Wednesday 20th October, 1999 G No. 9883جريدة الجزيرة الاربعاء 11 ,رجب 1420 العدد 9883


النهر الذي كان يقدسه الهندوس يجلب الموت ويقتل المئات

* نيودلهي - هندول سنجوبتا - رويترز
تفوح رائحة كريهة تقلص المعدة من منطقة مكدسة بالاكواخ المهدمة على مقربة تطفو جثة كلب نافق على سطح مياه عفنة ويتبرز الناس الى جوار المصارف.
كل شيء واي شيء من جثث وقمامة وغوط تجد طريقها الى نهر يامونا الذي يخترق احياء العاصمة الهندية نيودلهي.
يقول رامدين الذي يعيش على جمع كل ما يجده وسط اكوام القمامة ويبيت وسط اكوام من البشر من ساكني العشوائيات الفقيرة: ان النهر اليوم اصبح يجلب لنا الموت.
وكان نهر يامونا الذي سمي على اسم اخت آلهة الموت الهندوسية ياما نهرا مقدسا في يوم ما اما اليوم فمياهه تحمل الملاريا والكوليرا واليرقان التي تتسبب في وفاة مئات يعيشون على ضفتيه.
قالت جانجارام التي توفي ابنها بالكوليرا العام الماضي راح ابني ضحية للنهر اتساءل الآن متى ساتسمم انا ايضا من مياهه.
يتحسر نشطون مدافعون عن البيئة على الحالة التي تدنى اليها نهر يامونا الذي يصل طوله الى 1367 كيلو مترا ويعد اطول افرع نهر الجانج الذي ينبع من منطقة جليدية في جبال الهيمالايا على ارتفاع 6387 مترا.
تقول سونيتا ناريان من مركز العلوم والبيئة في حسرة نهر يامونا يحتضر انها جريمة لقد قتلنا كيانا حيا.
في العصور الوسطى وعلى ضفاف نهر يامونا المقدس بنى حكام الهند المسلمون القصور الفخمة وعلى ضفافه ايضا شيد الامبراطور شاه جيهان مزار تاج محل احد عجائب الدنيا تخليدا لذكرى مليكته ممتاز محل.
انها مقارنة مفجعة مع حال يامونا اليوم الذي سممت مياهه النفايات الصناعية التي تلقي بها المصانع المقامة على ضفتيه ومخصبات ومبيدات حشرية تصله من المناطق الزراعية القريبة وكل ما يلقي به نحو 60 مليون نسمة هم للمفارقة لا يجدون غيره مصدرا لمياه الشرب.
لم يجد الحظر الذي فرضته الحكومة على استخدام المخصبات الكيماوية منذ خمس سنوات فالضغوط التي تشكلها مسؤولية اطعام هذا الكم الهائل من سكان الهند والميل الى المحاصيل الزراعية ذات العائد الوفير اعطت للفلاح الهندي حرية كبيرة في استخدام المبيدات الحشرية.
يقول المهندس ماهيندرا باندي من المجلس المركزي لمكافحة التلوث نحن نشرب مياهاً ملوثة بالدي, دي, تي والكيماويات السامة.
وتعتبر المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة من المواد المعروفة كمواد مسببة للسرطان وتتسبب في العديد من الامراض ومياه الشرب بالمعايير الهندية يجب ان تخلو منها.
يقول راجات بانيرجي وهو نشط مدافع عن البيئة على الرغم من انك لا تموت في التو بعد ان تشرب ماء ملوثا لكن الضرر على المدى البعيد مؤكد.
يحتضر نهر يامونا في دلهي فهناك 19 مصرفا تلقي فيه يوميا بما يزيد على ملياري لتر من مياه الصرف غير المعالجة.
وتقول وزارة البيئة الهندية في تقرير ان نسبة التلوث في نهر يامونا تصل الى نحو 50 مليجراما في اللتر وتزيد بذلك على المستويات المقبولة 17 مثلا.
في دلهي ثمانية مصانع لمعالجة مياه الصرف لكن سعتها تكفي لمعالجة نصف هذا الكم فقط وتقول وزارة البيئة ان شبكة مياه الصرف المتداعية تحول ايضا دون وصول هذا الكم الى مصانع المعالجة.
ان شبكة مياه الصرف في دلهي طولها 25 كيلو مترا وهي تتداعى منذ عشر سنوات او اكثر مما سمح لجزء كبير من المياه التي كان يجب ان تنقلها الشبكة للمصانع لمعالجتها بان تصب مباشرة في مجرى النهر.
في الشهر الماضي اعطت المحكمة العليا المصانع في دلهي مهلة تنتهي اول نوفمبر تشرين الثاني لايجاد حل مناسب لهذه المشكلة والا تتعرض للاغلاق.
على طول مجرى النهر يشارك الجميع بلدة وراء الاخرى في تلويث ماء النهر ثم يهبون لمحاولة تنقيتها بالكيماويات.
لم تحدث فارقا يذكر خطة عمل تحمل اسم نهر يامونا اصدرتها الحكومة في ابريل نيسان عام 1992م فهي خطة تركز على بناء مزيد من مصانع معالجة مياه الصرف.
قال سوريش برابهو وزير البيئة والغابات لرويترز قبل ان يعين في الحكومة الهندية الجديدة وزيرا للكيماويات والمخصبات فشلت خطة عمل يامونا ومصانع معالجة مياه الصرف لم تفد كثيرا ويقول خبراء ان التكنولوجيا المستخدمة في هذه المصانع لا تناسب ظروف الهند.
وترتفع مستويات البكتيريا في انهار الهند نتيجة لطقوس الاستحمام الجماعي في النهر.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
الاســـواق
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved