يقول الفلاسفة دائماً بأن الفشل هو بداية طريق النجاح بمعنى انه من حتميات الشعور بالإنجاز ولكننا يجب الانسلم بذلك ونصمت بل اننا يجب ان نعلم بأن الفشل قد يكون مؤشراً لفشل اكبر فيما بعد فالوضع يعتمد في الاول والاخير على معادلة الواقع التي من خلالها نستطيع ان نستنتج ولو مبدئياً نتيجة ماقد يحدث لنا فيما بعد والحقيقة وبعيداً عن كل المجالات فإن المجال التجاري علىوجه التحديد هو من المجالات التي كثيراً ما قد يواجه الفرد فيها اخفاقاً في بعض الجوانب وليس غريباً ان يحدث ذلك بحكم تقلب الجانب التجاري وعدم استقراره وايضاً كثرة اتجاهاته ومعطياته كمتغير متحرك اكثر من غيره من المجالات ولو امعنا النظر قليلاً لوجدنا ان كثيراً من الافراد قد يلجؤون لهذا الجانب رغبة في رفع مستوى الدخل لديهم احياناً او لشغل اوقات فراغهم في احيان اخرى وبغض النظر عن مضمون الهدف بالتحديد فإن خطوات تحقيق هذا الهدف هي الاهم بمعنى ان وجود مبلغ معين من المال في يد صاحبه لايعني تأكيد النجاح في المجال التجاري وهذا ما قد يغفل عنه الجميع احياناً فهم يعتقدون فقط بأن المادة وحدها هي التي تحقق سبيل الانجاز التجاري فيكفي ان يكون لدى الشخص رأس مال معين يتناسب مع خوضه مشروعا معينا فتراه بمقدار ماله يقدر المشروع الذي يدخله منتظراً هاجس النجاح مع كل خطوة وفي النهاية فإنه قد يصعق اذا باءت خطوته بالفشل والاخفاق، وصحيح ان المبلغ المالي مهم ولكن قد يغفل الكثيرون عن اشياء لاتقل اهمية عن هذا المبلغ ومن هذه الاشياء على سبيل المثال وليس الحصر الاستعداد النفسي التجاري بمعنى ان يشعر الفرد بأن مايؤديه من عمل في الجانب التجاري هو متعة وليس عبئا فقط للحصول على الدخل ومن هنا فإنه يجب ان يحرص على الخوض في جانب عملي يحبه ويستطيع ان يستثمر فيه امواله براحة نفسية وليس ضغطاً انفعالياً معيناً, هذه نقطة,, نقطة اخرى ايضاً وهي انه لابد ان يتحلى بروح المغامرة بمعنى الايكثر الحلم في النجاح فقط بل لابد وان يفترض الفشل ايضاً ويكون لديه المبادرة التجارية والشجاعة التي يقتحم بها ببسالة هذا الجانب دون تردد او خوف يهز من عمله في كل لحظة وهناك فرق بين هذه النقطة ومابين الاندفاع بمعنى ان حب المغامرة لابد ان يسبقه ويصقله التخطيط الجيد للمشروع بكل جوانبه واتجاهاته فالمغامرة اذا انتزع منها الحذر كانت اندفاعاً وهوجائية قد تبعد صاحبها عن النجاح.
وهناك نقطة ثالثة ايضاً وهي ان يبتعد عن الثقة المحفوفة بالسذاجة في الآخرين بمعنى الايثق في كل من يتعامل معه فهو يحتاج لأن يكون بنفسية واعية وعقلية مدركة للواقع وليس للعواطف والمجاملات.
نقطة رابعة وهي انه لابد وان يكون بشخصية طموحة صبورة فاغلب المشاريع التجارية لايرتد حصادها العكسي بسرعة فهي تحتاج لمن لايمل ولاييأس والا فان كل شيء ينتهي قبل البداية!!
واخيراً فإن من اهم النقاط النفسية للعمل التجاري وترجيح نجاحه هوان يكون الشخص ذا شخصية مرنة بمعنى ان يتجاوب مع الظروف الضاغطة له في غير شر ولاحرج ان يتنازل عما يمكن ان يتنازل عنه الا فيما يتعلق طبعاً بالدين والاخلاق اي انه بالاصح لايصلب رأيه لكل ما يواجهه ولايكون احمق يريد دائماً ان يفرض فكرته فلابد ان يكون متجاوباً متفاعلاً يتنازل قدر المستطاع اذا فكر ان في ذلك مردوداً جيداً لنجاحه التجاري.
قد تكون هذه بعض النقاط التي تخص نفسية التاجر الذي يطمح ان ينجز في عمله التجاري الا انها تظل خمس نقاط ذكرت من باب التمثيل لا الحصر علماً بان لكل عمل جانبا نفسيا يتعلق بمدى مهارة الانسان في اداء عمله فهل ياترى نستطيع ان ننجح كلنا وبنفس المقياس!!؟
نجلاء أحمد السويل