* برلين - د,ب,أ
مني الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار الالماني جيرهارد شرويدر بسادس هزيمة انتخابية له هذا العام بتقهقره في ولاية برلين امام الحزب المسيحي الديمقراطي اكبر احزاب المعارضة.
فقد حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على نسبة 4,22 في المائة طبقا للنتائج الرسمية الاولية بهبوط 2,1 في المائة عن النتائج التي حققها في اخر انتخابات في المدينة الموحدة عام 1995م فيما زاد الحزب المسيحي الديمقراطي حصيلته الى 8,40 في المائة من الاصوات بارتفاع 4,3 في المائة عام 1995م.
وتعد النتيجة بمثابة استفتاء جديد يظهر تمرد الناخبين على حكومة شرويدر التي لم تمض اكثر من عام على انتزاعها للسلطة من المسيحيين الديمقراطيين المحافظين ويرجع اكثر المحللون ذلك الى المعارضة التي يلقاها برنامج شرويدر التقشفي الرامي الى خفض الانفاق بمقدار 30 مليار مارك 16 مليار دولار وهي تخفيضات لابد ان تؤثر على الطبقات الاقل ثراء التي تعهدت حكومته اليسارية التوجه بتبني مصالحها.
ولاحظ المحللون وجود تفاوت كبير في نسب الاصوات في الاحياء الشرقية والغربية من برلين التي كانت مقسمة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اعادة توحيد المانيا في مطلع العقد الحالي ودعا ذلك احد كبار المحللين السياسيين الالمان الى التعليق على تلفزيون زد,دي إف بأن برلين اصبحت مقسمة بعد الانتخابات بل وزادت انقساما.
وتعد النتيجة الاسوأ لحزب شرويدر في برلين منذ الحرب العالمية الثانية.
ويذكر ان متوسط نصيب الاشتراكيين الديمقراطيين من اصوات الناخبين في برلين الغربية السابقة في الستينيات كان في حدود 60 في المائة.
واقر فرانز ميونتيفيرنج السكرتير العام المعين للحزب الاشتراكي الديمقراطي ان هذه نتيجة محبطة غير انه في محاولة لتخفيف وقع النتيجة اشار الى ان انخفاض نسبة تأييد الحزب في برلين بحوالي نقطة مئوية واحدة يثبت انه قد بدأ يسيطر على ازمته وينهض من كبوته.
واضاف ميونتيفيرنج قائلا: تفادينا اعمق هوة كان يمكن ان نهوي فيها وذلك في اشارة واضحة الى هزيمة الحزب النكراء في انتخابات ولاية ساكسونيا الشهر الماضي حيث فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بنسبة بائسة ويئن الاشتراكيون الديمقراطيون بزعامة شرويدر الان تحت وطأة هزائمهم خلال العام الحالي في انتخابات الولايات في كل من هسه وسارلاند وثرينجايا وساكسونيا والانتخابات المحلية في ولاية نورث راين فيستفاليا.
كما فقد الحزب الاشتراكي الديمقراطي اغلبيته المطلقة في براندينبرج.
اما انجيلا ميركير السكرتير العام للحزب المسيحي الديمقراطي فقالت:كانت هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على مصداقية الحكومة الحالية واضافت: هذه نتيجة مبهرة بالنسبة للحزب المسيحي الديمقراطي.
ومع ذلك فإن الانتصار الذي حققه الحزب المسيحي الديمقراطي في انتخابات برلين لم يصل الى حد الاغلبية المطلقة واشار ابرهارد ديبيجن عمدة المدينة عن الحزب المسيحي الديمقراطي الى انه يعتزم الابقاء على اتئلافه الموسع الذي يشارك فيه الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شرويدر كشريك اصغر.
وسيحصل المستشار شرويدر الان على راحة قصيرة من موجة الانتخابات للشروع في بذل جهود حثيثة لتعزيز موقفه كزعيم لحزبه قبيل انعقاد المؤتمر العام الحاسم للحزب في برلين الفترة بين 7 الى 9 كانون الاول ديسمبر القادم.
ويقول محللون ان انتخابات الولايات في ولاية شليسفيج هولشتاين في شباط/ فبراير القادم وفي ولاية نورث راين فيستفاليا اكثر الولايات الالمانية كثافة سكانية والمعقل التقليدي للحزب الاشتراكي الديمقراطي يمكن ان تطلق العنان لتمرد حزبي ضد شرويدر.
واظهرت النتائج الرسمية الاولية ان حزب الاشتراكية الديمقراطية الذي كان في الماضي الحزب الشيوعي في المانيا الشرقية قد جاء في المركز الثالث بنسبة قدرها 7,17 في المائة وهو ما يعد ارتفاعا كبيرا في نسبة تأييد الحزب الذي لم يحقق في الانتخابات الاخيرة اكثر من 6,14 في المائة.
وحصل حزب الخضر على 9,9 في المائة وهو ما يعد انتكاسة عن نتيجة عام 1995م التي حقق فيها 2,13 في المائة,واعترف اندرياس فيشر وزير الصحة الالماني عن حزب الخضر قائلا: لست سعيدا بتلك النتيجة.
|