لاوقت للصمت الو,, يا خط يا محظور! فوزية الجار الله |
يعتبر جهاز اظهار رقم الهاتف حالياً من أفضل الانجازات المتطورة التي استطاعت وزارة البرق انجازها مؤخرا حيث امكننا الاستفادة من هذه الخدمة في اكثر من مجال بما في ذلك الحد من المعاكسات الهاتفية وما اليها مما يلجأ اليه البعض الا ان لهذا الجهاز بعض السلبيات التي اصبحنا نعاني منها,, حيث اصبحت هذه الخدمة سبباً للخلافات والصراعات - احياناً - بين مجهولين يقبعون خلف اسلاك الهاتف,, فالبعض يبدو متفرغاً ولا عمل له سوى رصد هذه الأرقام المجهولة التي تصل اليه ولو اخطأ صاحبها لمرة واحدة ليمسك بخناقه,, اذ يحدث ان تتصل بأحد الأرقام وتكتشف بانك اخطأت وربما تغلق السماعة فوراً قبل سماع الصوت من الطرف الآخر لتفاجأ بأن ثمة خطوات تتبعك وتشدك بعنف من عنقك! لتكون امامها متهماً وخاضعاً للاستجواب والمحاكمة,, وفي مقدمة اولئك المترصدين,, أولئك الزوجات المهزوزات الخائفات,, اللاتي يرتجفن رعباً ويعانين خوفاً مستمراً من فقد الزوج او خطفه من احداهن.
واليكم هذه الحكاية القصيرة التي نسجها الواقع وليس خيالي:
كانت متوترة قلقة,, شرعت تضغط ازرار رقم هاتف تحمله في الذاكرة على أمل ان تحدث صديقتها,, لكنها فوجئت بصوت طفل,,! سألت عن الصديقة,, فأجابها بأنها مخطئة,, لم تأخذ كلام الطفل على محمل الجد، ولذا فقد اعادت الاتصال مرة اخرى ليجيبها الصوت الطفولي ذاته ثم صوت امرأة افادتها بأنها مخطئة اعتذرت وانسحبت,, وبسبب توترها وتعبها لا تدري كيف اعادت الاتصال مرة ثالثة لتغلق السماعة سريعاً حالما اكتشفت ما فعلته وقبل ان تسمع اي صوت,, الفرار,, الفرار,, يبدو انها مخطئة,, لكن الحكاية لم تنته,, لقد بدأت بصوت رنين هاتفها هي هذه المرة وصوت المرأة الغريبة التي سمعت صوتها قبلاً لتسألها:
- لقد اتصلت اكثر من مرة,, اليس كذلك؟.
- اعلم ذلك وآسفة,,! ثم احتد صوت المرأة اكثر لتقول:
- اكثر من مرة,, غير معقول!.
نعم اكثر من مرة,, لكني قلت لك آسفة!.
وبعد طول شد وجذب,, وكأنما كانت تشدها طوال الوقت الى الدخول في معركة كلامية خلف الأسلاك,, تماسكت هي وسألتها بهدوء:
- هل لديك رجال او شباب تخشين عليهم؟!.
قالت بتوتر:
- نعم لدي زوج (,,,).
ثم ذكرت عبارة سيئة عن زوجها فهمت منها الشيء الكثير وأهم ما في ذلك انه جاهز للخطف,,!
أشفقت عليها وهدأت من روعها,, وانتهت المكالمة بسلام بالقاء السلاح وتقبيل الرؤوس!!.
والآن أتأمل هذه الحكاية التي تتكرر كثيراً وبصورة مختلفة ولا ادري هل ألوم اولئك الزوجات المتوترات الخائفات من فقد ازواجهن,, اللاتي يرين في محاصرة الزوج ومراقبة الهاتف جيداً وفي الترصد لكل حركة من ازواجهن اسلوباً جيداً مناسباً في الحفاظ عليه؟!! ام الوم اولئك الأزواج الجاهزين للخطف؟!!.
|
|
|