اسرائيل إلا أنه أنكر أي تعاون نووي بين البلدين, وهذا عموما لا تؤيده الحقيقة بأن اسرائيل قد عينت عالماً نووياً في سفارتها في نيودلهي.
تنامت العلاقات بين البلدين أكثر منذ اعلان العلاقات الدبلوماسية رسيما عام 1992م عندما كان راو رئيس الوزراء, وهناك تبادل زيارات متكرر بين البلدين ليس فقط على المستوى الرسمي ولكن بين رجال الأعمال والصحفيين والمجموعات الثقافية, وزار رئيس وزراء اسرائيل الأسبق الهند عام 1993 حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال (الثقافة والسياحة والعلوم والتقنية والتشاور الخارجي والتعاون الاقتصادي).
وقدم دعم بمبلغ ثلاثة ملايين دولار نحو اقامة مشاريع تنمية وأبحاث لأغراض مدنية.
وتلاها الاتفاق على التعاون في مجالات الزراعة والعلوم والتقنية والابحاث والتدريب, وتم التوقيع على مزيد من الاتفاقيات خلال زيارة رئيس اسرائيل عام 1996 إلى الهند.
كما ارتفع التبادل التجاري بصورة حادة منذ عام 1992 حتى وصل إلى أكثر من 700 مليون دولار حيث تستورد الهند من اسرائيل الكيماويات وأجهزة الاتصالات والمعدات الطبية وخلافه وحالياً يوجد أكثر من خمسين مشروعاً زراعياً مشتركاً بين البلدين, كما حددت الاتفاقية العلمية والتقنية لعام 1993 مجالات التعاون مثل بيو تقني والمواد المتطورة والليزر والكهربائية وتقنية المعلومات وتبادل المعلومات في مجال العلوم والتقنية كما قدمت اسرائيل خمسة ملايين دولار لانشاء إدارة عبرية في جامعة جواهر لال نهرو.
أما في مجالي الدفاع والاستخبارات فإن التعاون الهندي الاسرائيلي عميق وله معنى كبير, والهند التي تنوع سوق سلاحها، حريصة للحصول على التقنية الاسرائيلية في الأسلحة ومنها شراء معدات الكترونية ونظم اتصالات السيطرة والقيادة, وشراء عربات توجه عن بعد وقوارب هجومية سريعة ورادارات بحرية وأجهزة إنذار جوية, وأجهزة الكترونية لتحديث طائرات الميج 21، وهناك تواجد اسرائيلي معروف في كيرالا لمساعدة البحرية الهندية وفي راجستان لاختبار أجهزة عسكرية متنوعة.
وترتبط منظمة الدفاع الهندية وتطوير الأبحاث والتي تصنع مختلف الصواريخ الهندية، ترتبط بعلاقات وطيدة مع اسرائيل ويقوم رئيسها أبدولكالام بزيارات متكررة إلى اسرائيل.
ولين سرا ارتباط الاستخبارات الهندية بالموساد ارتباطاً وثيقاً حيث تشتري الاستخبارات الهندية أجهزة الكترونية ومعدات من اسرائيل , ويدرب الموساد منذ مدة طويلة أفراد الاستخبارات الهندية, كما قامت الاستخبارات الاسرائيلية بتزويد الهند بالمعلومات الضرورية خلال النزاع الأخير مع باكستان في كشمير, وأوردت مجلة جين الدفاعية تقريراً تقول فيه كجزء من التعاون في مجال الاستخبارات العسكرية، قام الاسرائيليون عبر أقمارهم الصناعية بتزويد المعلومات حول باكستان للهند مقابل تواجد استخباراتي اسرائيلي على الأراضي الهندية.
وأيدت وزارة الخارجية الهندية ومحللو الدفاع الهندية، بقوة الشراكة الهندية الاسرائيلية واقامة علاقات دفاعة قوية, وقال أحد كبار المحللين العسكريين الهنود بأن التعان الهندي الاسرائيلي في المجال النووي والصواريخ موجود سراً منذ عقدين من الزمان, ويجادل المحللون العسكريون الهنود بوجوب مزيد من تقوية هذه العلاقة لما بعد مرحلة صواريخ كارغيل, وخلال عمليات كارغيل زادت اسرائيل من دعمها العسكري للهند، خاصة في مجال توجية الصواريخ بالليزر.
واستمر نقل معدات التقنية الاسرائيلية العالية إلى الهند بالرغم من الضغط الأمريكي على اسرائيل بعدم تزويد الهند بمعدات متطورة ذات منشأ أمريكي خاصة بعد الاختبارات النووية في مايو 1998 في الواقع الهند استخدمت علاقتها باسرائيل لتخفيف الحصار الأمريكي على الهند بعد بخاران -2، حيث عملت الهند مع اللوبي اليهودي في واشنطن نحو هذه النهاية.
وبخصوص انتشار ما يسمى بالارهاب الإسلامي الذي أصبح مجال اهتمام العلاقات الهندية الاسرائيلية فقد أكد برجيش، على هذه النقطة خلال زيارته إلى اسرائيل, وقبل ذلك بعدة اشهر قام مدير المعهد الهندي للدراسات الدفاعية والابحاث بزيارة إلى اسرائيل وألقى محاضرة في معهد بيغن - السادات، أوضح فيها كيفية قيام البلدين بجعلها قضية عامة بينهما,
ومنذ وقت طويل تقوم اسرائيل بتدريب أفراد الاستخبارات الهندية على مكافحة الارهاب في اسرائيل والهند.
وكما استعرضت زيارة مشرا، فإن بين البلدين أموراً عامة كثيرة تتطلعان إلى تعميقها في مختلف المجالات,
وعندما كان الحزب الهندي الحاكم في المعارضة كان يدافع عن ايجاد علاقات قوية مع اسرائيل ولما تولى السلطة سارع في هذا الطريق , وجادل حزب ستالوراتس بأن العلاقات بين الهند وغرب آسيا بجب أن تقوم على البراجماتية وبينما الدول العربية مهمة للهند (تستلم الهند 6 بليون دولار سنوياً على شكل تحويلات من الشرق الأوسط) فإن العلاقة بهم يجب ألا تكون على حساب اسرائيل.
برويز أسلم خان بركي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved