لم اعرف شيئاً عن كازاخستان وعند ما عرفت بسفري لها ضمن اللجنة السعودية الكازاخستانية بحثت عن موقعها على خارطة العالم لارى انها هناك في اقصى الشرق، واكبر بلد استقل عن روسيا، وعرفت فيما بعد ان مساحتها تعادل عدداً من دول اوربا الغربية.
كازاخستان هي التي وقفت سداً منيعا يدفع عن بلاد الإسلام الغزاة من الشرق على مدى التاريخ،وقد نكب اهلها بتتابع المستعمرين كان آخرهم الجاثوم السوفيتي الذي استمر (70)عاماً الذي قتل من اهلها اكثر من (3) ملايين، واغلق المساجد، واحرق المصاحف وبطش باهلها فهجر اكثرهم، ومنعهم من تعلم لغتهم، وخرج منها خالية من اي اثر من آثار التحضر، بعد ان امتص ثرواتها في باطن الارض وظاهرها، ومع ذلك بقي الكازاخ معلنين استقلالهم ومرتبطين اشد الارتباط بجذورهم التاريخية.
كازاخستان من اغنى بلاد العالم بالثروات، وعلى اكتاف علمائها قامت ترسانة الاتحاد السوفيتي النووية، ومنها كان ينتج (25) مليون طن من القمح، لكنها بعد الانسحاب منها وجدت نفسها بلاشيءوقد أخذ منها كل شيء، ووجدت انها بحاجة الى البناء من الصفر، وبدأت رحلة الاعمار من البدء.
كازاخستان شاهد حي على الوجه الاسود للكابوس الشيوعي، واخال ان بقية البلدان الاخرى مثلها، فلم يكن يخطر ببال ان يكون الوضع المعيشي للناس متدنياً بمثل ماهو موجود، وكان التوقع ان تكون تلك البلاد جنة من جنان الدنيا لارتباطها بالاتحاد السوفيتي، ولثرواتها ومنها البترول الذي تأتي فيه ثاني بلد في العالم في الاحتياط.
كازاخستان عادت لجذورها الاسلامية، وهي بحاجة الى دعم لتبني نفسها،ولتتغلب على آثار الاستعمار الذي امتص رحيقها واحرق زهورها، وهي تتعالى بكل كرامتها الوطنية لتنمو وتلحق بالعالم المتطور، ومن ذلك انها فرضت لغتها الوطنية لغة للتعليم الى جانب اللغة الروسية، مع ان بلداناً استقلت قبلها بمئات السنين لم تستطع ان تتقدم خطوة واحدة نحو توطين التعليم لان اي تعليم بغير لغة الوطن لن يثبت ويستمر، وكل ذلك يعود لإصرار الكازاخ على البقاء، وهذا سر انهم بقوا بالرغم من كثرة ما تعرضت له بلادهم من غزو أو استعمار خارجي.
في اكاديمية العلوم (42) معهداً ومدرسة علمية، وبها كثير من العلماء المتميزين في مختلف العلوم، ويوجد بها (26)الف شركة صغيرة في (المآطا)العاصمة القديمة التي يبلغ سكانها مليوناً، وبها من الثروات النفط والغاز والرصاص والزنك، ومن اهم مزروعاتها القمح الذي تنتج منه حالياً (11) مليون طن وبها الى جانب ذلك القوى العاملة.
اكثر نسبة من سكانها هم الكازاخ المسلمون ثم الروس المسيحيون، ويوجد الى جانبهم اقليات من الاديان الاخرى، والمسلمون هناك بحاجة الى دعمهم ببناء المساجد والمراكز الثقافية والدعوة الواعية، بالحكمة والموعظة الحسنة، ، والتنافس هناك على اشده بين دعاة الاديان في ظل جهل الناس بالدين الصحيح بعد الحرب الشرسة عليه من الشيوعيين سابقاً، واخير تعمل كازاخستان على احياء طريق الحرير التاريخي الذي كان يحمل تجارة الشرق الاقصى الى الاسواق الشرقية.
د,عائض الردادي