د, خالد البترجي الوجبات السريعة تسبب وهن العظام |
مرض وهن العظام هو داء يصيب الانسان كلما تقدم به العمر حيث يؤدي هذا المرض الى هشاشة العظام ولينها مما يسهل تعرض المريض للكسر اذا تعرض لأدنى المسببات وقد انتشر هذا المرض مؤخراً بشكل وباء خاصة بين من تقدم بهم السنعن هذا المرض واسبابه وعلاجه يحدثنا الاستاذ الدكتور خالد البترجي استشاري جراحة العظام وذلك من خلال الاسطر التالية:
الأسباب
* ما هي اسباب المرض؟
- مما يزيد الامر سوءا التغيرات الكبيرة في نمط الحياة ونوع الغذاء مع قلة المجهود العضلي و الرياضي وكل هذه الاسباب تزيد من احتماالات الإصابة بداء (وهن العظام) وبالتالي تزيد من احتمالات الاصابة بحدوث الكسور في العظام في سن الشيخوخة وما يتبع ذلك من معاناة المريض وأسرته فقدانه القدرةعلى اعتماده على نفسه بالاضافة الى استنزاف الموارد المالية للاسرة وتكمن خطورة هذا المرض في انه لا يعطي انذارا وقلما تنتج عنه اعراض المرض لحين تعرضه للكسور التي غالبا ما تحدث لعظام الرسغ او فقرات العمود الفقري او في الفخذ والورك وتعتبر اكثرها خطورة مما قد يؤدي الى اعاقة ومشاكل صحية للمريض ناتجة عن مضاعفات هذه الكسور نتيجة الضغط على الحبل الشوكي والاعصاب وكذلك نتيجة ملازمة الفراش لمدة طويلة.
التعريف بالمرض
* هل لكم ان تعرفونا على وهن العظام ودورة حياة العظام؟
- يتكون نسيج العظام من مادة عضوية بروتينية تسمى الكولاجين )Collagan( والتي تحفظ للعظام هيئتها ومرونتها بالاضافة الى مكونات غير عضوية مثل عناصر الكالسيوم والفسفور والتي تكسب العظام القوة والصلابة, ويصاب الانسان بمرض وهن العظام عندما يفقد النسيج العظمي جزءا من هاتين المادتين مما يفقد العظام صلابتها وتصبح ضعيفة وهشة، وقابلة للكسر ومعظم المصابين لا يعرفون ان الداء متأصل بهم الا بعد تعرضهم لكسور في العظام واذا ما نظرنا الى مقطع العظام الطبيعية سوف نجد الى حد كبير مشابه لقطعة من الاسفنج المليء بالمسامات اما في حالات اصابة العظام بالوهن فان هذه المسامات تقل عدداً وتكبر حجما فتصبح العظام اشبه بقطعة الجبنة السويسرية ذات الثقوب الكبيرة وتمر العظام بحركة تجديد مستمرة حيث تولد خلايا جديدة لتحل محل الخلايا القديمة ثم يتبع ذلك عملية تكثيف ملء خلايا العظام بعنصر الكالسيوم لإعطاء العظام الكثافة والصلابة التي تصل ذروتها في اوائل العقد الرابع من العمر ثم تبدأ في الانخفاض تدريجيا كلما تقدم بنا العمر حيث ترجح كفة الذبول والهرم على كفة البناء مما يفقد العظام كثافتها وتزيد من مساميتها وتصبح العظام اكثر عرضة للكسور وعلى الرغم من ان كل انسان معرض للإصابة بوهن العظام اذا أطال الله عمره الا ان النساء اكثر عرضة للإصابة بالكسور في سن مبكر عنها في الرجال نظرا لكون عظام النساء اخف كثافة كما ان فقدانهن لنسيج العظام يكون اسرع عند سن اليأس بسبب توقف المبيضين عن انتاج الهرمونات الانثوية وابرزها هرمون الاستروجين الذي يقي المرأة من خطر وهن العظام وعندما تصل المرأة الى سن السبعين تكون قد فقدت ما يقرب من ثلثي كثافة عظامها مما يجعلها اكثر عرضة للكسر.
وعلى الرغم من الدور الذي تلعبه الوراثة في تحديد درجة كثافة العظام عند أوائل الثلاثينيات من العمر الا ان للغذاء وخاصة في فترة النمو دوراً مهما لبلوغ كثافة العظام الدرجة القصوى بعد سن المراهقة، ويقوم عنصر الكلسيوم المتوفر في اللبن ومنتجات الالبان بدورمهم في بناء العظام القوية والتقليل من خطر الاصابة بهذا المرض وقد تبين ان الاشخاص الذين يعتمدون في طعامهم على الوجبات السريعة ويتناولون كميات قليلة من الحديد ومنتجات الالبان العربية من التغيير المفاجىء في سلوك ونمط الحياة لدى الناس اضافة الى التغيير الملحوظ في نوعية الغذاء والتي اصبحت الى حد كبير مشابهة لما هي عليه في الدول الغربية من انتشار للاكلات السريعة والمشروبات الغازية والمعلبات والحلويات والشيكولاته فانه من المتوقع ان تزداد الاصابة بداء الوهن لهذه المجتمعات بصورة مفاجئة وكبيرة.
* ما هو دور الفيتامينات في تقوية العظام؟
- لا يوجد هناك شك في اهمية عنصر الكلسيوم في بناء عظام قوية والحصول على كثافة او كتلة عظمية عالية تكون رصيدا للمستقبل ويمتص الجسم من الغذاء عبر الجهاز الهضمي بمساعدة الجلد بعد تعرضه لأشعة الشمس والاشعة البنفسجية ويحتاج من الانسان البالغ الى 1000 مليجرام من الكلسيوم اما المرأة فوق الخمسين فانها تحتاج الى 1500 مليجرام بينما المرأة الحامل او المرضعة تحتاج الى 2000 مليجرام من الكلسيوم وقد وجد ان الاشخاص المسنين اكثر عرضة لنقص فيتامين (د) في الجسم نظرا لقلة تعرضهم لاشعة الشمس وقلة تناولهم اللبن ومشتقات الالبان بالاضافة الى ضعف امتصاصه بواسطة الامعاء في كبار السن واهمية المجهود البدني الى جانب المواد الغذاية ضروري لتكوين وبناء العظام ومثالا على ذلك فالاشخاص الذين يلازمون الفراش ورواد الفضاء في حقل فقدان الجاذبية الارضية يفقدون بسرعة كميات كبيرة من كثافة عظامهم بغض النظر عن كمية الكالسيوم اذا فالتمارين الرياضية مهمة في بناء العظام والحفاظ على قوتها ولا شك ان الاطفال والشبان الذين يشربون المياه الغازية ويتغذون على الوجبات السريعة و الذين يقضون وقتا طويلاً امام شاشات التليفزيون لن يتاح لاجسامهم الفرصة في بناء عظام قوية وبذلك يكونون عرضة للإصابة بالوهن في سن مبكر.
أسباب اخرى
** ماذا عن هرمونات الانوثة والوراثة والتدخين؟
- يكمن دور هرمون (مثير الدورة النزوية، او الاستروجين في الحفاظ على كثافة العظام وقوتها وتصاب النساء بحساسية العظام ووهن العظام بعد سن اليأس (انقطاع الطمث) نتيجة نقص لافراز الهرمون ويعتبر نقص هرمون الاستروجين من اهم الاسباب في اصابة السيدات امرأة بين كل عشر سيدات مصابة بداء وهن العظام والاوربيون والاسيويون هم اكثر عرضة للاصابة بداء الوهن مقارنة بالسود واصحاب البشرة السمراء ويرجع ذلك الى وجود كثافة عالية للعظام لدى السود مقارنة بالاوربيين والاسيويين لاسباب تتعلق بلون البشرة وامكانية امتصاص فيتامين (د) بنسبة كبيرة ولقد اظهرت الدراسات ان كثافة عظام المدخنين اقل مما يجعلهم اكثر عرضة للإصابة بمرض وهن العظام كذلك الاكثار من المشروبات الكحولية والمخدرات يؤدي الى ضعف العظام اضافة الى الكثير من الامراض الاخرى.
العلاج
** هل هناك ادوية وعلاج لهذه الحالات؟
- ان استعمال بعض الادوية لفترات طويلة قد يصحبه نقص شديد في كثافة العظام مما يحدث الكسور ومن هذه العقاقير ادوية الكورتيزون ومشتقاتة وهرمومات الغدة الدرقية الثيروكسين والشراب المستخدم لعلاج حموضة المعدة اضافة الى الادوية المدرة للبول لذا يجب اخذ الحيطة في استخدام هذه الأدوية لفترات طويلة ومتصلة وتؤثر بعض الامراض كذلك على كثافة العظام وخاصة اذا لم تعالج لفترة طويلة ومن هذه الامراض زيادة افرازات الغدة الدرقية.
|
|
|