ليس هناك من شك بأن فهم اليهود لما يمكن ان يحققه الاعلام من دور في تحقيق أهداف ومصالح الدول والجماعات الدينية والعرقية كان ومازال أحد أهم اسباب تفوق اسرائيل في معاركها السياسية والعسكرية فعن طريق الاعلام غسل اليهود عقول الاوروبيين والغربيين الذين اتخذوا مواقف سياسية وعسكرية واقتصادية تعارض الكثير منها حتى مع مصالحهم.
واليوم اخذ اليهود، والاسرائيليون منهم بالذات يتلمسون توجها، بل وتحولا في الرأي العام الاوروبي، بعد ان زهق الاوروبيون وملوا من مزاعم اليهود وقصص المحرقة واضطهاد النازيين لليهود، وان الاوربيين جميعا مشاركون فيما اصاب اليهود على يد هتلر.
اولى الاشارات التي رصدها الاسرائيليون تنامي الاحزاب الاوروبية التي تجاهر في كرهها لليهود وان ضمنت ذلك في كرهها لاي أجنبي يزاحم الاوروبي في بلده، ومع ان اليهود والاسرائيليين بالذات قد اهملوا تنامي الاحزاب القومية والوطنية الشوفينية في فرنسا وايطاليا الا ان الرعب اصابهم بظهور احزاب شبيهة في المانيا والنمسا، ورعب اليهود من تنامي الاحزاب الوطنية التي تكره الاجانب في المانيا والنمسا ليس فقط لأنها ستضايق اليهود، بل لأن تنامي قوة تلك الاحزاب ومشاركتها في ائتلافيات السلطات في اكثر من بلد اوروبي عاجلا او آجلا، سينهي الابتزاز الاسرائيلي لاوروبا عموما، الابتزاز السياسي والاقتصادي والعسكري الذي جعل من اسرائيل القوة العسكرية الاولى في الشرق الاوسط، وجند كل الغرب للدفاع عن تجاوزات اسرائيل حتى خرقها للاعراف والقوانين الدولية، ولذلك فان اسرائيل الدولة الوحيدة التي لم تنفذ اي قرار من قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي.
لهذا فان اسرائيل وساستها جميعا اعلنوا الحرب على النمسا لان نسبة كبيرة من شعب النمسا صوتوا للحزب الوطني القومي الذي اذا ما افلت من الوصاية الصهيونية فإنه سيكون بداية انفراط العقد الاوروبي الذي سيكون هو الآخر تمهيدا لتحرر الغربيين جميعا من الابتزاز والتسلط اليهودي، ولهذا جاءت ردة الفعل الاسرائيلية عنيفة جعلت وزير الدبلوماسية الاسرائيلي يخرج عن أصول الادب والدبلوماسية.