Tuesday 19th October, 1999 G No. 9882جريدة الجزيرة الثلاثاء 10 ,رجب 1420 العدد 9882


التربية قدوة
د.علي بن محمد التويجري

لما كان الأب في البيت يستطيع ان يحقق مع الأم جو المحبة والأمن الذي يحتاجه الطفل لينمو، والذي يسبب الحرمان منه كل امراض الطفولة والمراهقة والشباب التي نعرفها, فلنسأل أنفسنا كيف يعامل الاب أهل بيته وكيف يناقشهم؟ وكيف يجدد افكارهم ومعلوماتهم؟ وكيف يقضي وقت فراغه ومن يجالس وفيم يتحدث وكيف يغضب أو يثور؟ نعرف كيف ينشأ الطفل لأن سلوك الاب وفكره واهتماماته هي العامل الاول والاساس فيما يتربى عليه الطفل من قيم ومبادئ, وهذا السلوك هو ما يحاكيه الطفل أو يثور عليه ويكرهه ويريد بكل الصور ان يكونه او ان يتخلص منه, وما أكثر الدراسات النفسية التي تكشف لنا عن اثر هذا السلوك الابوي في نفسية الطفل واخلاقه، بل وفي قدراته العقلية والنفسية، واحتمالات نجاحه او فشله في الحياة، وما أكثر ما نعرف عن صور العنف والانحراف التي كان سببها ومصدرها الأول هو جو البيت وسلوك الاب المربي, فالنصف إذن سلوك الآباء في البيت ومع العائلة نعرف نوع التربية التي يتلقاها الطفل وقيمتها.
وهذه القدوة في المنزل تحتاج إلى قدوة اخرى في المدرسة, فالمدرسة مهما كانت ليست بناء أو منهجا او مادة تعليمية، ولكنها اساسا وقبل كل شيء معلم, كيف يفكر المعلم؟ ما هي طريقته في المعرفة، وطريقته في تعليم نفسه، ووسائله في نقل هذه المعرفة والعلم إلى الاطفال؟ وعلى ما يكون المعلم سيكون الطفل، لانه مع الطعام وضرورات النمو البدني، يتلقى ويتغذى بما يتعرف عليه من قدوة, فالاسلوب الامثل للتربية يبدأ أولا بالاسلوب الامثل لاعداد المعلم، ولتوفير كل ظروف ووسائل الراحة المادية والعقلية والنفسية اللازمة لاداء وظيفته.
ويبقى بعد القدوة في البيت، والقدوة في المدرسة، القدوة في المجتمع, فلنسأل انفسنا ماذا يقدم المجتمع لاطفالنا من قدوة، نعرف بالضبط ما هي تربية اطفالنا وكيف سينشؤون, والقدوة في المجتمع ناشئة ومتمثلة في كل مؤسساته حتى مؤسساته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الى جانب مؤسساته الاعلامية والتثقيفية بالطبع.
لست أريد بالطبع ان اعدد العيوب او النواقص في هذه القدوات الثلاث بالنسبة لاطفالنا وأجيالنا الناشئة، فنحن نعرف عنها الكثير، ويحتاج كل منها إلى حديث مستقل ولكن اردت فقط ان اوجه النظر إلى اننا عندما نسأل عن التربية، يجب ان نسأل عن (القدوة في البيت والمدرسة والمجتمع) وإذا اردنا ان نعرف الاسلوب الامثل للتربية وجب علينا ان نعرف خصائص هذه القدوات ومحاسنها او عيوبها.
نسأل الله ان يمنحنا نعمة التربية الصالحة لابنائنا وبناتنا والسعادة بها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
ملحق تحلية المياة
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved