منذ فترة طويلة لم ينزل الى المكتبات ديوان شعر مطبوع يحمل الشعر الحقيقي (باستثناء ديوان سيف العشق للشاعر مساعد الرشيدي) حيث يستمتع به كل من يقرؤه,, بالصور الشعرية الرائعة ويتضح لنا من خلاله قدرة الشاعر على تطويع المفردة واختيار الفكرة بما يتناسب مع ذوق القارئ الذي يعرف تماما اين مواضع الجمال في القصيدة من كل النواحي,, ويمتلك قدرة عالية على التمييز بين جيد الشعر ورديئه,, وأنا لا أقصد انه لم تصدر دواوين شعرية,, بعد صدور ديوان سيف العشق,, بل لم يصدر ديوان يماثله من حيث الجودة بما يحمل من قصائد جميلة ورائعة, حيث نزل العديد من الدواوين ولكنها ليست بالمستوى الذي يطمح إليه القارئ.
وأعلم ايضا ان عددا من الشعراء - اصدروا - أو سوف يصدرون دواوين صوتية او مسموعة .
يأتي في مقدمتهم الشاعر نايف صقر والشاعر ناصر القحطاني والشاعر عبدالعزيز المتعب وقد تبعهم عدد من الشعراء.
ويبدو ان الشاعر نايف صقر قد اغرته فكرة الديوان الصوتي حسب ما قرأنا بأنه يفكر الآن بطرح شريط آخر وقد استغنى عن فكرة اصدار ديوان مطبوع في الوقت الراهن.
وكذلك الشاعر مهدي بن سعيد سوف يصدر شريطين دفعة واحدة.
بالطبع انا لست ضد هذه الفكرة تماما ولكن ما المانع من اصدار ديوان مطبوع,, وتسجيل القصائد على شريط او أشرطة وتوزع جميعها.
كما فعل الشاعر الكويتي طلال السعيد في ديوانه (عزف على الرموش) وهذا لا يلغي قناعتي بالديوان الصوتي لسهولة تداوله.
وسماعه في جميع الاوقات وكذلك انتشاره مما يعني انتشارا اكثر للشاعر.
ولكن يبقى الكتاب او الديوان هو الاساس مهما كانت سرعة دوران عجلات الزمن لأن المتابع الحقيقي لا يكتفي بسماع الكاسيت بل لايزال يطمح بالديوان المطبوع الذي يحفظ ويدون ويوثق التجارب لأن الشريط الصوتي عادة ما يحتوي على مجموعة قليلة من القصائد وكذلك بانتقائية شديدة ربما لا تعجب ذوق المستمع وتخضع لعلاقة الشاعر بقصائده وحكمه الشخصي عليها.
وبالتالي يبتعد المستمع عن هذه الدواوين التي لا تمنحه متعة القراءة والتمعن.
فهل من استجابة؟