Sunday 17th October, 1999 G No. 9880جريدة الجزيرة الأحد 8 ,رجب 1420 العدد 9880


زمان الكم قد ولّى
المناهج الدراسية والتغيير المطلوب

حملتها بفرح وثقة وعندما اثقلتها رمتها على الارض وقالت من يذاكر هذه الكتب كلها؟ هذا ما قالته طالبة الصف الثاني متوسط عن مناهجها الدراسية,, كنت ارقب هذا المشهد وعندها تذكرت خبرا قرأته من ان رئاسة تعليم البنات قد رست شاحناتها على ابواب المدارس في مطلع هذا العام لتوزع ما يزيد على (18) ثمانية عشر مليون كتاب بلغت تكلفة طباعتها اكثر من (91) واحد وتسعين مليون ريال,, ملايين من الكتب وملايين من الريالات!! وهم بهديتهم يفرحون! عددت كتب الطالبة فوجدتها (16) كتابا ومجموع صفحاتها ما يقارب (1800) صفحة وهذا هو تقريبا مقرر الفصل الدراسي الاول عدا ما يضاف من ملخصات وواجبات ومذكرات قد تبلغ نصف حجمها او تزيد!!
وشهادة للحق ان نظرة في تلك الكتب من حيث الطباعة والاخراج والتجليد الفاخر والورق الصقيل تسر الناظرين وذلك بفضل ما توصلت اليه تقنيات المطابع والحاسبات الآلية.
نحن لا نشك ابدا في ان واضعي المناهج ينشدون الفائدة لابنائنا وبناتنا وهم في كل عام يطورون المناهج - كما يقولون - لكن التطوير في القشور والاشكال دون اللب والاحجام.
وانني اعتقد اولا - كما هو غيري - ان زمن الكم قد ولّى وان من الاهداف النبيلة في التعليم ان نعلّم الطلاب المواد التي تساعدهم على التفكير السليم والتعلم الذاتي والتعلم المستمر وذلك بما يحرك قدراتهم الذهنية لحل المشكلات التي تقابلهم, ولكن حجم المقررات مع هذا الكم الكبير مازال يوحي لابنائنا بأهمية المذاكرة الجادة وحفظ ما يمكن حفظه ملاحقة للزمن واستعدادا للاختبار وبعد النجاح لا يصدق الطالب انه قد تخلص من هذا المقرر ليطوي صفحة ما تم حفظه آليا وليبدأ مشواره مع مقرر اخر لا يرغب في ان تكون بينه وبين المقرر السابق صلة, وبهذا فان الاهداف النبيلة التي ذكرناها باختصار لم تتحقق ولن تتحقق في ظل ما ذكر, واعتقد ثانيا ان الاسر الوطنية المختصة بوضع المناهج الدراسية لاصلة بينها اذ ان كل وحدة عليها وضع مقرر المادة او المواد الخاصة بها وبما تراه مناسبا دون الاطلاع على اعمال زملائهم الآخرين ثم تقدم المقررات الدراسية في النهاية دفعة واحدة بالحجم الذي رأيناه وعند امعان النظر في اغلب المناهج الدراسية نستنتج انها تخاطب العقل وتقدم المعرفة العلمية في قوالب جامدة دون أن تحرك القلوب بالرغبة لها او تختلج في النفس مشاعر الحب نحو العلم وطلبه, وقد تكون بصورة اسوأ عندما تقدم بواسطة بعض ادعياء التربية والتعليم!! وحين تشير كثير من الدراسات الى ان نسبة عالية وعالية جدا لا تذاكر الا لاجل الاختبار وان هدفها النجاح في الاختبار فقط دون وجود الرغبة الحقيقية في الاستزادة من العلم او طلب العلم لذاته, عند ذلك من حق الجميع ان يتساءل عن اغتيال رغبات المتعلمين في طلب العلم؟ ان المتآمرين في الاغتيال كثيرون وعميدهم في نظري هو المنهج الدراسي ومن ورائه تقف عوامل مساندة منها المبنى المدرسي والتجهيزات وازدحام الطلاب في الفصل الواحد وحاجة بعض المعلمين الى دورات تدريبية,, الخ هذه القائمة الطويلة والتي لا يفي هذا المقال بذكرها لاننا نحتاج عند مناقشتها ان تحبّر لها الفصول العريضة وتكتب فيها المقالات الطوال.
واخيرا لقد طاف خبراء التربية والتعليم ومنهم مسؤولو المناهج - وفقهم الله - بلاد الله شرقا وغربا ليكتسبوا الخبرات المفيدة ويقدموا ما يفيد لابناء وطنهم وحين عادوا حدثونا طويلا عن الاحوال الاجتماعية والاخلاقية لاهل تلك البلاد,, ولكن ماذا عساهم فعلوا فيما أوكل اليهم من مهمات محددة!! لكنه يجب علينا ان ننتظر ,,وبالله التوفيق.
محمد بن علي بن سلطان
ادارة تعليم الرياض - التوجيه والارشاد

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved