Wednesday 20th October, 1999 G No. 9883جريدة الجزيرة الاربعاء 11 ,رجب 1420 العدد 9883


هل الدنيا ستطير؟
نمارس الشراء,, فقط في الوقت الضائع

عزيزتي الجزيرة,.
تحية طيبة,.
قرأت ما كتبته الأخت: سراب عبدالرحمن في هذه الصفحة الموقرة بعنوان (الزحام على المكتبات,, لماذا؟) وذلك في العدد رقم 9869 الصادر بتاريخ 26/7 وفي الحقيقة ان الزحام على المكتبات جزء لا يتجزأ من زحام يومي استطيع ان اقول اننا اعتدنا عليه بحيث اصبح من الاشياء المألوفة مشاهدتها للإنسان في كل فترة من الزمن، وفي كل مرة اشاهد تلك الازدحامات المتعمدة من الناس تقفز في ذهني الكثير من التساؤلات لعل اهمها لماذا نتسبب في الزحام ؟ حتى اصبحنا ننتظر قدوم المناسبات المختلفة لنسارع الخطى الى الاسواق والمحلات التجارية نشتري منها كل ما نشاهده من معروضات بمبالغ بحتة ودون ترو واقتصاد حتى اثبتنا على انفسنا من حيث لا نعلم اننا مجتمع استهلاكي يشغل وقت فراغه بالشراء، بحيث لا يكاد الزمن يقرع اجراسه ايذانا باقتراب بدء العام الدراسي حتى ينطلق الناس افواجا وجماعات نساء ورجالا الى المكتبات ومحلات القرطاسية لشراء اللوازم المدرسية من دفاتر وحقائب وكلما يستطيعون حمله قبل ايام قليلة فقط من بدء الدراسة ودون ان ينتظروا سماع اراء المعلمين والمعلمات في تلك الحاجيات والذين ربما يكون لهم رأي مغاير فهم اعلم بما يحتاجه الطالب للتواصل في الدراسة، وهذا الشراء بطبيعة الحال لا يكون الا مع اقتراب الدراسة بيومين او ثلاثة مما ينتج معه هذا الزحام الفظيع,, رغم اننا نستطيع استغلال ايام العطلة الصيفية الطويلة بالتسوق على مهلنا، ثم يأتي بعد ذلك شهر رمضان المبارك حيث يتزاحم الناس في السوبرماركات ومحلات المواد الغذائية يشترون منها القوائم الطويلة من الطعام والشراب والاوعية والاواني المنزلية بإسراف مبالغ فيه الى درجة ان بعض هذه الاغذية تظل الى ما بعد شهر رمضان دون استخدام ونظل نحن كذلك طوال الايام الاولى من رمضان نتزاحم ذهابا وجيئة حاملين معنا قوائم بالطلبات التي تتذكرها بين كل لحظة واخرى ام العيال وليس لنا في هذا الوقت من عمل الا الشراء الكثيف وكأننا لا نأكل الا في رمضان، وما ان يبدأ الشهر الكريم بالتوديع حتى نبدأ نحن نشد الحزام مرة اخرى لننطلق مسرعين الى الاسواق وكأن الدنيا ستطير من بين ايدينا وهذه المرة سيكون التسوق لشراء ملابس العيد للابناء وللأسرة وكذلك حلوى وعطورات العيد والمفروشات الجديدة وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره، لنرتاح بعدها فترة من الزمن والحنين ما يزال يعاودنا لمزاولة هذا النشاط المثيرالذي لا يلبث ان يتحقق من خلال قدوم عيد الاضحى المبارك ليعود السيناريو السابق يتكرر وما هي الا شهر او شهران حتى تعود (حليمة لعادتها القديمة) حيث نبدأ الاستعداد للإجازة الصيفية وهكذا,, على هذا المنوال الذي اصبح برنامجا معتمدا لنا في كل عام بحيث نبدأه بالزحام استعدادا للدراسة وننهيه بالاستعداد للإجازة، فلماذا يا ترى لا نكون دائما السباقين في المقدمة ونستفيد من الايام التي تسبق هذا الزحام لشراء ما يلزم ابناءنا بفترة من الوقت تكون كافية لنا للشراء بترو وسكينة قبل ان يشتد علينا معترك الحياة ونصبح اعضاء ناشطين في نادي الاستهلاكيين الذين تستهويهم ممارسة الشراء في الوقت الضائع وفي خضم الزحام.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
الاســـواق
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved