* هونولولو - رويترز
عثرت هاواي التي تعتمد منذ زمن طويل على السياحة وصادرات السكر على كنوز جديدة مدفونة في أراضيها.
فيبدو ان نباتي نوني واوا التي يشيد بها سكان هاواي منذ مئات السنين لخصائصها المعالجة والمهدئة ستنضم قريبا الى زيت شجرة الشاي ومستخلصات الصبار على ارفف عرض الأعشاب الطبية.
وزاد الطلب العلمي بشكل مفاجىء على نباتات نوني واوا التي كان يشبه تأثيرها بتأثير دواء الفاليوم المهدىء لتصبح ضمن قائمة اكثر عشرة اعشاب طبية مبيعا في الولايات المتحدة.
وتستخدم عصارة النباتين لعلاج كل شيء تقريبا من ارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل الى لدغ النحل كما يرتبط بالسيطرة على الأورام السرطانية.
وتنمو هذه النباتات بشكل طبيعي في أراضي هاواي الخصبة منذ أجيال.
لكن لم يكن احد يعبأ بها والآن يتهافت السكان على اللحاق بمنتجين منافسين في جزر فيجي وفانواتو لامداد سوق يبلغ حجمها ملايين الدولارات.
ويقول ستيف فريلي وهو مزارع يقوم بزراعة النباتين ثمرة النوني الطازجة تباع بخمسين سنتا للأوقية وجذر الأوا المجفف يباع بخمسين دولار للأوقية .
وتعتزم شركة سي, بروير وشركاه أقدم شركات هاواي زراعة 240 فدان من الأوا بحلول عام 2002, وقال جون كروس المسؤول عن قطاع الأوا بالشركة ان شركته ستزرع خمسة أفدنة كل شهر هذا العام وعشرة أفدنة في الشهر في العام المقبل و20 فدانا في الشهر في عام 2001.
ويقول ديفيد ماركوس صاحب شراكة هاوايان هيربال بلسينجز التي تصنع منتجات طبيعية من نباتي النانو اضطر لابعاد العملاء ولا أريد ان أبدأ أي دعاية لأنني ليس لدي ما يكفي من المنتجات .
ورغم صغر حصة هاواي في سوق الأوا العالمية يعتقد المزارعون ان اصناف النبات المتميزة التي يزرعونها ستلقى اقبالا كبيرا.
ويحصد المزارعون فعليا نباتات زرعها سكان هاواي القدماء باتقان شديد حتى ان بعضها ما زال يطرح حتى الآن, فكانوا يختارون المواقع الملائمة من حيث كميات الأمطار والظل ورغم ان هذه النباتات اهملت فيما بعد إلا انها حمت نفسها بشكل طبيعي.
وفي العهود القديمة كان سكان هاواي يزرعون اشجار النوني في ساحاتهم الخلفية ويشربون عصارتها كل يوم للعلاج من كل شيء من الانفلونزا الى الشيخوخة, واليوم يوصف الأطباء الشعبيون العصير لعلاج ضغط الدم والسكر والدرن والتهاب المفاصل بالاضافة الى اعراض ما قبل الطمث ولدغ النحل والأعياء الناجم عن السفر.
ونقلت أبحاث السرطان في جامعة هاواي نبات النوني الى مستوى آخر ففي دراسة أعدت في مارس عام 1992 عن آثاره على الأروام السرطانية على الفئران اتضح ان النبات بدا أنه يحد من نمو الورم بشكل غير مباشر عن طريق تنشيط الجهاز المناعي .
وأعدت دراسة حديثة تركز على أثر الأوا على اضطرابات النفسية لدى البالغين انه النبات, ويعتقد ان للنبات خصائص لعلاج بعض الحالات النفسية, ويقول أحد الأطباء الشعبيين الأوا تساعد على فتح قنوات للتواصل مع الأخرين ومع العناصر ومع الاسلاف .
وفي عام 2000 ستحصد زراعات ضخمة في هاواي من النباتين ويتساءل المزارعون أنفسهم ما اذا كان الطلب العالمي عليها قد يدفع الزراعة في الجزيرة الى مكانة متقدمة عن السياحة مصدر الدخل الرئيسي في البلاد.