Wednesday 20th October, 1999 G No. 9883جريدة الجزيرة الاربعاء 11 ,رجب 1420 العدد 9883


في ظل تغير الأسلحة والتكتيكات العسكرية
نتيجة الحروب ستظل واحدة,, الموت والدمار واحد

* بروكسل - دوجلاس هاميلتون - رويترز
الحرب هي بلا جدال التجربة الاكثر مأساوية من كل الخبرات التي تجمعت للانسان والحدث الاكثر تأثيرا في حياة الشعوب على مدار السنين.
وتنطوي الحرب حتى اذا قصرت مدتها على القتل بلا رحمة واذا طالت مدتها تكون سمتها الوحشية والعدوان والقتل الجماعي للمدنيين,لا توجد لها قواعد اما الحياة والنصر او الهزيمة.
تغيرت الاسلحة والتكتيكات المستخدمة في الحروب عن كل ما كان معروفا خلال الاف عام الماضية ولكن لم يتمكن اي رادع من منع الصراع الانساني.
حروب القرن الواحد والعشرين سترسمها اجهزة الكمبيوتر والانسان الآلي والتكنولوجيات المنمنمة والمجسات والاتصالات اللحظية التي خلقها عصر المعلومات.
سيبدو الامر مختلفا بالنسبة للمقاتلين لكن بالنسبة لباقي البشر فالنتيجة ستظل واحدة,, الموت والدمار,.
ويقدر عدد الحروب في العالم منذ هيروشيما ونجازاكي بما لا يقل عن 172 حربا من افغانستان الى زيمبابوي وهناك 24 صراعا دائرا الان في اربع قارات.
وقال الرئيس الامريكي بيل كلينتون في وقت سابق من هذا الشهر: الامر المثير للسخرية ونحن ندخل الالفية هو ان لدينا خيارات حديثة للتكنولوجيا والتقدم الاقتصادي اكثر من ذي قبل لكن مصدر الخطر الرئيسي لدينا هو اكثر العيوب الانسانية بدائية,, الخوف من الاخر.
ولقرون امتلكت الجيوش اسلحة جديدة لتحسين المدى والقوة والدقة والحركة ومعدل اطلاق النيران.
وتغيرت باطراد الاساليب التي تستخدمها الجيوش في القتال من الحصان والقوس والبارود والبواخر والبنادق الى الدبابات والطائرات والغواصات لكن لم تتغير المخاطر او الاسباب.
ويعتقد البعض ان حرب الخليج عام 1991م كانت بداية عهد جديد من التكنولوجيا المتقدمة غير المتوازن لكن معركة ام درمان التي وقعت عام 1898 خلفت عشرة الاف قتيل سوداني بنيران البنادق البريطانية مقابل 48 قتيلا بريطانيا فقط.
وبعد ذلك في عام 1915م كان الاتراك يحصدون القوات المتحالفة في جاليبولي.
وفي عالم اليوم تنتشر الاسلحة بسرعة اكبر فوضع رقيقة كمبيوتر في صاروخ على سفينة صيد او على شاحنة ينتج سلاحا مرعبا من اسلحة الدمار الشامل يمكن ان يطلقه عدو قد يكون صغيرا لكنه عنيد.
والدعوات التي وجهتها الولايات المتحدة في الاونة الاخيرة لاقامة نظام دفاعي مضاد للصواريخ في احياء لفكرة حرب النجوم لم يكن الاتحاد السوفيتي القوي السبب فيها بل كوريا الشمالية او العراق او المنشق السعودي المولد اسامة بن لادن.
لكن الدروع الفضائية لا يمكن ان تحل محل الجنود.
وفي عالم القرن القادم المترابط ستظل اهمية التنظيم العسكري والتكتيكات معادلة لاهمية التكنولوجيا والاسلحة الجديدة مثلما كان الحال في الماضي.
وقد وحد نابليون انماط المدفعية ووضع الطعام في اوعية زجاجية للجيوش التي غزت جميع انحاء اوروبا وشن النازي الالماني ما عرف بالحرب الخاطفة باستخدام قاذفات القنابل من طراز شتوكا والدبابات ونقلت هذه النجاحات وحسنت ووجهت ضد مصمميها.
ومن غير المحتمل ان تتغير الاسباب المحورية للحروب.
تاريخيا اندلعت الحروب بسبب التنافس على الهيمنة الاقليمية او العالمية من اجل الحفاظ على التفوق الاقتصادي وربما تكون الحرب من اجل الاخلاق والقيم الديمقراطية مجرد ظاهرة مؤقتة سائدة هذه الايام.
يقول المؤرخ العسكري والمحلل الامريكي الكولونيل دوجلاس ماكجريجور لم نقاتل هتلر لمجرد انه كان نازيا ولم نعارض ستالين لمجرد انه كان شيوعيا.
ومحا انهيار الشيوعية فكرة الحروب الشاملة من اجل الحياة من الضمير العام في الغرب واحتمالات التأييد الشعبي لحرب فيتنام ثانية هي صفر.
لكن حالات مثل البوسنة وكوسوفو وتيمور الشرقية تثير توقعات باستخدام القوة على ايدي تحالفات مستعدة لاستخدامها شريطة ان يكون هذا في عمليات سريعة ولا يسقط فيها قتلى كثيرون ويجري تطوير جيل جديد من الاسلحة عالية التكنولوجيا غير القاتلة.
وأكد الكساندر فيرشبو السفير الامريكي لدى حلف شمال الاطلسي في كلمة القاها هذا الصيف ان قيمنا المشتركة الحرية والديمقراطية وحكم القانون واحترام حقوق الانسان تستحق هي نفسها الدفاع عنها مثل اراضينا.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
الاســـواق
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved