ذ* جدة - نايف البشري وحسن البهكلي
رعى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ محافظة جدة صباح امس الثلاثاء ندوة مكافحة الغش التجاري والتقليد في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تستمر لمدة يومين وتنظمها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي واتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي والغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة.
هذا وفور وصول سموه الى مقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة قام بجولة في ارجاء المعرض الذي يحتوي على عدد من المواد الاستهلاكية المقلدة وعرض لبعض ما تنتجه الوكالات العالمية في مجال الصناعات والآلات وطريقة التقليد.
بعد ذلك بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم ثم القى رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية بالمملكة رئيس الغرفة التجارية بجدة الشيخ اسماعيل ابو داود كلمة شكر فيها صاحب السمو الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز على رعايته للحفل,, كما شكر الامانة العامة لمجلس التعاون واتحاد غرف المجلس على تنظيم هذه الندوة الهامة واضاف قائلاً: مما لا شك فيه ان تنظيم هذه الندوة انما يأتي ايماناً بخطورة انتشار ظاهرة الغش التجاري والتقليد في الأسواق الخليجية، الأمر الذي يتطلب سرعة التصدي لها ومحاربتها بكافة الطرق باعتبار ان ذلك عملاً اجرامياً يتنافى مع مبادىء ديننا الحنيف وشريعتنا الاسلامية، ويؤثر على اقتصاديات الدول الخليجية,وكما تعلمون ان الغش والتقليد اسلوب مرفوض، فالسلع والبضائع التي لا تتوفر فيها مواصفات السلع الأصلية تشكل خطراً كبيراً على سلامة وصحة الانسان فضلاً عن الاضرار المادية التي تلحق بالاقتصاد الوطني.
وأشار الى ان تقليد العلامات التجارية ذات الشهرة المحلية والعالمية محل شكوى العديد من المواطنين مستهلكين ومنتجين وتجارا ومستوردين, وكذلك محل تضرر العديد من الشركات العالمية التي بذلت اموالاً طائلة لانجاح منتجاتها، الأمر الذي اصبح يستلزم اكثر من اي وقت مضى تضافر الجهود من قبل الجميع وسرعة اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالقضاء على هذه الظاهرة بهدف حماية المواطنين والحفاظ على سمعة الأسواق الخليجية لدى الاوساط التجارية العالمية وايجاد ثقة كاملة في هذه الاسواق بحيث تتمكن الشركات صاحبة العلامة من تسويق منتجاتها بما يحفظ المستوى اللائق بسمعة علاماتها.
بعد ذلك القى مدير عام التجارة والزراعة بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الاستاذ عبد اللطيف المقيرن وكلمة شكر فيها سمو محافظ محافظة جدة على رعايته الكريمة للحفل وقال: لقد حظي التقليد والغش التجاري في دول المجلس باهتمام وزراء التجارة في المجلس وتم مناقشته وايجاد الحلول المناسبة لذلك.
واشار المقيرن الى انه ينتج من خلال الغش التجاري اضرار اجتماعية واقتصادية كبيرة وتم تشكيل لجنة من اتحاد الغرف التجارية والامانة العامة وهيئة المواصفات والمقاييس ومركز التحكيم التجاري بالمجلس لدراسة هذه الظاهرة وانعكاساتها على دول المجلس ومنها هذه الندوة التي تعقد على مدار يومين واشار الى ان دول المجلس تتطلع الى تكاتف الجهود بشكل جدي للقضاء على هذه الظاهرة.
بعد ذلك القى الاستاذ محمد الملا امين عام اتحاد غرف المجلس كلمة اوضح فيها ان ظاهرة الغش التجاري امتدت لتشمل كافة قطاع المستهلكين بمختلف فئاتهم وذلك لكونها تطال جميع احتياجات الناس سواء من حيث المأكل او المشرب او الملبس او العلاج او السلع المعمرة والكمالية, ولهذا فان هناك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع لدرء هذا الخطر والوقوف امامه بقوة وصلابة بغرض التصدي له ومكافحته والعمل قدر الامكان على الحد منه وتقليل آثاره.
وقال اننا في الامانة العامة للاتحاد نعتقد جازمين بأن هناك ضرورة لتكاتف الجهود الاهلية من خلال تأسيس جمعيات لحماية المستهلك في كل دول المجلس تساند الجهود الرسمية التي تقوم بها الحكومات سواء من خلال وزارات التجارة او هيئات الجمارك او المواصفات والمقاييس وغيرها, وذلك للوقوف في وجه الكثير من اصحاب النفوس الضعيفة الذين لا هم لهم سوى تحقيق الأرباح السريعة والمنافع الشخصية ضاربين بعرض الحائط كافة الأنظمة والقوانين والتشريعات المرعية في مثل هذه الحالات.
واشار الملا ان دول المجلس سباقة في اصدار الأنظمة والقوانين الهادفة لمكافحة الغش والتقليد التجاري وقد تضمنت هذه الأنظمة الكثير من العقوبات الرادعة التي تساهم في علاج هذه الظاهرة الا ان عدم تحري الدقة لدى بعض الجهات ذات الصلة بهذه القضية وغياب الوعي لدى الكثير من المواطنين والمقيمين, وتهاون بعض اصحاب العلامات التجارية في تسجيل علاماتها التجارية كانت من ضمن اسباب تفشي هذه الظاهرة وهذا مما يحتم علينا ومن خلال هذه الندوة ان نناقش بقلب مفتوح وفكر واعٍ وصراحة كبيرة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لهذه الظاهرة ومسبباتها ومحاولة الخروج بنتائج يمكن ان تسهم في ايجاد انسب الحلول للقضاء عليها.
ثم القى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز كلمة قال فيها: آمل ان تنتهي هذه الندوة الى توصيات ونتائج ايجابية طيبة وان تخرج بتصور واضح للدور المأمول الاضطلاع به من قبل جميع الجهات المعنية لمحاربة هذه الظاهرة وبذل المزيد من الجهود لحماية كل من المستهلك ورجال الأعمال من العابثين بسمعة بلادنا,وقبل ان اختتم كلمتي اتوجه بالشكر لجميع القائمين على تنظيم هذه الندوة على حسن الاعداد والترتيب كما اتقدم بالشكر والعرفان الى جميع المشاركين في هذه الندوة من جهات رسمية وهيئات ورجال أعمال.