Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


فيصل بن فهد,, وأمسية الوفاء

لفيصل بن فهد - رحمه الله - أثر في النفوس, ومكانة في الأعمال الخيرية، ولم تبرز تلك المكانة إلا بعد أن فُقد من الساحة، وهكذا أصحاب الأيادي البيضاء، لا يبين أثرهم، ولا يُفقدون من المجتمع، إلا بعد أن تتخرمهم المنون، وتنطوي الصفحات المملوءة بالعطاء والبذل,, والأعمال الطيبة الخفية، التي لا يريدون لها بروزاً عند الناس، لأنها لا تخفى لدى من قصدت من أجله، سبحانه، حيث لا يخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة، لا في برّ ولا في بحر.
وفيصل بن فهد - رحمه الله - لئن غاب نجمه عن الوجود، وغُيِّب في الثرى، فإن أفعاله وأعماله باقية في القلوب، وعطفه وشفقته، يتذكرهما من شمله العطف، وظللته شفقته الحانية,, وآثاره يتجدد بريقها عند من قدمت له.
وقد كانت أعمال فيصل بن فهد - تجاوز الله عنه - تتحدث عنه، ولم يكن هو الذي يقول: فعلت وعملت، بل كان يعمل في صمت، ويتلمس أوجه الخير لتصل إلى أصحابها، وهم غير متوقعين، بل بعضهم يأتيه الخير، الذي هو ثمرة من ثمار، قلب عطوف، وأريحية فياضة,, إذ كأن الشاعر عنى الامير فيصل بن فهد - رحمه الله - بقوله المعبِّر عن كل شخص هاجسه يسبق عمله الخيري، وسجيته لا تأنس إلا بإسعاد المحتاجين، وكفكفة عبرات المتأوهين,, في هذا البيت:
سيذكرني قومي إذا جدَّ جدُّهم
وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر
فقد كان فيصل بن فهد في حياته بدراً ساطعاً، ونجماً متلألئاً في جبين الأعمال الخيرية، وكانت له مكانة كبيرة في النفوس، ومحبة تمكنت من قلوب عارفيه، بما وهبه الله من دماثة خلق، ورقة قلب، ونفس جياشة بحب الخير، عندما تُدعى إليه، فتظهر إنسانيته وحدبه، ويجود بما يُنسي المصاب ما ألمَّ به، وما يرفع عن المكروب أثر كربته,.
قليل من الناس من يعرف ما هي مآثر فيصل بن فهد الخيرية، عندما كان حيّاً، لأن أعماله في رعاية الشباب واهتمامه بالأدب، وما يهم الشباب من توجيه وتربية، قد غطّى الساحة الإعلامية، لأنه زاهد في نشر الأعمال الخيرية والحديث عن مساعداته الإنسانية العديدة.
ولكن بعدما غُيّب ذلك الجسد الذي صعدت روحه إلى بارئها، برزت أعماله الخيرية، ومآثره الإنسانية التي نرجو أن تكون شافعة له، عند ربه لتبلّغه مرضاته، وتُحِلّه المكان الأسمى في جنة الفردوس، التي هي أمنية المؤمنين، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
ونرجو أن يكون هدفه الذي لاقى ربه به، الحرص على الخير، حبّاً فيما وعد الله، لأن خير عباد الله أنفعهم لعباده، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على اخفاء الأعمال الخيرية، حتى لا تعلم اليسار ما فعلت اليمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على الصدقات، ويرغِّب في اخفائها، والسعي في مصالح الآخرين، ومساعدة الضعفاء والمحتاجين,, في أحاديث عديدة,, منها ما رواه مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما رجل في فلاةٍ من الأرض، فسمع صوتاً في سحابة: اسقِ حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرّة، فإذا شَرجَة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته، يحوّل الماء بمسحاته، فقال له: يا عبدالله، ما اسمك؟ قال: فلان، للاسم الذي سُمع في السحابة، فقال له: يا عبدالله، لمَ سألتني عن اسمي؟ قال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه، يقول: اسقِ حديقة فلان، لاسمك - فما تصنع فيها؟!
قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً وأرد فيها ثلثه وفي رواية: وأجعل في المساكين والسائلين وابن السبيل ثلثه ]باب الزهد: الصدقة على المساكين 2984[.
والشيخ عثمان الصالح في اثنينيته التي أقامها باسم الوفاء,, فإن تلك الليلة التي جمعت وأوعت من رجالات العلم والأدب، قد تحدث الكل فيها بتذكر مواقف من الوفاء، مقرونة بالدعوات المخلصة لسمو الأمير فيصل بن فهد، بأن يتقبل الله أعماله، وأن يتجاوز عن سيئاته، وأن يسكنه فسيح جناته.
وإن الوفاء للأمير فيصل لا يقتصر على إسباغ المديح له، فهو بأعماله غني عن المديح والإشادة، ولكن بالدعاء له وذكر محاسنه ومواقفه النبيلة في فعل الخير، التي بها يكثر الدعاء له، وبها تعرف مكانة فيصل إذا كان بعضهم لم يدرك ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أذكروا محاسن موتاكم ,.
إن الشيخ عثمان الصالح، قد كان وفيّاً مع الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - عندما تبنّى تلك الأمسية التي تمثل ليلة وفاء، تجلى فيها وفاء الأستاذ لتلميذ نجيب من طلابه، لأن فيصلاً، كان وفيّاً من قبل مع استاذه، ذلك الخلق الذي يمثل النبل والتواضع لأستاذه الذي أدرك فيه الخصال الحميدة، منذ كان طالباً في مراحل التعليم الأولية، ثم نمت مع جسمه تلك الخصال يوماً بعد يوم,, سجيّة تلك فيهم غير محدثةٍ .
فكان الشيخ يتفرس في تلميذه علائم كثيرة، ويتخيل له مكانة مرموقة، بعدما يصل إلى سن التحمُّل إذ كان هادىء الطبع، مهذب الأخلاق في المدرسة,, محباً للثقافة، مبرزاً في النشاطات المدرسية علاوة على الدروس المقررة,, بما لديه من نهم في القراءة النافعة,, وحب للإفادة والاستفادة.
فكان الشيخ عثمان في مراقبته له وهو على مقاعد الدراسة يتوسم فيه تلك العلائم الكثيرة، أدباً وخلقاً، وحباً للخير، وعطفاً على ذوي الحاجات,, وشهامة عندما ينتاب أحد زملائه أمر، لمسارعته في النجدة ومحضه النصح,, علاوة على هدوء الطبع، وحب المعرفة المتعددة، والاهتمام بمصادرها الرصينة سؤالا واستقصاءً.
ولا غرابة من تكوّن هذه القاعدة الصلبة التي توسعت مع الايام، لأن فيصلاً نشأ في بيت تحوطه التوجيهات السديدة، وتبصّره بالأمور عناية حانية تتمثل: في حسن التوجيه، والتأديب على مكارم الأخلاق، مع الرعاية غير المتكلفة بأسلوب مهذب: تأديب بلطف، وتوجيه من غير عنف، وتعويده تحمُّل المسؤولية، ومراقبة رأيه المستقل.
فبذلك قوي إحساس الخير، عنده، لأنه خلق تطبع به ذلك البيت الذي تفتحت مواهب فيصل بن فهد فيه: تربية وقدوة، وتوجيها وعملا,, إنه بيت والده - خادم الحرمين - الذي تقلّد زمام التعليم في المملكة، فكان أول وزير للمعارف، حيث يعمُّ التوجيه، وشملت الرعاية أبناء الأمة كلها.
فنهل فيصل من ذلك المورد العذب، بدلوين: دلو المدرسة والتعليم، التي أحاطت بالجميع رعاية ومتابعة، وتأصيلا للقيم بالمناهج، وحسن اختيار المدرسين، وبالحث من المتسنّم قيادة التعليم، بما يبذله من نصحه، وعنايته، ويحققه من متابعته واهتمامه بهذا القطاع الذي يرفع الله به البلاد، ويُعلي من قدر الشباب بما ينالونه من مستويات علمية وما ينبذونه من جهل,, ينزاح عن كاهل الأمة.
حيث قفز التعليم إبان فترة وزارة الفهد ووصلت المملكة إلى مستويات جيدة في فترة وجيزة، بل كانت القواعد والأسس هي الركيزة للتوسع وكثرة العطاء في قطاع التعليم، التي أرسى تعاليمها فهد بن عبدالعزيز، أيده الله بتوفيقه، لأنه أدرك أن العلم يرفع بيوتا لا أعمدة لها,, ويرفع الله به قدر الفرد والجماعة,, قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون , أما الدلو الثانية: التي ورد بها فيصل ذلك المنهل العذب، فهي البيت الذي أحاطه بالرعاية والعناية، فكان وروده له عن قرب، وكان يتناول جرعات التوجيه، مع وجبات الغذاء، فسارا سويّاً: غذاء الروح وغذاء الجسد، ولا غَناء لأحدهما عن الآخر.
وقد برز ذلك التوجيه على فيصل واخوته، لأن القلوب الصافية تتلقف ما يوجه إليها، والأفئدة المتفتحة تستشف ما يلقى إليها,, وتختزنه للإفادة منه في الحياة العملية,, قدوة ومحبة، وإحساسا بما يجب تقديمه للآخرين، في مشاركة وجدانية، طمعاً فيما عند الله، ووفاءً لمن أخذ بأيديهم إلى مرفأ الأمان:
وينشأ ناشئ الفتيان منّا
على ما كان عوّده أبوه
ولئن كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قد أفنى زهرة شبابه، في توحيد البلاد، والقضاء على النزعات المختلفة في صحارى شاسعة، ولدى قبائل نشأت مع الجهل سنين طويلة، على عادات موروثة، وطبائع متأصلة مع جذور الجهل، فإنه قد وضع أسس البناء العلمي السليم، وحرص على بناء العقول، قبل بناء الديار، وتعمير البلاد بمنشآتها المتعددة.
كما حرص على أن يحيط البناء العلمي والثقافي بجدران حصينة من الأصالة والدين، لتتحصن القلوب عن العدوى المعرفية التي قادت الآخرين إلى حضارة الغرب بعيوبها وويلاتها.
فكان يريد للبلاد رقيّاً ينفعها، وعلماً يحصِّن أبناءها، فحرص على حسن اختيار من يتولى التوجيه للناشئة، واهتم بأن تبرز متابعته وملاحظته على المعلم والطالب,, لما يرجو من عائد يعمُّ نفعه، وثمرة تتأصل جذورها، وجعل لأبنائه نصيبا كبيرا من القسوة النافعة، والرعاية المحببة في الاستزادة,, لما يعدهم له من تحمل المسؤولية بعده، لإعلاء الراية التي ارتفعت بحسن رعايته,, واهتمامه بتأصيل قيم الإسلام في نفوسهم: محبة وعملا,, فليقسُ أحياناً على من يرحم , فحرص أبناؤه يساندهم إخوانهم وأبناؤهم من بعده، على الوفاء بذلك العهد، وتعاضدوا في رفع الراية ليرتفع البناء شامخاً وتشييداً، حتى يثبت وجوده وقدرته على الصمود أمام المؤثرات والزوابع,.
وكانت الفرصة للأمير فيصل، كواحد ممن استظل بتلك الدوحة التي غرسها عبدالعزيز - رحمهما الله - عندما تسنّم ذروة العمل في رعاية الشباب، أن يجعل ما يخامر ذهنه، وما تتطلع إليه نفسه حقيقة ملموسة، سواء في العمل الشبابي: علمياً وثقافياً وبدنياً، أو في العمل الخيري: براً وإحساناً، وعطفاً ومساعدة لذوي الحاجات.
فكان رحمه الله: عاملا ومحسنا، وكان موجها وعطوفا، وإن من حسن الوفاء له العمل بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء وذكر محاسنه، والدعاء هو في حاجة إليه بعد ان تخرّمت به المنون، كما أن الدعاء له يصل إليه ثوابه.
يقول صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ,, وإن من الوفاء لأبي نواف - غفر الله له - الامتثال بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك - بإكثار الدعاء له، فإن الدعاء قربة من القربات التي يصل نفعها للميّت، وجاء في الدعوات المستجابات: دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب حيث يجاوبه الملَكُ بقوله: آمين، ولك مثله,, والدعاء صدقة يتصدّق بها المسلم على أخيه حيّاً وميتاً، وله من الله الأجر, ويدخل في هذا تحليله إن كان في نفسه عليه شيء.
تقديم الأعمال الخيرية، من عبادات كالحج والعمرة، أو صدقات كسقيا الماء، وإعانة الفقراء، والمساكين والأرامل واليتامى، أو أعمال خيرية كبناء المساجد، والمساهمة في الدعوة، وطباعة الكتب، وتفطير الصائم، والمساعدة في نشر العلم,, وبناء مقابر للمسلمين,, وغير هذا من أوجه الخير، التي تدخل تحت دلالة ما جاء في الحديث أو صدقة جارية ,, فإن هذه الأمور نافعة للميت، ومن باب الوفاء له، سواء كانت من ثلث ماله إذا كان موصيِّاً، أو مما يقدمه عنه أحباؤه، وعارفو مكانته، أداءً لحق الوفاء له، وتقديراً لمكانته التي حلّت في نفوسهم له، وحباً في الخير الذي ينفعه ويرفع الله به قدره عنده جلّ وعلا.
- كما أن من الوفاء لمثل الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - الذي كانت له أيادٍ بيضاء عند أناس قد لا يعرفهم وإنما عرف حالتهم، وما مرّ بهم من أزمات رقّ قلبه لها، لماّ عرفها، وتحركت أريحيته عندما وصل خبرها إليه، فمدّ لهم في جنح الظلام يداً حانية، وأشعرهم في مواساته عن قلب يريد رفع ما حلّ بهم من معاناة، بإزاحته كابوساً جثم عليهم، حيث داعبت البسمة بأعماله الخيّرة شفاها فقدتها، وسكنت بنفحات يده ضمائر أناس طالما اضطربت من وعيد الدائن، وملاحقة أصحاب الحقوق، وخف ألم أجساد هدّها المرض، وفقدت القدرة على العلاج.
نقول: لعل من الوفاء له تكوين جمعية خيرية، أو مبرّة إنسانية لأعمال الخير، يكون من مهمتها استمرارية العطاء على المنهج الذي سار عليه، وفق شرع الله الذي شرع لعباده، لتؤدي عملها في الداخل والخارج، بإشراف هيئة شرعية، حتى تكون في عطائها من العمل الخيري، المتواصل أجره - إن شاء الله - له بعد موته,, وحتى يكون ذكره وعمله حيّاً لدى الألسن الداعية، والقلوب الدامعة,, فربّ دعوة من أرملة في مصلاّها، وعبارة نابعة من قلب ساجد بين يدي الله، وشربة ماء من لاهث بعطشه وغير ذلك، تقبل عند الله خير لفيصل من الدنيا وما فيها.
وإنها لدعوة أوجهها لمن يحبون فيصلاً، بأن يدفعوا العمل الخيري النافع لفيصل خطوات إيجابية، في تكميل للوفاء اللساني في أمسية الشيخ عثمان الصالح، وفي الندوات المتعددة هنا وهناك بالإشادة بمكانة فيصل بن فهد - رحمه الله -، لأن العمل الخيري ونتائجه أعظم أثراً وأكبر منزلة.
الرد على النصارى:
الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن معمر (1203-1244ه) ممن هرب من الدرعية، بعدما حلّ بها ما حلّ على يد إبراهيم باشا فاستقر به المكان بالبحرين، وكان والده الشيخ حمد (0000 - 1225ه) هو قاضي الإمام سعود بمكة ومن ناظر علماءها فبزّهم.
جاء في مقدمة كتاب: منحة القريب المجيب، في الرد على عُبّاد الصليب: أن النصارى لما تغلب إبراهيم باشا على الدرعية طمعوا في نشر النصرانية في الخليج، فعمل قسٌّ إنجليزي كتاباً، أورد فيه شبهات نصرانية يزعم فيها تصحيح الملّة المسيحية الباطلة، ودفعه إلى أمير البحرين وشيخها عبدالله بن خليفة، وكان قد قبل أن يكون تحت الحماية الإنجليزية، وكان بهذا الكتاب شكوك وشبهات كثيرة ظنّها هذا القسيس تروج على أهل تلك الديار، لزعمه أنهم جهلة بالدين ولا يحيطون من الإسلام، بما يكشف أباطيله، وطلب من الشيخ عبدالله بن خليفة، أن يعرضه على المشايخ، وعلماء البحرين، ويردّوا على ما فيه، أو يقولوا رأيهم إن كانوا موافقين أو مخالفين، فدفعه الشيخ ابن خليفة إلى من كان عنده من علماء البحرين، وطلب منهم أن يردّوا على الكتاب، فلما قرأوه وجدوا أنفسهم عاجزين عن الرد عليه، فاعتذروا وقالوا: ما نستطيع أن نرد على ما فيه من الشُّبَه، ثم أرسله إلى علماء الأحساء، فقالوا: مثل ما قال علماء البحرين من إظهار العجز، وقال بعض علماء الأحساء: ليس هذا النصراني كفؤاً أن يُجاب، فحزن لذلك الشيخ ابن خليفة، أشد الحزن لعجز علماء البحرين والأحساء عن دفع شُبَه ذلك القسيس، قال له أحدهم: إنه قد نزل البحرين شاب من طلبة العلم النجديين، فأرى أن تعرضه عليه، لعلّ الله أن يزيح عنا به هذه الغمّة.
فأعطاه الكتاب، وأوصله إلى الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن معمر، وقصّ عليه أمره، وأمر العلماء واغتمام الأمير لعجزهم، واهتمامه بالأمر للرد على هذه الشُّبَه، فتناوله الشيخ وأبدى النظر فيه وقال: إن شاء الله يجيئكم دحض هذه الشُّبَه بعد شهر، وما لبث الشيخ إلا أياماً قليلة حتى أتمَّ الرد، وبعث به إلى الامير ففرح به أشد الفرح ودعا القنصل الإنجليزي وأعطاه الردّ، فلما طالعه القسيس عجب له، واندهش جداً لما كان يظنه من عجز علماء البحرين وقال: هذا الرد لا يكون من هنا، وإنما هو من البحر النجدي، فقال له الأمير: نعم هو من أحد طلبة العلم النجديين، فأغاظ هذا شيخ البحرين، وأخذ يتهدد علماء البحرين ويعيّرهم بعجزهم عما قام به طالب نجدي صغير, (منحة القريب المجيب 7-9).

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved