يبدو ان حدة المنافسة بين التكتلات الاقتصادية تسير بشكل كبير نحو المواجهة في اسواق البورصات العالمية,, فما ان فرغت دول الاتحاد الاوروبي من اصدار عملتها اليورو والتي كانت محل شك من الكثيرين في قدرة دول الاتحاد في اصدارها خاصة اذا علمنا ان الاتفاق على شكل العملة قد استغرق وقتا طويلا نظرا لحساسيات تاريخية بين دول الاتحاد,, حتى خرج علينا معهد فريزر الكندي في تقرير موسع وزعه من مقره في فانكوفر يقترح فيه انشاء اتحاد نقدي يضم الولايات المتحدة، والمكسيك، وكندا بعملة موحدة تحت اسم اميرو تتويجا للتبادل التجاري الحر بين تلك البلدان والحدود المفتوحة منذ عام 1993م موضحا التقرير بأن هذا الاتحاد سيخفف من التهديد الذي يواجهه الدولار الامريكي من جراء تزايد استخدام اليورو كعملة منافسة.
وبما ان هذا المعهد الذي يعتبر اشهر المؤسسات الكندية المستقلة المتخصصة في الابحاث الاقتصادية والمالية قد اوصى بضرورة انشاء مثل هذا الاتحاد النقدي بين دول صناعية كبرى فان الحال بالنسبة الى الدول العربية التي مازالت تعقد اتفاقات ثنائية لزيادة التبادل التجاري سيصبح متأخرا اكثر مما هو عليه الان فحكاية الدينار العربي الموحد اصبحت من حكايات الف ليلة وليلة نظرا لعجز المؤسسات الاقتصادية العربية سواء المستقلة منها او المنبثقة من جامعة الدول العربية عن حتى صياغة شكل من اشكال التقارب الاقتصادي على مدى اكثر من 50 عاما هو عمر الجامعة المديد.
فهل المطلوب من الجامعة بمؤسساتها الهزيلة ان تستمر في رعاية هذا العجز ام اننا بحاجة ماسة الان لطرح موضوع الجامعة كضرورة وجود من عدمها على بساط البحث والنظر في انشاء مشروع اتحاد نقدي يضم في عضويته الدول العربية القادرة على التأثير على الاسواق العالمية فقط ليتولى تنشيط التبادل التجاري بين الدول الاعضاء ويزيل عن كاهل الشركات الناجحة في الدول الاعضاء في عمليات التصدير كلفة تبديل العملات ومخاطرها كما انه سيقلل من اعتماد الدول العربية الاعضاء على انتاج المواد الخام وتسريع خطوات تطوير صناعات التكنولوجيا والصناعات الاخرى ذات الربحية العالية بما يتيح لها زيادة قدراتها الانتاجية ودعم ازدهار ونمو شعوبها برفع مستوى المعيشة فيها علاوة على تعزيز الروابط التاريخية المشتركة بين الدول الاعضاء.