قلنا إن العملية التعليمية ترتكز فيما ترتكز على عدة محاور الا ان أهم اضلاعها الثلاثة هي المعلم، والمناهج ، والمكان، والمكان هنا المدرسة أو المعهد أو الجامعة، وبقدر ما يكون المكان مهيأ للمهمة التي اقيم من أجلها حقق الغرض المكمل للعملية التعليمية، الا ان التوسع وخاصة في النطاق العمراني للمدن يجعل المؤسسات التعليمية تتغاضى عن الشروط المفروض توفرها في المكان، من خلال فهم يرتكز على أن توفير التعليم لطالبيه افضل من حجبه بحجة عدم تطابق الشروط الواجبة في المكان والتي تطبقها المؤسسات التعليمية في مبانيها، وهكذا ظهرت مبان مدرسية حكومية، وأخرى مستأجرة,, ولأن المباني المدرسية الحكومية انشئت واقيمت من أجل خدمة أهداف معروفة ومحددة سلفاً، فان تلك المباني جاءت مكملة للعملية التعليمية، إذ يشعر المعلم والمعلمة قبل الطالب بأن المكان ، وهنا نقصد المبنى المدرسي الحكومي، يساعده على إعطاء كل ما لديه من طاقة ومن جهد لتوصيل ما يريد إيصاله من علم ومعلومات للطلبة, في حين يشعر الطالب أو الطالبة بالراحة الجسدية والنفسية أكثر من نظيره في المدرسة المستأجرة لسعة المكان ولأنه - أي المكان - أصلاً معد للتوافق مع العملية التعليمية، ولذلك ترى الطلبة والطالبات الذين يتلقون الدراسة في المباني الحكومية أكثر تقبلاً واستيعابا للعلم، وقد يكونون اكثر توافقا نفسيا لماذا,,؟!!
ليس مزاحمة لأساتذة علم النفس، ولكن نعلم بأن المكان الضيق والتزاحم، ووضع ثلاثين طالبا او طالبة في غرفة لاتتجاوز مساحتها 3 4 أمتار يجعل ذلك الطالب او الطالبة يحسب الدقائق ليخرج من المكان الذي حُشر فيه او حُشرت فيه تلك الطالبة المسكينة، والتي ما ان تخرج خارج ما يسمونه الفصل الى الساحة أو باحة المدرسة إلا وترجع عائدة الى صالة البيت المستأجر واكثر ما يمكن ان تحظى به جلسة مع صاحباتها ,,, أو تجمع بين الطلبة من الشباب أو الأطفال.
,,, مثل هؤلاء الطلبة,, أو الطالبات كيف يكون إقبالهم على تلقي العلم واستيعاب ما يقدمه المعلمون والمعلمات ,, وكيف هي حالة هيئة التدريس او المدرسات اللاتي يكون مكتب استراحتهن هو مطبخ البيت المستأجر الذي تحول الى مكتب للمدرسين أو المدرسات ,, هذا اذا لم يكن ذلك المطبخ قد تحول إلى فصل دراسي في المدارس المستأجرة التي يتكاثر فيها الطلبة او الطالبات، عندها يزاحم المدرسون أو المدرسات المدير أو الوكيل أو المديرة أو الوكيلة لمشاركتهم مكاتبهم,, ولأن الغرف دائما صغيرة فدائما الخلافات مستعرة بين الجميع لعدم وجود امكانية للمكاتب وربما حتى للجلوس ,, فتستريح المعلمة في الصالة مع طالباتها لتصبح المعاناة واحدة.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com