Tuesday 19th October, 1999 G No. 9882جريدة الجزيرة الثلاثاء 10 ,رجب 1420 العدد 9882


للقارىء فقط
القصة الحديثة ليست قصة!!

ما هذه العطاءات؟ وكيف تكون واعدة اقرأ ما يلي لتفهم ما اقول:
من المعروف ان القصة تعني قص اثر الابطال القصة هي حكاية عن بطل او ابطال فيها الفضائل وفيها بغض الرذائل.
الحياة مليئة بالقصص .
القصة هي تتبع اثر البطل
القصة فيها تحورات وتعرجات وعقد .
مثال على القصة:
فرعون يستعبد بني اسرائيل، ويخبره المنجمون ان طفلا منهم يقضي على ملكه.
تنحرف القصة حين يعلم فرعون بهذا النبأ وتتطور القصة فيأمر فرعون بقتل كل طفل من بني اسرائيل تمضي السنين ويقولون يافرعون: اذا استمررت على قتل الاطفال لا يبقى الخدم لنا.
تتحور القصة على اثر ذلك، فيقتل في سنة الاطفال ويعفو عن قتلهم في سنة.
يولد موسى في السنة التي يقتل الاطفال فيها يوحي الله الى امه ان تضعه في ماء نهر النيل وهكذا تستمر القصة الى النهائية.
وسؤال كيف تكون واعدة بالخير لتفهم هذا اقرأ ما يلي:
القصة الحديثة ليست قصة وانما هي اسم على غير مسمى، فلو سمينا شجرة الليمون شجرة نخيل ، فهل تكون نخلة القصة الحديثة ما هي الا معاناة فقط القصة الحديثة ليس فيها تحول وتطور وعقد.
اذاً القصة الحديثة لا تستحق ان تسمى قصة لكي تفهم اقرأ ما يلي:
المعاناة يمكن ادخالها ضمن قصة اما ان اجعل المعاناة قصة فهذا لايصح.
مثال على القصة القصيرة:
رجل يجلس في قطار ويعاني من الغربة لانه سيسافر الى بلد بعيد، يتذكر اولاده واقرباءه ثم يسافر .
هل بالله عليكم نسمي هذه قصة ، اين بالله عليكم التطورات اين بالله عليكم التحولات اين بالله عليكم الفضيلة اين بالله عليكم الرذيلة التي يبغضنا الكاتب بها.
هل بالله عليكم تستحق هذه المعاناة ان تسمى قصة ، اين قص اثر البطل، كيف نسميها قصة ونحن لم نتبع اثر البطل وبقية هذه المعاناة تسموها اي شيء الا ان تكون قصة.
هل مثل هذه المعاناة تنشىء جيلا واعدا فيه محب للفضيلة، قال الشاعر:
وإنما الأمم الاخلاق ما بقيت
فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا
ما هذه القصة الحديثة؟ من أين جاءت؟
جاءت من الغرب وتبعناها ونحن السفهاء حقا.
انا استطيع ان اكتب مثل هذه المعاناة واسميها قصة قصيرة مثلا مريض في مستشفى يعاني من مرض خطير، يشاهد عصفورا على النافذة يتمنى ان يحلق معه الى الخارج ثم اضيف اليها زخم من الالفاظ البراقة واسميها قصة قصيرة.
مثال آخر امرأة عانس، الليلة موعد زواجها تتذكر عذابها,, .
مثال ثالث معلم امام طلبة في اختبار ، يحكي معاناته معهم وطيلة عام .
هذه المعاناة هل هي قصة، لا والله ليست بقصة، ان ضميري يؤنبني ان اسميها قصة.
هذه المعاناة يمكن ادخالها بنسبة 10% من قصة حقيقية ذات تعرجات وعقد وعلى ذلك فان هذه العطاءات التي تسمونها واعدة سيجرى لها ما يلي بمشيئة الله والله اعلم:
1) بعد مئات السنين، يستفاد منها فقط من حيث المعاناة اذ ستنقرض تماما.
2) القصة القصيرة مآلها للزوال بعد ان يتغير المفهوم القصصي ويعلم الناس انها مجرد معاناة وآلام لاغير.
لذا ارجو ان تنشروا قصصا حقيقية ذات تعرجات ، طويلة تصل الى صفحات وعسى ان تكون من القصص ذات الروح الاسلامي,هذا رأيي ولكم رأيكم.
محمد صالح الشمري
** ننشر هذه الكتابة لصديقنا محمد الشمري إيمانا منا بحرية الرأي الآخر وان اختلاف الآراء يثري الموضوع بشكل كبير,, ورغم اننا نختلف مع صديقنا في تعريفه للقصة الحديثة,, الا اننا نحترم رأيه ونقدر له هذه الحماسة الشديدة للقصة التقليدية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
ملحق تحلية المياة
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved