لا يرحل الرجال الانقياء من ذاكرة الزمن,, حتى بعد الوفاة,, تماماً كرجل نقي محب لوطنه واهله كحمد السيف رجل الاعمال المعروف ورئيس الغرفة التجارية بحائل وعضو مجلس المنطقة,, فقد استقر في قلب حائل وفي ذاكرتها ولن تمحوه السنون ليس لأنه قاد تطورات الغرفة التجارية الصناعية بحائل وليس لأنه وهب روحه وخبرته وكل ماله لوطنه من خلال كل المناسبات بحائل وخلال عضويته لمجلس المنطقة، او لانه نائب رئيس اعضاء شرف نادي الجبلين احد اندية الوطن او لأنه سعي من اول ما ترأس الغرفة التجارية لحل مشكلة الكهرباء بالمدينة الصناعية بحائل والتي راح بسببها اكثر من تصريح صناعي لرجال الاعمال او لانه يطمح بأشياء كثيرة وجميلة لمنطقته وبالتالي وطنه لعل اقلها، وكان يرحمه الله ساعيا في انهاء المعوقات لاتمامها، وهي صالة معارض كبرى يستفاد منها للمعارض التجارية وخلال المناسبات الكبرى بالمنطقة وايضاً استثمار تجاري لأرصدة الغرفة التجارية وتنمية مواردها لكي تقوم بدعم مشاريع المنطقة الهامة من حسابها الخاص خصوصاً تلك الضرورية والتي باستطاعة الغرفة من خلال امكانياتها ان تفعله, وايضاً وبحكم انتسابي لعدد من المؤسسات الثقافية والادبية والرياضية بالمنطقة ومن خلال التصاقي بالعديد من المناسبات فقد لمست مدى ما يبعثه من روح وجود رجل كحمد السيف يرحمه الله في هؤلاء، مجرد وجوده، حتى ولو لم يفعل كان بمثل الروح والانطلاقة والتفاؤل لهؤلاء لمساعدتهم لإتمام ما يطموحون به لوطنهم,, أتعلمون لماذا كل هؤلاء يؤمنون بمشاركة هذا الرجل معهم لانهم ببساطة لمسوا بأعينهم كيف يقدم قلبه على طبق من ذهب لعروس الشمال حائل صباح مساء ولا يتأخر عن اي شيء يفيد وطنه في كل مدينة في المملكة, كان يؤمن بالدور الاعلامي في الحياة الاجتماعية وكان يردد هاكم يدي واعطوني ايديكم وسوف نحقق كل ما يصبو إليه وطننا, كان يرحمه الله لا يريد لنفسه دعاية او تمجيدا، كان يريد فقط انجازات لهذه المدينة العاشقة له حتى التسامح، كما كان يعشقها, في يوم كنت اجري معه حواراً حول بعض المواضيع وتحدثنا جانباً عن كل شيء فقال لي: احس انني لابد ان احول مصنع اليمامة الى شركة، اريد ان يستمر هذا المصنع حتى بعد وفاتي.
وقال: ثقة الامير مقرن امير منطقة حائل بي تجعلني احياناً لا افكر بأي شيء سوى ان اكون عند ثقة سموه واخدم مدينتي بكل اخلاص, وقال: ان سعادة وكيل الامارة محمد بن فهد بن سويلم يسكن في داخلي وان دعمه لي وتشجيعه كان وقودي الدائم لعمل الكثير من الاشياء التي تعود بالنفع على منطقتنا العزيزه.
وبعد رحل الرجل الكريم حمد السيف الذي حمل الوطن بقلبه قبل ان يحمله الوطن في ثناياه وبقيت ذكراه بيننا عطرة والقلوب حزينة,, حزينة حتى الممات ولكن هل سيتبنى صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز امير منطقة حائل كعادة سموه الدائمة بتكريم هذا الرجل التكريم اللائق به من خلال مهرجان تجاري خاص او من خلال جائزة حائل هذا العام او اطلاق اسمه على مركز التدريب الذي شرع يرحمه الله بتطويره بالشكل المأمول عبر استئجار موقع له قريب من الاحياء والمتدربين انها جزء من وفائنا لهذا الرجل الذي بقي وفياً لنا حتى آخر لحظة من حياته.
فرحم الله الفقيد ولا عزاء لأحد قبل الوطن.